الماء والتراب عنصران من أهم مكونات الحياة على كوكب الأرض، وعند إضافة الماء إلى عنصر فأنت تضيف له النبض والحيوية وتمنحه خصائص لم يكن يتمتع بها، التراب قبل خلطه بالماء ليس هو التراب بعد امتزاجه بالماء، عم عصام الفخرانى قرر خلط الماء بالتراب ليصنع من وليدة هذا الامتزاج قطع من الفخار الفنية (أوانى الفخار). من صلصال الطين يصنع عم عصام الفخرانى ابن قرية مسير التابعة لمحافظة كفر الشيخ أوانى الفخار بعد أن اكتسب تلك الحرفة من أجداده لينتج في اليوم أكثر من 500 قطة فخار مختلفة الأشكال والحجم والتصميم، بمهارة وخفة ساعديه يحول التراب إلى تحف فنية، يساعده أهل منزله وبعض العمال من أهل المدينة في تحضير الطين ونقله إلى الأماكن المخصصة ومن ثم تأتى مرحلة التشكيل والرسم على الأوانى لتدخل في مرحلة التجفيف والتخزين. لقب الفخراني اكتسبه عم عصام بعد سنين من العمل في تلك المهنة حتى التصق اللقب باسمه وكأنها بصمة تعريفية وسيرة ذاتية غير مكتوبة يفهمها كل منادى وكل من يسأل عنه ،استغل عم عصام الردهة أو الساحة الخلفية لمنزله لتكوين ما يشبه المصنع لينتج مئات القطع من الفخار ولكن بدون الآلات الميكانيكية حيث لا يمتلك سوى المهارة وبعض الماء والتراب أضاف إليهم بعض التنظيم والإيدى العاملة التي تعتبر من أقاربه وأهله. اقتربت «المصري اليوم» من ساحة عم عصام وبالحديث معه قال: «صناعة الفخار مهمة الأجداد ولن استطيع التخلى عنها وهى رزق أولادى وبحس أنى امتداد لمهنة مهمة فخور بيها ،وكل يوم بنقدر ننتج أكتر من 500 قطعة فخار بجودة عالية ورسومات جميلة». وأضاف: «أهل منزلى هم الأيدي العاملة وفى اقبال كبير على قطع الفخار والأوانى الفخارية لأنها مفيدة وبتحفظ الأكل بشكل صحى ،ولحد آخر يوم في عمرى هستمر في مهمة صناعة الفخار لأنها مهنة بدأت في الاختفاء ومن اللازم أحافظ عليها وأساعد في انتشارها وبحاول انقل الحرفة والمهنة لأولادى». وتابع: «أتمنى صناعة الفخار تنتشر بشكل أكبر ويكون ليها تواجد لأن الطلب عليها لا يزال موجود وكتير من الناس تفضل الفخار عن الزجاج في حفظ الأكل ولذلك أنا بحاول دايما أخلى الأسعار في المتناول حتى لا تكون منفرة للمستهلك خصوصا أن المواد الخام اللى بستعملها غير مكلفة ولكن الحرفة نفسها هي اللى مرهقة ومتعبة». عم عصام استغل الطبيعة وعناصرها البسيطة ليحولها إلى منتج فنى ينبض بالحيوية والإبداع ليتحول الماء والتراب بعد مزجهم (الطين) إلى أوانى يطلق عليها القلة أو القلل التي تستعمل كوعاء لحفظ الماء الذي كان في الأصل مكون أساسى في صناعتها وسبب في وصولها إلى الحالة التي عليها الآن وكأنها ترفع شعار من الماء وإلى الماء.