تحولت رحلة أم وابنها للبحث عن ملاذ بمنتصف القرن ال19، إلى توثيق درامي يبرز صورة للغرب الأمريكي المتوحش، وما يفرضه من عنف ووحشية بكل أشكاله كوسيلة أساسية للنجاة، وذلك في مسلسل «البدائية الأمريكية» American Primeval الذي بدأ عرض حلقاته على «نيتفليكس» وتصدر منصات التواصل الاجتماعي طوال يناير الجاري، تزامنا مع تنصيب دونالد ترامب رئاسة الولاياتالمتحدة وبدء ولايته الرئاسية. ويستعرض مسلسل «البدائية الأمريكية» في 6 حلقات شكل الحياة الصعبة بقسوتها في الولاياتالمتحدة وتلك الفترة الشائكة من التاريخ الأمريكي منتصف القرن التاسع عشر، حيث ساد العنف والفساد والصراعات الدموية والعرقية بين أصحاب البشرة البيضاء والسكان الأصليين من الهنود، تلك الفترة التي انقسم فيها الأمريكيون إلى فئات مختلفة، عرقية أو دينية وغيرها، وكل فئة تسعى للتوسع وكسب القوة على حساب الآخرين، مستعينة بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، وسط الأراضي القاحلة في الجنوب الغربي الأمريكي، والذي هيمن عليه العنف والطوائف ضد الرجال والنساء والأطفال في محاولة للسيطرة على العالم الجديد هناك. مسلسل «البدائية الأمريكية» يعرض بتصنيف +18 المسلسل يعرض بتصنيف +18، وكتبه مارك إل سميث وأخرجه بيتر بيرج، وهو بطولة تايلور كيتش وبيتي جيلبين، وتدور أحداثه في عام 1857 أثناء حرب يوتا، حول أم تستأجر مرشدًا لمساعدتها على التنقل بأمان عبر الحدود الغربية مع ابنها، لكن هذا الأمان يتعرض للخطر عندما يتعرضون لهجوم من قبل جنود «المورمون» المتنكرين في زي أمريكيين أصليين، ويجدون أنفسهم في وسط معركة مميتة للسيطرة على الغرب الأمريكي، كما يتعرضان للخديعة من زوجين يسعيان للحصول على الأرض. وتميز المسلسل بتصميم الديكورات والمعارك والأزياء المناسبة والمعبرة عن تلك الفترة بشكل جعل المتفرج يعيش تلك الأجواء بشكل حقيقي وواقعي، كما أثار تفاعل كبير بين الجمهور وأشاد نقاد عالميون به وبمايحمله من واقعية ومصداقية في سرد تلك الفترة دراميا وماشهدته من عنف، ودخل المسلسل قائمة «top 10» لأعلى الأعمال مشاهدة على نيتفليكس، منذ بدء عرضه. مخرج المسلسل: المسلسل يرصد القتل العنيف لأكثر من 120 مستوطنًا ووصف المنتج التنفيذي للمسلسل إريك نيومان إعادة السرد لتلك الفترة التاريخية الحرجة بأنها «نظرة صادقة مناهضة للحنين إلى تاريخنا». وعلق المخرج بيتر بيرج أن التاريخ كان مصدر إلهام لصنع المسلسل بعد قراءته عن حرب «يوتا»، وهي مواجهة بين شعب المورمون والحكومة الأمريكية حول ملكية الأراضي والتي أدت إلى القتل العنيف لأكثر من 120 مستوطنًا. وقال في تصريحات لمجلة «بيبول»: «هذه النظارات ذات اللون الوردي التي نرى من خلالها الماضي، هي كذبة، إنها كذبة تهدف إلى جعلنا نشعر بالرضا تجاه هذا الطريق الوعر والوحشي الذي سلكناه، أعتقد أننا نلحق الضرر بأنفسنا من خلال النظر إلى الأمر بهذه الطريقة لأنه يمنعنا من رؤيته يحدث مرة أخرى».