مع تدهور الحالة الصحية للبابا فرانسيس في الأيام الأخيرة، فُتح باب التسريبات حول من قد يقود الكنيسة الكاثوليكية بعد رحيله، إذ يتوقع المتابعون أن تتسم عملية الانتخاب بتدخلات سياسية ذات تأثير كبير. يمر بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرانسيس، بوعكة صحية ويقضي الوقت حاليًا بالمستشفى إثر بسبب إصابته ب«التهاب رئوي ثنائي»، كجزء من «حالة سريرية معقدة»، إلى جانب العدوى المتعددة الميكروبات، وفي ذلك الوقت يتساءل كثير من المتابعين عمّن يتولى قيادة «الفاتيكان» والكنيسة الكاثوليكية. أظهر البابا البالغ من العمر 88 عامًا بداية إصابته بالتهاب رئوي ثنائي- في كلتا الرئتين- حيث تستمر حالته الصحية في التدهور، وفقًا لما ذكره الفاتيكان بعد دخوله مستشفى «جيميلي» في روما الأسبوع الماضي، وفقًا لصحيفة ذي إندبندنت (The Independent) البريطانية. كما أدى مرض البابا إلى إلغاء الأحداث التي كانت مقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأثار حالة من عدم اليقين بشأن السنة المقدسة أيضًا، تسببت مخاوفه الصحية في السنوات الأخيرة وتقدمه في السن في طرح أسئلة حول خلافته. أولى هذه التسريبات ظهرت في موقع «بوليتيكو»، الذي أشار إلى أن البابا قلق بشدة بشأن حالته الصحية بعد دخوله المستشفى إثر إصابته بالتهاب حاد، ويسارع إلى إنهاء الملفات العالقة قبل المعركة المرتقبة لاختيار خليفته. وفي سياق متصل يوجد عدد كبير من الكرادلة «أعلى هيئة استشارية لدى الكنيسة الكاثوليكية» المعروفين الذين تم طرح أسمائهم لشغل هذا المنصب. من هو البابا القادم؟ في عام 2020، أصدر إدوارد بنتين، المساهم الأول في السجل الوطني الكاثوليكي، محلّل أخبار الفاتيكان في الشبكة التلفزيونية للكلمة الأزلية «إي دبليو تي إن»، كتابًا حول هذا الموضوع بعنوان: «البابا القادم: المرشحون الكرادلة الرائدون» The Next Pope: The Leading Cardinal Candidates. وأشار «بنتين» وفقًا للصحيفة إلى أنه في حالة وفاة البابا، أو في حالات نادرة من الاستقالة مثل البابا بنديكتوس السادس عشر، يعقد الفاتيكان مجمعًا بابويًا، حيث يجتمع مجمع الكرادلة لانتخاب رئيس الكنيسة الكاثوليكية القادم. وتننص قواعد المجمع، «اعتبارًا من 22 يناير 2025، على وجود 138 ناخبًا من أصل 252 كاردينالًا. لا يجوز إلا لمن تقل أعمارهم عن 80 عامًا المشاركة في الاقتراع السري في كنيسة سيستين». كما ستتم أربع جولات من التصويت كل يوم حتى يحصل المرشح على ثلثي الأصوات، في عملية تستغرق عادةً ما بين 15 إلى 20 يومًا، وفقًا لموقع مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولاياتالمتحدة. وكتب فرانسيس خلال العام الماضي في مذكراته التي تحمل عنوان «الحياة: قصتي عبر التاريخ»، أنه لم يفكر قط في اتباع سبيل سلفه، بنديكتوس السادس عشر، والتنازل عن العرش- وهو «قرار بالغ الأهمية»، و«كسر المحرمات التي استمرت لمدة ستة قرون»، حسبما ذكرت صحيفة التايمز، لكنه أكد أنه، عندما أصبح بابا، وقع على بيان يفيد بأنه سيستقيل إذا حالت حالته الصحية السيئة دون قيامه بواجباته. «الكرادلة» المحتملون لخلافة البابا 1. الكاردينال «بييترو بارولين» بصفته أمين دولة الفاتيكان منذ عام 2013، فإن بارولين البالغ من العمر 70 عامًا، من فينيتو، هو أعلى كاردينال رتبة في المجمع الانتخابي. بدلًا من الالتزام بالتوجهات السياسية «اليسارية» أو «اليمينية»، كان بارولين يُعتبر لفترة طويلة شخصية معتدلة عاقلة داخل الكنيسة. وفي وقت لاحق، أجرى «بارولين» مقابلة مع صحيفة «ليكو دي بيرجامو» الإيطالية علق فيها على عدد من القضايا الجيوسياسية، وقال: «يمكن للجميع المساهمة في السلام، ولكن لا ينبغي أبدًا السعي إلى الحلول من خلال فرض فرضيات أحادية الجانب تخاطر بدوس حقوق الشعوب بأكملها، وإلا فلن يكون هناك سلام عادل ودائم». 2. الكاردينال «بيتر إردو» بصفته رئيسًا سابقًا لمجلس مؤتمرات الأساقفة في أوروبا، يُعرف الكاردينال «إردو» بأنه ماريان متدين، أي أنه يكرس ممارساته لمريم، أم يسوع. اشتهر المجري البالغ من العمر 72 عامًا بأنه صوت أكثر تحفظًا داخل الكنيسة، حيث عارض ممارسة الكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى لتلقي القربان المقدس بسبب إيمانه بعدم قابلية الزواج للانحلال. كما قارن «إردو» بين فعل استقبال اللاجئين والاتجار بالبشر. تم تعيين إردو كاردينالًا في عام 2003 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني. 3.الكاردينال لويس أنطونيو تاجلي باعتباره سابع فلبيني يصبح كاردينالًا، سيكون «تاجلي» أول بابا آسيوي، يشغل الكاردينال البالغ من العمر 67 عامًا حاليًا منصب نائب رئيس قسم التبشير الأول في مجمع التبشير، بعد أن عينه البابا بنديكت السادس عشر كاردينالًا. أظهر «تاجلي» عادةً سياسات أكثر ميلًا إلى اليسار، على غرار البابا فرانسيس، بعد أن انتقد موقف الكنيسة ولغتها تجاه المثليين والأمهات غير المتزوجات والكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى، وفي كلمة له عام 2015 قال «إن الكلمات القاسية التي كانت تستخدم قديمًا للإشارة إلى المثليين والمطلقين والمنفصلين والأمهات غير المتزوجات وما إلى ذلك، كانت في الماضي شديدة للغاية». 4.الكاردينال ماتيو زوبي يعتبر الكاردينال «زوبي»، الذي يُعتبر المفضل لدى البابا فرانسيس، رئيسًا لمؤتمر الأساقفة في إيطاليا منذ مايو 2022. تم تعيين الرجل البالغ من العمر 69 عامًا كاردينالًا من قبل البابا فرانسيس في عام 2019 ومنذ ذلك الحين تم إرساله في عدد من الرحلات العالمية. ذهب «زوبي» في مهمة سلام إلى أوكرانيا حيث التقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكن ليس فلاديمير بوتن من روسيا، وذهب إلى الولاياتالمتحدة لمقابلة الرئيس آنذاك جو بايدن. قبل أن يصبح كاردينالًا، شارك «زوبي» بآرائه الأكثر إيجابية بشأن مجتمع المثليين، حيث كتب مقالًا في كتاب لجيمس مارتن عام 2018 تحت عنوان (Building a Bridge Un ponte da costruire)، حيث ذكر فيه أنه «كان مفيدًا لتشجيع الحوار، فضلًا عن المعرفة المتبادلة والتفاهم» من أجل نهج رعوي جديد مع «إخواننا وأخواتنا من مجتمع المثليين». 5.الكاردينال «ريموند ليو بور» يعتبره النقاد تقليديًا صريحًا، وقد عينه البابا بنديكتوس السادس عشر كاردينالًا في عام 2010. اصطدم «ليو بور» علنًا بفلسفات البابا فرانسيس «الأكثر ليبرالية»، خاصة فيما يتعلق باستعداده للسماح للأزواج المطلقين والمتزوجين مرة أخرى بالتناول من القربان المقدس. كما وصف لغة الكنيسة الجديدة حول وسائل منع الحمل الاصطناعية والزواج المدني والمثليين بأنها «مرفوضة». وفي وقت سابق قال «ليو بور» إن السياسيين الكاثوليك الذين يدعمون الإجهاض القانوني، مثل بايدن، لا ينبغي لهم تلقي القربان المقدس.