«تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن».. ردود الفعل على خطة ترامب ل«تطهير غزة»

عاد مقترح تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن من جديد، بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى نقل سكان قطاع غزة إلى الدول المجاورة وهي مصر والأردن.
وقال ترامب إن هذه الخطوة "تهدف إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط بعد الحرب الأخيرة في غزة"، مشيرا إلى أن القطاع في حالة «فوضى عارمة» ويحتاج إلى حل جذري، مما دفعه للتفكير في نقل الفلسطينيين خارج غزة.
تفاصيل مقترح ترامب
وأضاف ترامب خلال حديثه مع الصحفيين على متن طائرة «إير فورس وان» أن خطته تتضمن ما سماه «تطهير غزة» من سكانها، واصفًا القطاع بأنه «مكان مدمر».
وتابع أنه ناقش الخطة مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وأنه سيبحثها مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة قد تكون «مؤقتة أو طويلة الأمد»، معرباً عن أمله في أن "تسهم الدول العربية في استقبال الفلسطينيين".
رد إسرائيلي
عبر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن ترحيبه بتصريحات ترامب، قائلاً في بيان: «بعد 76 عاماً من احتجاز غالبية سكان غزة قسراً في ظروف قاسية، فإن فكرة مساعدتهم في العثور على أماكن أخرى لبدء حياة جديدة أفضل هي فكرة ممتازة».
وأضاف: «لسنوات عدة، اقترح الساسة حلولاً غير عملية مثل تقسيم الأرض وإقامة دولة فلسطينية، الأمر الذي عرض وجود وأمن الدولة اليهودية الوحيدة في العالم للخطر، ما أدى فقط إلى إراقة الدماء والمعاناة لكثيرين.. إن التفكير خارج الصندوق والحلول الجديدة هي التي ستجلب السلام والأمن. سأعمل مع رئيس الوزراء والحكومة لوضع خطة عملية لتنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن»، حسبما أوردت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
ردود الفعل الفلسطينية
يرفض البيت الفلسطيني دعوات تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، مؤكدا ضرورة التمسك بالأرض وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتجدد الرفض الفلسطيني للفكرة مع اقتراح ترامب، الذي قوبل بإدانات شديدة من الفصائل الفلسطينية كانت أبرزها:
* حركة الجهاد الإسلامي: عبرت عن غضبها الشديد، قائلة إن تصريحات ترامب تمثل تشجيعاً على جرائم الحرب والتهجير القسري، مضيفة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالتخلي عن أرضه.
* حركة حماس: أكد باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، أن الفلسطينيين أفشلوا كل محاولات التهجير السابقة وسيفشلون أي محاولة جديدة.
ردود الفعل العربية
كان الموقف العربي واضحا في رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين، وشددت الدول العربية وجامعة الدول العربية على رفضها للمخطط، وكررت مصر والأردن في مناسبات عدة رفضهما لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيهما.
توقت حساس
يأتي هذا المقترح في وقت حساس بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي شمل اتفاقيات تبادل أسرى وعودة النازحين من جنوب غزة إلى شمالها.
ويرى مراقبون أن مقترح ترامب يحمل في طياته تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة، خاصة مع تكرار الرفض الدولي لحلول التهجير القسري لفلسطينيي غزة.
واتهمت منظمات حقوق الإنسان إسرائيل بالفعل بالتطهير العرقي، والذي عرفه خبراء الأمم المتحدة بأنه سياسة صممتها مجموعة عرقية أو دينية واحدة لإزالة السكان المدنيين من مناطق معينة بوسائل عنيفة ومثيرة للإرهاب.