تخيل أن تهدي شخصًا ما باقة من الزهور كهدية لعيد الحب 2025، لكن تلك الهدية التي تبدو بريئة قد تحمل خطرًا قاتلًا، دون أن تعلم. أظهرت دراسة حديثة أن بعض باقات الزهور قد تكون ملوثة بمبيدات حشرية سامة، فتتحول أكثر خطرًا مما يتصور صاحب الهدية. هذه الزهور قد تساهم في التسبب بمشاكل صحية خطيرة، بل وقد تؤدي إلى الموت في حالات معينة. الدراسة التي أجرتها مجلة «كو شوازير» المتخصصة في حقوق المستهلك في فرنسا، كشفت عن تلوث واسع في الزهور ب «مبيدات حشرية» تشمل مواد ثبت أنها مسرطنة وتؤدي إلى اختلال الغدد الصماء. هذه المواد تشكل تهديدًا مباشرًا ليس فقط للمستهلكين، ولكن أيضًا للعاملين في محلات بيع الزهور، مثل بائعي الزهور الذين يتعاملون مع هذه المنتجات يوميًا. الزهور تحمل 46 نوعًا مختلفًا من المبيدات الحشرية المثير في الأمر أن الزهور التي تم اختبارها كانت تحتوي على بقايا 46 نوعًا مختلفًا من المبيدات الحشرية، بعضها محظور في الاتحاد الأوروبي. تم شراء هذه الزهور من محلات متخصصة ومتاجر سوبرماركت عبر الإنترنت في بداية يناير، وتم العثور على التلوث في جميع العينات التي تم فحصها. أكثر من ذلك، أظهرت الدراسة أن حوالي 80% من الزهور التي تُباع في فرنسا هي مستوردة من دول لا تزال تستخدم مبيدات حشرية شديدة السمية، غالبا عبر هولندا، وفقًا لفرانس برس، ومن بينها «نسبة كبيرة مزروعة خارج أوروبا»، غالبا ما «تُستخدَم في معالجتها مبيدات حشرية غير مرخّص بها في الاتحاد الأوروبي». ما يضع سلامة المستهلكين في خطر. المشكلة ليست فقط في التلوث الحالي، ولكن أيضًا في غياب القوانين التي تحد من وجود بقايا المبيدات في الزهور المقطوفة، مما يجعل من الصعب مراقبة هذه المواد الضارة. وفي حادث مأساوي، تم ربط وفاة فتاة صغيرة بسرطان الدم بتعرض والدتها، وهي بائعة زهور، لهذه المبيدات أثناء فترة الحمل. وهذا الحادث المؤلم دفع الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ خطوات لتقييم المخاطر المتعلقة بالزراعة والمعالجة بهذه المواد، وفقًا للمدير العلمي لشؤون الصحة والعمل في الهيئة هنري باستوس لوكالة فرانس برس.