أعلنت القوات المسلحة السودانية صباح اليوم السبت سيطرتها على مصفاة الخرطوم بالجيلي. وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن نبيل عبدالله، أن القوات المسلحة بسطت كامل سيطرتها السبت على مصفاة الخرطوم بالجيلي. وقالت حكومة ولاية شمال دارفور إن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة والشرطة والمخابرات العامة وقوة الدفاع عن النفس (قشن) والمستنفرين: «سطروا بصدهم ودحرهم للهجوم الذي شنته ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر الجمعة، فصلا جديدا من فصول التضحية، والبسالة، والإقدام، والشجاعة. معتبرة المعركة من أعنف المعارك التي دارت بالفاشر، حيث كبدت القوات الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والآليات، والمعدات العسكرية». وأضاف: «إن محاولة إسقاط الفاشر تأتي في سياق التآمر الدولي على السودان خاصة من بعض دول الجوار التي مازالت تقدم كافة أشكال الدعم للميليشيا المتمردة، فضلًا عن الدعم الإماراتي المفتوح بغرض النيل من وحدة البلاد وثرواتها». واعتبر اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب، الخبير الاستراتيجي السوداني، أن القوات المسلحة السودانية بدأت في تطبيق المرحلة الأخيرة من معركة الكرامة من حرب المدن المغلقة إلى حرب الفضاءات المفتوحة، مشيرا إلى الانتصارات التاريخية التي حققتها القوات المسلحة السودانية الجمعة بالتقاء كل الجيوش من منطقة الخرطوم بحري وأم درمان وسلاح الإشارة عند القيادة العامة. وقال «مجذوب» ل«المصري اليوم»: «بهذه الخطوة يكون الهدف الرئيسي للقوات المسلحة السودانية هو تفتيت ميليشيا الدعم السريع وتحويلها إلى مجموعات صغيرة»، مضيفا: «أصبحت الخيارات المتاحة أمام الدعم السريع إما الانسحاب أو التفاوض على تسليم أسلحتها وقواتها للجيش السوداني». واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني أن هناك مرحلة قادمة وهي مرحلة الارتدادات الأمنية، مشيرا إلى أنها مرحلة خطيرة لوجود متعاونين ومرتزقة ويحتاج الأمر إلى ضبط من الأجهزة الأمنية حتي يحدث استقرار أمني في الخرطوم. ولفت اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب إلى أنه المطلوب استراتيجيا ضبط الحدود وضبط العلاقات مع دول الجوار . وقال: «نحتاج إلى حكومة إدارة أزمة تعمل على تحقيق السلام وتصفية الدعم السريع وإقامة نظام سياسي وخلق علاقات متوازنة مع دول الجوار»، مضيفا: «أعتقد أن عودة السودان للمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد تحتاج إلى معالجة أيضا». واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني أن الفترة المظلمة من تاريخ السودان قد قاربت على الانتهاء، وقال: «وبالتالي يحتاج السودان إلى ترتيب البيت من الداخل وبالتالي الخروج بسياسة خارجية تحقق مصالح السودان وشعبه. وردا على سؤال حول ما يحدث في مدينة الفاشر، شدد اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب أن محاولة إسقاط الفاشر وإعلان عاصمة منها قد فشلت، مشيرا إلى أن ميليشيا الدعم السريع تعاني الآن من انعدام القيادة المركزية وأنها أصبحت مجموعات صغيرة . واعتبر «مجذوب» أن استنساخ النموذج الليبي في السودان أمر لن يحدث، متوقعا أن السودان سيعود قويا ومعافي خلال 3 أشهر . واعتبر الدكتور محمد تورشين، الصحفي والخبير السياسي السوداني، أن الانتصارات المتسارعة والمتوالية للجيش السوداني بدءا من منطقة جبل موية واستعادة «سنجة» وغيرها من المناطق هي بداية حقيقية للجيش السوداني لاستعاده السيطرة على الحالة السودانية. وقال تورشين: «الآن يبدو أن التقدم الذي حدث أمس بعد فك الحصار على سلاح الإشارة والقيادة العامة هذا يعني بأن الأوضاع تسير نحو الأمام وهذا يعني بأن الجيش سيستعيد السيطرة على الخرطوم وكثير من المناطق المهمة الأمر الذي يتيح له الفرصة بالتقدم بسرعه نحو المناطق التي تنتشر فيها مجموعات من الدعم السريع في دارفور أو في كردفان. وأكد الدكتور محمد تورشين أن هذه الانتصارات المتسارعة كانت متوقعه فقط ربما الخطأ الذي حدث إبان فتره النظام البائد بالاعتماد على الدعم السريع جعل منها هي القوه الضاربه والقوه الأكثر عددا وأكثر تسليحا واستطرد قائلا «لكن الآن أعتقد أن المسألة بدأت واضحة تماما لا سيما بعد انخراط عدد كبير جدا من الحركات المسلحة وبعض الفصائل المسلحة التي تعمل في صفوف الجيش الأمر الذي جعل الجيش يستعيد قدراته وكذلك تفوقه العددي وتفوقه الاستراتيجي. وأضاف: «لذا أعتقد أن الأمور ستمضي بشكل جيد والآن بعد فك الحصار على القيادة العامة استطاع الجيش أن يسيطر على مناطق مهمة مثل منطقة مطار الخرطوم الدولي كذلك على منطقه مستشفى الشرطة في منطقة بري، وهذا الانتشار سيشمل مناطق عدة في وسط الخرطوم وهي من أهم المناطق واكثرها تعقيدا حيث توجد فيها الوزارات السيادية والمباني الشاهقة وكذلك الأبراج الأمر الذي سيعقد مسألة المواجهات المسلحة لكن يبدو أن الانتصارات ورفع الروح المعنوية للجيش أسهمت بشكل مباشر في التقدم وجعل الدعم السريع يتراجع بسرعة ويترك الكثير من المناطق المهمة ويذهب إلى بعض المناطق الأخرى. وتوقع «تورشين» أن تكون هذه المعارك هي بداية النهاية للدعم السريع.