على خطى خوسيه موخيكا الملقب ب«أفقر رئيس في العالم»، رفض رئيس أوروجواي المنتخب ياماندو أورسي الإقامة في القصر الرئاسي مقررًا بدلاً من ذلك الاستمرار في العيش مع عائلته بمدينة ساحلية متواضعة خارج العاصمة «مونتيفيديو». رئيس يفضل الحياة البسيطة «أطفالي يمرون بمرحلة جديدة، وهي التعليم الثانوي، وسوف يتابعون دراستهم هناك»، بهذه الكلمات أعلن «أورسي» عدم رغبته في الاستمتاع برفاهية العيش بالمقر الرسمي للرئاسة، مفضلاً الإبقاء على أسلوب حياته قبل الفوز بالانتخبات الرئاسية في أوروجواي. وخلال تصريحات نقلتها صحيفة «بوسكيدا»، قال السياسي اليساري إنه قرر مع أسرته البقاء في مدينة ساليناس على أطراف عاصمة البلاد. مواصلة نهج التواضع يتبنى الرئيس المنتخب الذي سيتولى منصبه في أول مارس موقفًا مشابهًا لرئيس أوروجواي الأسبق خوسيه موخيكا إذ رفض هو الآخر في بداية ولايته بعام 2010 الإقامة في القصر الرئاسي المكون من 3 طوابق، ليبقي في مزرعته الصغيرة في «سيرو» داخل ضواحي العاصمة مونتيفيديو، حيث لا يزال يعيش حتى الآن. ونتيجة لقراره، كان من الضروري إجراء بعض التعديلات على مقر إقامة «موخيكا» وزوجته، بما في ذلك إضافة أنظمة كاميرات مراقبة ومسارات هروب وغيرها من وسائل التأمين اللائقة برئيس. رؤساء رفضوا القصر كما رفض رؤساء آخرون العيش في الإقامة الرسمية التي تقع في حي برادو الراقي، مثل تاباري فازكيز الذي حكم أوروجواي لمدة ولايتين (2005-2010 و2015-2020)، ومن قبله أوسكار جيستيدو (1967). ويذكر أن ياماندو أورسي الذي يعتبر وريثًا سياسيًا ل«موخيكا» فاز في الانتخابات الأخيرة في نوفمبر الماضي، وكان انتصاره بمثابة عودة حكومة يسارية إلى رئاسة أوروجواي بعد 5 سنوات من إدارة محافظة. معلومات عن مدرس التاريخ الذي أصبح رئيساً نشأ ياماندو أورسي صاحب ال57 عاما في ريف أوروجواي داخل منزل بلا كهرباء، وخلال عمله مدرسًا للتاريخ أصبح ناشطًا في السياسة المحلية، ليصبح في نهاية المطاف عمدة «كانيلونيس»، ثاني أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان في البلاد، وفقاً لشبكة «BBC». وخلال فترة توليه قيادة المقاطعة، أعلنت شركة التكنولوجيا العالمية جوجل أنها ستقوم ببناء مركز بيانات ضخم بها، واعتمد «أورسي» على استخدام لهجة صديقة للأعمال في حملته الانتخابية، إذ قال إنه يخطط لتجنب زيادة الضرائب التي قد تخيف المستثمرين. كما يعتبر رئيس أوروجواي المنتخب أحد تلاميذ الرئيس الأسبق خوسيه موخيكا، الذي فاز بقلوب الكثيرين في أوروجواي من خلال أسلوب حياته المتواضع، ما دفع الكثيرين إلى وصفه بأنه أفقر رئيس في العالم والذي يعيش في مزرعته على أطراف المدينة حتى يومنا.