المدير الإقليمي ل«دافوس» ل«المصري اليوم»: المنتدى منصة محايدة وثلث المشاركين من الدول النامية

ينطلق منتدى دافوس العالمي هذا العام، اليوم الاثنين، في نفس يوم تنصيب ترامب، كما يأتي في ظل تغييرات عدة، أبرزها تصاعد سيطرة رجال وادي السيليكون على السياسة الأمريكية، واستمرار عدم اليقين الاقتصادي، وتجذر مخاطر المناخ والأمن السيبراني، وشيوع الحمائية. ويشهد المنتدى مشاركة موسعة للحكومة المصرية، حيث يترأس وفدها رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، الذي سافر للمشاركة ظهر الاثنين نيابة عن رئيس الجمهورية.
وفي تصريحات لمارون كيروز، مدير منطقة الشرق الأوسط في المنتدى العالمي، على هامش انطلاق المنتدى الاثنين ل«المصري اليوم»، قال إن الاجتماع السنوي الراهن يركز على خمس أولويات متميزة ومترابطة للغاية:
* إعادة تصور النمو- التركيز على إنعاش النمو وإعادة تخيله وبناء اقتصادات أقوى وأكثر قدرة على الصمود.
* الصناعات في العصر الذكي- التركيز على التحول الصناعي وكيف يمكن لقادة الأعمال تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة الأجل والضرورات طويلة الأجل في تحويل صناعاتهم مع الاستفادة من التكنولوجيا.
* الاستثمار في الموارد البشرية- التركيز على رسم مسارات حول كيفية استثمار القطاعين العام والخاص في تنمية رأس المال البشري والوظائف الجيدة التي تساهم في تطوير مجتمع حديث ومرن.
* حماية الكوكب- التركيز على حماية حدود الكوكب لضمان الازدهار للجميع مع تمكين الاستثمارات ونشر تقنيات المناخ والطاقة النظيفة. تتناول هذه الركيزة أيضًا مثلث الطاقة المتمثل في تحقيق أنظمة طاقة عادلة وآمنة ومستدامة.
* إعادة بناء الثقة- التركيز على كيفية إيجاد طرق جديدة لأصحاب المصلحة للتعاون في الحلول على الصعيدين الدولي وداخل المجتمعات، وتعزيز الحوار والتعاون بين جميع أصحاب المصلحة.
وأكد كيروز أن المنتدى هو منصة للتعاون الدولي بين المجتمع الحكومي والمجتمع المدني وبين القطاعين العام والخاص. من خلال منصتنا، نقدم مساحة للمناقشة وتبادل الأفكار من جميع أنحاء العالم. وتكمن قيمة الحوار في أنه يبني الثقة ويؤدي إلى أطر أفضل وممارسات أحسن، ويساعد على إنشاء الائتلافات التي تعالج أكبر التحديات التي نواجهها بشكل جماعي اليوم. ويعد الاجتماع السنوي معلمًا منتظمًا للحوار والتقدم في العمل، مدعومًا بعمل المنتدى على مدار العام بناءً على الرؤى ومن خلال التشاور المكثف مع القادة. ونحن ندرك هذا العام أنه على الرغم من أن التشرذم الجيو-اقتصادي والاستقطاب والانقسامات حول القيم لا تزال تؤثر على البلدان والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، إلا أن الابتكار المتسارع غير مسبوق، خاصة من حيث الفرصة التي يوفرها لإطلاق العنان للنمو وتعزيز مستويات المعيشة. هذا مهم بشكل خاص بالنظر إلى أن ما يُقدَّر بثلثي سكان العالم- 5.5 مليار شخص- متصلون رقميًا، وأكثر من خمسة مليارات شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على أساس يومي.
وعن تقرير المنتدى عن التوظيف وسوق العمل، الذي يسلط الضوء على تأثير التكنولوجيا وكيف أثر التحول الرقمي على هيكل القوى العاملة داخل المنتدى نفسه، أجاب كيروز: «المنتدى يضم 10 مراكز تتناول كل شيء من التجارة والاستثمار والطاقة والمواد والسياسة والتقنيات المتقدمة. كما هو الحال مع المنظمات الأخرى، نعمل باستمرار على تحسين بيئة عملنا وتمكين موظفينا. في يومنا هذا، وفي العمل اليومي، نعمل أيضًا على تعزيز بيئة أكثر مرونة وتعاونًا، ونعتمد على التكنولوجيا، واتخاذ القرارات القائمة على البيانات، ودمج المهارات المتنوعة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى دفع الابتكار والكفاءة في مواجهة التحديات العالمية. نحن فخورون بأن لدينا أكثر من 1200 موظف ينحدرون من حوالي 100 مقاطعة حول العالم، مما يمثل روحنا في التعاون والشراكة. ولدينا أيضًا نسبة 61٪ من النساء إلى 39٪ من الرجال في مكاتبنا العالمية الستة».
وحول أهم الشخصيات الرئيسية المدعوة إلى منتدى هذا العام، قال كيروز: يستقبل الاجتماع السنوي هذا العام حوالي 3000 مشارك من أكثر من 130 بلدًا. من هذا الرقم، لدينا 350 من كبار الشخصيات الحاضرة، بما في ذلك 60 رئيس دولة وحكومة وممثلين رئيسيين من اقتصادات مجموعة السبع والعشرين وبريكس. علاوة على ذلك، سيشارك أكثر من 210 وزراء في الحكومة، من بينهم أكثر من 50 وزيرًا للاقتصاد والمالية، وأكثر من 40 وزيرًا للخارجية والتنمية، وأكثر من 30 وزيرًا للتجارة والصناعة. من القادة الرئيسيين الحاضرين أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا، فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، خافيير ميلي، رئيس الأرجنتين، روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبي، ماتاميلا سيريل رامافوسا، رئيس جنوب أفريقيا، وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية. دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، الذي تم تنصيبه في 20 يناير، أيضًا سيشارك، إذ سينضم عبر رابط فيديو مباشر لإجراء حوار تفاعلي مع المشاركين، بعد أيام من حفل أداء اليمين. بالإضافة إلى ما سبق، سيشارك هذا العام عدد قياسي من المشاركين من القطاع الخاص، وممثلي عدد من صناديق الثروة السيادية من الشرق الأوسط، وينضم أكثر من 320 من قادة قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائل الإعلام، بما في ذلك Google وAmazon وMicrosoft، بالإضافة إلى حوالي 220 من الشركات الرائدة في مجال الطاقة، بما في ذلك أكبر منتجي الطاقة في العالم.
وحول عدم دعوة من اعتاد الحضور هذا العام، قال كيروز: «الاجتماع السنوي منصة محايدة ولذا تنتشر قاعدة المشاركين لدينا من جميع أنحاء العالم كما ذكرنا سابقًا، وتتعزز بشكل مستمر علاقة من يشاركون بالمنتدى ونشاطه. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن 34٪ من المشاركين في الاجتماع السنوي هذا العام هم من الدول النامية حيث جنوب الكرة الأرضية- آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يضمن مناقشة القضايا الأكثر صلة في جميع أنحاء العالم والحلول الشاملة والتمثيلية».
مارون كيروز كان قد قابل الرئيس السيسي في القاهرة نوفمبر الماضي، وقد أجرت «المصري اليوم» حوارًا مطولًا معه بالتوازي مع بدء انطلاق أعمال المنتدى وجارٍ تجهيزه للنشر.