هل مصر دولة فى أضعف حالاتها؟.. تلعب فيها السفيرة الأمريكية، وتلعب فيها أجهزة المخابرات، وتلعب فيها أمريكا وإسرائيل، وتلعب فيها أموال الخليج؟.. هل تحولت مصر الثورة إلى شبه دولة؟.. هل الثوار يعرفون ذلك، أم ينشغلون بالغنائم مثل «يوم أحد»؟.. هل الإخوان يلعبون فيها؟.. هل المجلس العسكرى يلعب حيناً ويتفرج حيناً؟.. هل مصر تغرق، ولا يوجد بحار لإنقاذها؟! لا هى تشاؤم، ولا حالة قرف.. إنما هى قراءة واقعية فى كتاب الثورة.. الحكاية حكاية وطن تتقاذفه الأمواج.. دولة تبدأ من الصفر.. كلما نبنى جداراً يهدمه الآخرون.. نقول دستور يقولوا انتخابات.. نقول رئيس يقولوا دستور.. نقول دستور يقولوا الرئيس أولاً.. نقول شرق يقولوا غرب.. لولا العيب كنت قلت: لا مؤاخذة.. أتوقع أن يبقى الثوار، و«جماعة لأ» فى ميدان التحرير! «لا مؤاخذة» كلمة شوية.. لا مؤاخذة كلمة مؤدبة.. لمن يريد أن يحرق مصر، أو يهين كرامتها.. سواء كانوا من العسكر، أو من الإخوان، أو من الثوار.. لا مؤاخذة كلمة فى وقتها.. هوه فيه إيه؟.. ليه حالة الارتباك التى نعيش فيها؟.. دلونا مين مع مصر يرفع إيده؟.. ومين عاوز يحرقها عشان نحرقه بجاز؟.. مصر مش نهيبة ولا ينبغى.. ومصر مش عزبة أبوكم أبدااا! الدوامة التى تعيشها الثورة الآن، قضية بقاء العسكر عدة أسابيع، تختصرها مبادرة الوفد شهراً؟.. أم قضية الرئيس والدستور؟.. طبقا للإعلان الدستورى، فإن مجلس الشعب لا يستطيع التشريع، إلا بوجود مجلس الشورى، وإن الدستور ينتظر مجلسى الشعب والشورى، وإن انتخاب الرئيس لابد له من دستور، وإن مجلس الشورى ينتظر الرئيس، ليعين ثلث الأعضاء.. دوامة! ما معنى حالة التخبط الدستورى؟.. طبعاً كان المتسبب فيها، لجنة التعديلات الدستورية أصلاً.. وأتصور أن الأمر كله ناتج عن طائفة طمعت فى حكم البلاد.. مغالبة لا مشاركة.. وورطت مصر والمصريين فى ارتباك دستورى، لا يعلم مداه إلا الله.. الطريف أن العسكر طلبوا بحث تقصير الفترة الانتقالية، ونهض الاستشارى بالمهمة.. فهل يرجع الثوار إلى البيوت؟! انتبهوا، نحن نهزم مصر ولا نغيرها.. نمسح بها البلاط.. نجعلها فرجة للى يسوى، واللى ما يسواش.. نجعلها مسرحاً لكل من يريد اللعب فيها.. من أجهزة مخابرات، أو من أموال الخليج.. نجعلها مستباحة لتحركات السفيرة الأمريكية.. نجعل من يحكمونها فى أضعف حالاتهم.. نجعلهم مهزوزين مهزومين.. ثم تصطاد السفيرة فى الماء العكر.. تتوسط للإفراج عن رعاياها؟! بقدر ما أسعدنى رد وزير العدل، المستشار عادل عبدالحميد، بقدر ما آلمنى تصرف السفيرة باترسون.. حين طلبت إلغاء قرار منع بعض الأمريكيين من السفر، على خلفية قضية التمويل الأجنبى للبوتيكات الأهلية.. لأنها تصورت أن مصر عزبة.. يلعب فيها من يشاء.. ينهبها ويسرقها ويمرمطها ويهين كرامتها.. فكان موقف وزير العدل صارماً وشجاعاً، فلم تجد غير الاعتذار الرسمى! من الذى هيأ للسفيرة أن تتدخل فى سير التحقيقات؟.. الإجابة حالة السيولة التى صنعناها.. ومن الذى يجعلها كل يوم فى البرلمان، ومقر الإخوان، وفى المجلس العسكرى؟.. من الذى يجعل السفيرة باترسون تتدخل فى الشأن الداخلى؟.. الإجابة إحساسها بأن مصر «سائلة»؟.. فهل كانت الثورة مصدر قوة، أم مصدر ضعف؟!