في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها في تاريخ المحافظة، التي تنتظر ردًا من الإدارة السورية الجديدة، المسؤولة عن قيادة البلاد بعد سقوط النظام السابق، اختارت محافظة السويداء السورية، امرأة لتولي منصب المحافظ وبحسب موقع «تليفزيون سوريا»، فأن مديرية الرقابة والتفتيش، رشّحت، اليوم الأربعاء، محسنة المحيثاوي لتولي منصب المحافظ، وهو ما لاقى تأييدًا من الفعاليات الدينية والسياسية في المحافظة. ولفتت الشبكة إلى أن هذا الترشيح نوقش مع وفود الإدارة الجديدة التي زارت السويداء مؤخرًا، وكان آخرها يوم الأربعاء الماضي، حين اجتمع مبعوث الإدارة الانتقالية للمنطقة الجنوبية مع الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين «الدروز»، لمناقشة قضايا متعلقة بإدارة المرحلة الانتقالية. وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان مجموعة من الأفكار الرئيسية، من بينها التشاركية خلال هذه المرحلة الحساسة لبناء الوطن، وتعيين محافظ وقائد شرطة من أبناء السويداء تكريسًا لمبدأ اللامركزية الإدارية، إضافة إلى إدماج الفصائل المحلية المسلحة ضمن هيكل وزارة الدفاع السورية الجديدة. من هي محسنة المحيثاوي؟ يُعدّ هذا الترشيح الأول من نوعه في سوريا لتعيين امرأة في منصب المحافظ، ووُلدت محسنة المحيثاوي عام 1970، وهي خريجة كلية التجارة والاقتصاد. وتمتلك خبرة طويلة في العمل الحكومي، بحسب الشبكة، وفي التسعينيات بدأت المحيثاوي حياتها المهنية في التسعينيات ضمن مديرية مالية السويداء، وتقلّدت عدة مناصب، من بينها رئاسة قسم الخزينة. وقدّمت استقالتها في آذار 2023 احتجاجًا على تفشي الفساد في المديرية وعجزها عن مواجهته بمفردها. منذ انطلاق مظاهرات ساحة الكرامة في السويداء في آب 2023، كانت المحيثاوي حاضرة بانتظام، متحدّية التهديدات بالملاحقة الأمنية التي واجهتها بسبب مشاركتها. ولا تزال السويداء تنتظر قرار الإدارة السورية الجديدة بقبول أو رفض تعيين المحيثاوي في منصب المحافظ. حساسية المحافظة وبحسب شبكة «سكاي نيوز عربية»، فإن محافظة السويداء تقع في الجنوب السوري، وبها ملفات شائكة للغاية تبدأ من موقعها الحساس ولا تنتهي عند خصوصيتها الطائفية كمحافظة بغالبية درزية وأقلية مسيحية. ووفقا ل«سكاي نيوز عربية» جزء من هذه المخاوف مرتبط بتواجد تنظيم داعش في البادية السورية التي تحد المحافظة من الشرق، خاصة مع وجود تجربة مؤلمة للمنطقة بهجوم دام للتنظيم عليها عام 2018. كما نوهت الشبكة إلى أن عناصر «هيئة تحرير الشام» حتى اللحظة لم تدخل إلى السويداء، ومن يسيطر على المحافظة عبارة عن مجموعات مسلحة محلية، وعلى الرغم من ذلك تكثر التساؤلات بشأن طريقة تعاطي الإدارة الجديدة مع السويداء مستقبلا وهل ستؤخذ خصوصية المحافظة بعين الاعتبار في المرحلة المقبلة.