القصة الكاملة لتعريب مقررات الطب والعلوم في جامعة الأزهر (تفاصيل)

تعريب مقررات الطب والعلوم بجامعة الأزهر، أثارت دهشة قاعدة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، المهتمين بقطاع التعليم، حيث شهدت جامعة الأزهر تطورًا ملحوظًا خلال الأعوام الأخيرة، خصوصًا في مجال تطوير التعليم وتعريب العلوم.
وفيما يلي نستعرض القصة الكاملة ل تعريب مقررات الطب والعلوم بجامعة الأزهر، بما يتضمن الجهود المبذولة والتحديات والخطوات المستقبلية.
البداية.. دعوة للتعريب في اليوم العالمي للغة العربية
في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، التي وافقت يوم 18 ديسمبر لعام 2024، ألقى الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمة تناول فيها أهمية اللغة العربية كهوية، وأساس للمعرفة. مؤكدًا أن مجلس الجامعة اتخذ لأول مرة قرارًا تاريخيًا، بتشكيل لجنة لدراسة إمكانية تعريب العلوم في مجالات الطب، الصيدلة، والهندسة.
وأوضح أن هذا القرار يستند إلى حقيقة أن العلوم الأساسية وُضعت في الأصل باللغة العربية من قبل علماء المسلمين مثل ابن سينا، الذي كتب أعماله الطبية باللغة العربية قبل ترجمتها إلى لغات أخرى.
خطوات جامعة الأزهر نحو تعريب مقررات الطب والعلوم بجامعة الأزهر
1. تشكيل لجنة علمية
قررت الجامعة إنشاء لجنة متخصصة لدراسة إمكانية تعريب العلوم بجامعة الأزهر، بحيث تُجرى دراسة علمية متأنية تشمل الأبعاد الأكاديمية والتقنية لضمان تطبيق هذا المشروع بما يحقق أفضل معايير التعليم.
1. فتح كليات جديدة
خلال العامين الماضيين، وبفضل دعم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، افتتحت الجامعة كليات جديدة، وحولت بعض الأقسام إلى كليات مستقلة، خصوصًا في المناطق النائية ومحافظات الصعيد، بهدف تسهيل الوصول للتعليم.
1. الاهتمام بالجودة
ذكرت جامعة الأزهر أهمية الجودة كعمل جماعي يعكس روح الفريق، ويهدف إلى إنتاج المعرفة، بدلاً من استيرادها، وهو ما يظهر في حصول كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج على شهادة الاعتماد من هيئة ضمان الجودة.
التحديات أمام التعريب لمقررات الطب والعلوم بجامعة الأزهر
الحفاظ على معايير التعليم الطبي
أشارت الجامعة إلى أن تعريب العلوم يجب أن يتم دون المساس بمستوى التعليم الطبي، مما يستدعي دراسة شاملة لجميع الأبعاد الأكاديمية والتطبيقية.
مواجهة التغريب اللغوي
دعا الدكتور سلامة داود إلى ضرورة تقويم اللسان العربي منذ الصغر لمواجهة موجة التغريب التي تؤثر على اللغة العربية، مشيرًا إلى أهمية حفظ النصوص الأدبية والقرآن الكريم في المناهج الدراسية.
رؤية جامعة الأزهر للمستقبل
شددت جامعة الأزهر، على أنها ستعلن عن أي قرارات تتعلق بتعريب العلوم بعد استكمال الدراسات والمناقشات العلمية اللازمة، بما يخدم المصلحة العامة ويواكب التقدم العلمي. كما أكدت التزامها بتطوير العملية التعليمية لتلبية تطلعات الطلاب والمجتمع.
تعريب العلوم.. خطوة لاستعادة الهوية
يمثل مشروع تعريب الطب والعلوم بجامعة الأزهر خطوة نوعية لإعادة الاعتبار للغة العربية، في مجالات العلم والمعرفة، مما يعكس حرص الجامعة على استعادة الهوية الحضارية الإسلامية، التي كانت أساسًا للمعرفة الإنسانية عبر العصور.
وأكدت جامعة الأزهر رسمياً في بيان بشأن ما يتمُّ تداوله حول توجيه الدراسة باللغة العربية في قطاعات: الطب، والصيدلة، وطب الأسنان، مؤكدًا أن الذي يتم حاليًا هو دراسة علميَّة متأنية حول إمكانية تعريب العلوم الطبية، ومدى قابلية ذلك للتطبيق، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد الأكاديمية والتقنية والتطبيقيَّة لضمان تحقيق أفضل معايير التعليم الطبي، وتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع على حدٍّ سواء.
وقالت الجامعة: إن أي قرارات تتعلق بهذا الشأن ستصدر بعد الانتهاء من الدراسات والمناقشات العلمية اللازمة بما يخدم المصلحة العامة، وأن جامعة الأزهر ملتزمة دائمًا بتطوير العملية التعليمية بما يواكب التقدُّم العلمي ويلبي تطلعات الطلاب والمجتمع.