منذ أعوام طويلة وإسرائيل تحتل مرتبة متقدمة على مستوى العالم في مجال الصناعات السايبرانية بفرعيها الهجومي والدفاعي، لكن بفعل الاضطرابات السياسية في المجتمع العبري وتداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة لليوم ال457، شهدت شركات «السايبر» في إسرائيل تدهورًا ملحوظًا نتيجة هجرة العقول إلى الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية. «هاكرز» إسرائيل لم يعودوا يعملون لصالحها تعمل في إسرائيل 19 شركة أمن معلومات أبرزها «NSO» التي فرضت عليها «واشنطن» عقوبات قبل أعوام بعد اكتشاف تورطها في اختراق هواتف دبلوماسيين أمريكيين، وخلال الأشهر الماضية انتقلت 3 طواقم إسرائيلية من أصل 6 متخصصين في مجال ال«سايبر» الهجومي، إلى مدينة برشلونة الإسبانية التي تعتبر العاصمة الأوروبية لذلك المجال الذي يستهدف اختراق الشبكات والأجهزة الإلكترونية، بحسب تقرير نشرته صحيفة «independent» البريطانية. وتتميز تلك الطواقم بقدرات اختراق متقدمة تمكنهم من السيطرة على الهواتف الذكية وزرع برمجيات تجسسية فيها، لكن «الهاكرز» الإسرائيليين لا يستطيعون عادةً الصمود أمام الإغراءات المالية التي تقدمها شركات عالمية رائدة في مجال ال«سايبر»، ما يضع الشركات الإسرائيلية في مأزق هجرة العقول الذي يترتب عليه صعوبات في المنافسة بعد اضطرار عددٍ منها إلى تقليص نشاطها وإغلاق أقسام منها بعد خلوها من الكوادر العاملة. عقول شركات ال«السايبر» الرابحون دوماً تستثمر شركات التكنولوجيا العالمية مثل «آبل» و«جوجل»، مليارات الدولارات سنوياً في قطاع الحماية السيبرانية حتى تتمكن من اكتشاف نقاط الضعف في أنظمة التشغيل الخاصة بها بصورة دائمة ومن ثم غلقها على قراصنة الإنترنت الهاكرز لكن بعض الثغرات في تلك الأنظمة تبقى مخفية عن بعض المتخصصين ما تستغلها شركات ال«سايبر» ضدها إما بالتواطؤ مع الحكومات التابعة لها وتزويدها بمعلومات سرية عن بعض الأشخاص والمسؤولين البارزين، وإما بمساومة كبرى شركات التكنولوجيا وابتزازها بمبالغ مالية ضخمة مقابل عدم الإفصاح عن البيانات التي تمكنوا من الوصول إليها. وتمتلك إسرائيل شركات متخصصة في تطوير برمجيات رصد نقاط الضعف المعلوماتية يعمل بها جنود سابقون في وحدة التجسس الإلكتروني في الجيش الإسرائيلي «8200». نقطة ضعف للاحتلال في حربه على غزة القيود التي فرضتها الولاياتالمتحدة على بعض الشركات الإسرائيلية المتخصصة في أمن المعلومات نظراً لسمعتها المشبوهة وتسببها في إلحاق أضرار بالحكومة الأمريكية، جعلت العقول المتخصصة في الأمن السيبراني تنظر إلى «تل أبيب» باعتبارها دافعاً للخروج منها مخلفين وراءهم واحدة من أعمدة الصناعات المتقدمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي بدأت أوائل تسعينيات القرن ال20«. ولفت تقرير «independent» إلى أن بعض الشركات الإسرائيلية المتخصصة في ذلك المجال تفضل العمل حتى تنجح ويكبر اسمها، ثم تُباع إلى شركات أمريكية أو أوروبية ضخمة، باعتبار أن ذلك الانتقال جزء طبيعي من تلك الصناعة الاستراتيجية، كما تُعدّ الوحدة «8200» الاستخباراتية في جيش الاحتلال الإسرائيلي حجر الزاوية في استراتيجيات الدفاع السيبراني والتي اعتمدت حكومة «نتنياهو» في تزويدها بمعلومات استخبراتية عميقة عن قادة حركة حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار فضلاً عن محاولتها تتبع أجهزة التصوير الخاصة بمقاتلي كتائب القسام لرصد أماكن احتجازهم للأسرى الاسرائيليين.