انخفضت أسعار الذهب العالمي اليوم الجمعة، في طريقه إلى تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ 3 أشهر، تزامنا مع استمرار تعافي مستويات الدولار وترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية التي تصدر اليوم، وبالرغم من ذلك يقترب الذهب من تسجيل ارتفاع خلال شهر فبراير بأكمله. وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع عند 2851 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2876 دولار للأونصة ليتداول حاليًا عند المستوى 2863 دولار للأونصة. ويتجه الذهب إلى تسجيل انخفاض هذا الأسبوع بنسبة 2.5% وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ نوفمبر الماضي، بينما خلال شهر فبراير ارتفع الذهب بنسبة 2.3% وشهد تسجيل أعلى مستوى تاريخي عند 2956 دولار للأونصة قبل أن تبدأ عمليات البيع لجني الأرباح في دفع سعر الذهب إلى التراجع في تصحيح سلبي، وفق جولد بيليون. في الجانب الأخرن استمر الدولار الأمريكي في الارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي مقابل سلة من العملات الرئيسية، ليساعد هذا على دفع أسعار الذهب إلى الاستمرار في التصحيح السلبي بسبب العلاقة العكسية بينهما، وبسبب كون ارتفاع الدولار يجعل سعر الذهب أعلى لحائزي العملات الأخرى. وقال تحليل جولد بيليون، إن أسعار الذهب تحت ضغط سلبي اليوم الجمعة مع انتظار المستثمرين لمؤشر نفقات الاستهلاكي الشخصي الأمريكي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي في محاولة للحصول على المزيد من الوضوح بشأن اتجاهات أسعار الفائدة. من جهة أخرى لا تزال هناك عوامل تدعم أسعار الذهب العالمي، فقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن التعريفات الجمركية المقترحة بنسبة 25٪ على السلع المكسيكية والكندية ستدخل حيز التنفيذ في 4 مارس إلى جانب رسوم إضافية بنسبة 10٪ على الواردات الصينية مع استمرار تدفق المخدرات إلى الولاياتالمتحدة من تلك البلدان. وشهد الذهب بعض الطلب على الملاذ الآمن وسط مخاوف تجارية بسبب سياسات ترامب التجارية، ولكن التأثير المباشر على أسعار الذهب اليوم سيكون من نتائج بيانات التضخم الأمريكية. من جهة أخرى أعرب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر عن دعمه لمواصلة إبقاء أسعار الفائدة في النطاق الحالي من 4.25% إلى 4.50%، وهو القرار الذي اتخذه البنك الفيدرالي خلال اجتماعه في يناير الماضي. وقد تزيد المخاوف من أن تتسبب التعريفات الجمركية في زيادة مخاطر التضخم مع تباطؤ النمو الاقتصادي لتعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق، ولكن في نفس الوقت بقاء أسعار الفائدة مرتفعة سيؤثر على جاذبية الذهب للاستثمارات لأنه لا يقدم عائد لممتلكيه مقارنة مع السندات الحكومية الأمريكية. وفي أواخر عام 2024، بدأت مخزونات بورصة كومكس في الارتفاع مع تنامي المخاوف من أن التعريفات الجمركية قد تؤثر على واردات الذهب، وسط مخاوف من التعريفات الجمركية واسعة النطاق لا تزال لها تأثير ملحوظ على الأسعار وأنماط التداول. واستمر هذا الاتجاه حتى أوائل عام 2025 وحتى الآن وزادت المخزونات المسجلة في بورصة كومكس بنحو 300 طن (9 ملايين أونصة) وأكثر من 500 طن (17 مليون أونصة) بالنسبة للمخزونات المتواجدة بشكل غير مسجل بعد. وفيما يتعلق بأسعار الذهب في مصر، استمر سعر الذهب في التراجع بمصر مع آخر جلسات تداول هذا الأسبوع وذلك في ظل الضغط السلبي من انخفاض سعر الذهب العالمي ودخوله في حركة تصحيح سلبية بعد المستويات القياسية التي سجلها مطلع هذا الأسبوع. وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 4055 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 4060 جنيه للجرام، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بمقدار 10 جنيهات ليغلق عند المستوى 4080 جنيه للجرام بعد أن افتتح تداولات الأمس عند المستوى 4090 جنيه للجرام. وأصبح الانخفاض الحالي في مستويات الذهب المحلي ناتج عن تراجع في سعر الذهب العالمي وتسجيله أول انخفاض أسبوعي بعد 8 أسابيع متتالية من المكاسب، الأمر الذي دفع السعر المحلي إلى الدخول في تصحيح سلبي بعد أن سجل اعلى قمة سعرية منذ عام عند 4175 جنيه للجرام ليفقد الذهب 115 جنيها.