مفاجآت في أسعار الذهب بعد تصريحات ترامب.. والشعبة تكشف توقعاتها للفترة المقبلة

شهدت أسعار الذهب قفزة تاريخية جديدة خلال الساعات الماضية، متأثرة بالتوترات الاقتصادية الدولية التي نتجت عن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود صارمة على صادرات الدول والتكتلات الاقتصادية التي يرى أنها تشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الأمريكي. هذه القرارات دفعت المستثمرين عالميًا إلى البحث عن ملاذ آمن، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة.
على الصعيد المحلي، انعكست هذه الزيادة العالمية على السوق المصرية، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4010 جنيهًا في محلات الصاغة بالرغم من انخفاض الطلب على شراء المشغولات الذهبية بسبب الأسعار المرتفعة.
في تصريح خاص ل المصري اليوم، أوضح هاني نجيب، سكرتير شعبة الذهب بالقاهرة، أن الأسعار في السوق المحلي تتأثر بشكل مباشر بحركة الأونصة في البورصات العالمية أكثر من تأثرها بسعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار.
وقال نجيب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا يرجع بشكل أساسي إلى القرارات الاقتصادية المتشددة التي اتخذها الرئيس ترامب، والتي تسببت في موجة من القلق داخل الأسواق العالمية. كلما زاد القلق السياسي والاقتصادي، زاد الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، وبالتالي ترتفع الأسعار عالميًا، وهو ما انعكس فورًا على السوق المصري.
وأضاف: بالرغم من أن الطلب على الذهب في السوق المحلية شهد تراجعًا كبيرًا بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، إلا أن تأثير الأسواق العالمية فرض نفسه، مما أدى إلى استمرار ارتفاع الأسعار داخل محلات الصاغة. وأكد نجيب أن التوقعات تشير إلى استمرار الارتفاع في أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن المضاربات العالمية والقرارات الاقتصادية الدولية ستكون العامل الأساسي في تحديد الاتجاه المستقبلي للأسعار.
من جانبه، صرح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن التوقعات بشأن أسعار الذهب شهدت تباينًا كبيرًا في ظل الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث كان هناك اعتقاد بأن سياساته الاقتصادية ستؤدي إلى تقوية الدولار أمام الذهب، لكن الأحداث أثبتت العكس.
وقال ميلاد عند إعلان فوز ترامب بولاية ثانية، توقع الكثيرون أن تشهد أسعار الذهب انخفاضًا بسبب تحسن الاقتصاد الأمريكي، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا. قراراته بفرض قيود تجارية وعقوبات على بعض الدول زادت من المخاوف العالمية، مما أدى إلى توجه المستثمرين للذهب، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وأضاف: من المفترض أن تؤدي السياسات الاقتصادية القوية إلى استقرار الأسواق، لكن ما نشهده الآن هو تصاعد في التوترات الاقتصادية بدلًا من حل المشكلات السياسية. الذهب وصل عالميًا إلى مستوى 2840 دولارًا للأوقية، ونتوقع أن يواصل ارتفاعه حتى 3000 دولار للأوقية خلال الفترة المقبلة.«
جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزز حالة القلق في الأسواق، حيث قال خلال مؤتمر صحفي: «الاقتصاد الأمريكي يواجه تحديات غير مسبوقة بسبب التلاعب التجاري من بعض الدول. سنواصل اتخاذ إجراءات صارمة لحماية مصالحنا، حتى لو أدى ذلك إلى تقلبات مؤقتة في الأسواق.»