قال أحمد زكارنة، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن ما يجري في الضفة الغربية حاليًا يشبه محاولة لإحداث نكبة ثانية، تهدف إلى الضغط على 22 مخيمًا فلسطينيًا تضم لاجئين تم تهجيرهم منذ عام 1948، في محاولة واضحة لضرب الذاكرة الفلسطينية وحق العودة. وأوضح «زكارنة»، خلال مداخلة عبر سكايب من رام الله، لبرنامج «بتوقيت العاشرة»، مع الدكتور أيمن عطالله، المذاع على قناة الشمس 2، أن هذا المخطط يتزامن مع استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مما يكشف عن نية إسرائيلية واضحة لطمس قضية اللاجئين، مدعومة بأيديولوجيا الصهيونية الدينية المتطرفة، التي تعتبر الضفة الغربية جزءًا مما يسمى "يهودا والسامرة"، وفق المزاعم التوراتية. وأشار إلى أن هناك تحركًا داخل الكونغرس الأمريكي لمحاولة فرض تسمية «يهودا والسامرة» رسميًا على الضفة الغربية، كما أن إسرائيل تسعى لإحداث تغيير ديموغرافي جذري في المنطقة، مستهدفة طرد نحو 50% من الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، نظرًا لما تعتبره خطرًا وجوديًا بسبب التوازن السكاني الحالي، حيث يعيش أكثر من 7.5 مليون فلسطيني مقابل حوالي 7 ملايين إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني، أن هذه المحاولات لا تقتصر على الضفة الغربية فقط، بل تشمل أيضًا الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، حيث تشهد المناطق العربية هناك موجة من العنف والجريمة المنظمة، التي يرى أنها مدعومة من الدولة الإسرائيلية بهدف ضرب التماسك الاجتماعي العربي وإضعاف الهوية الوطنية الفلسطينية. واستكمل: «هناك ثلاثة مستويات رئيسية للتحرك الفلسطيني، هو دعم صمود المواطنين الفلسطينيين، وهو ما تسعى السلطة الوطنية الفلسطينية إلى تعزيزه، ورفض النزوح القسري والتهجير، حيث أصبح الفلسطينيون أكثر وعيًا بمخاطر تكرار نكبة جديدة، والتصدي للمخططات الديموغرافية الإسرائيلية، التي تهدف إلى إحداث تغيير سكاني في الضفة وغزة والداخل المحتل». واختتم: «هذه المسألة طبيعية في أي نظام سياسي، وأن هناك مطالبات بالإصلاح، لكنها ليست بالحدة التي يروج لها الإعلام، كما أن أي تغييرات تحدث تتم وفقًا للظروف السياسية والتحديات التي تواجهها القيادة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، بعد عدوانه على غزة، يواصل مخططاته التدميرية في الضفة الغربية، عبر هدم المنازل وتكثيف الاستيطان، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض».