بدء موسم التخييم في جنوب البحر الأحمر.. وجهة سياحية فريدة لاكتشاف الطبيعة

مع بداية موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تتزين محمية وادي الجمال في جنوب البحر الأحمر لاستقبال محبي التخييم، حيث تتنوع وجهات الرحلات بين شواطئ ساحرة ووديان خضراء، وتستقطب هواة التخييم من المصريين والأجانب الباحثين عن مغامرة فريدة وسط أجواء صحراوية استثنائية.
وتُعد مناطق حماطة، القلعان، حنكوراب، ولحمي باي من أبرز الوجهات، وتوفر للزوار ملاذًا هادئًا وتجربة استثنائية بعيدًا عن صخب الحياة اليومية بالمدن.
مغامرات في أحضان الطبيعة
تتمتع هذه الوجهات بجمال طبيعي لا يُضاهى؛ حيث تُعد منطقة القلعان بأشجارها المانجروف النادرة وجهة مثالية للاستجمام، بينما يُصنَّف شاطئ حنكوراب ضمن أجمل شواطئ العالم بمياهه الفيروزية ورماله الناعمة. يستمتع زوار المنطقة أيضًا بالسباحة في بحيرة النيزك الفريدة، إلى جانب استكشاف مناطق لحمي باي وحماطة، ما يوفر مغامرة متكاملة تشمل رحلات السفاري الصحراوية والاستمتاع بتجربة تخييم تمتد من 3 إلى 5 ليالٍ، بتكلفة تتراوح بين 3000 إلى 4000 جنيه للفرد.
خدمات التخييم وتجهيزات الراحة
ويتولى منظمو هذة الرحلات تجهيز المخيمات وتوفير خيم فردية وثنائية وثلاثية تلبي احتياجات الزوار، كما يُنصح المشاركون بإحضار حقيبة سفر متوسطة تحتوي على ملابس شاطئية، غطاء للرأس، أدوات سنوركلينج، وسترات نجاة، إضافة إلى كوب غير قابل للكسر لتقليل النفايات، مما يعكس الوعي البيئي المتزايد بين الزوار.
تعليمات بيئية صارمة: حماية للثروات الطبيعية
وضعت إدارة محمية وادي الجمال تعليمات بيئية يجب الالتزام بها لضمان الحفاظ على الحياة البرية والبحرية؛ من أبرزها منع لمس الشعاب المرجانية، وحظر الصيد، وترك المكان كما هو بعد انتهاء الرحلة، كما يتعين على منظمي الرحلات الحصول على التصاريح اللازمة، مما يساهم في حماية المحمية الطبيعية وضمان استدامة البيئة.
تتميز جولات التخييم في جنوب البحر الأحمر بلمسة ثقافية خاصة؛ إذ تشمل الرحلات زيارة سوق الجمال في مدينة الشلاتين للتعرف على المنتجات السودانية الفريدة. وينظم السكان المحليون حفلات موسيقية بدوية على أنغام الموسيقى البشارية، حيث يتعرف الزوار على الثقافة المحلية ويجربون أكلات شعبية مثل «السلات». تشمل الأنشطة الثقافية أيضًا استكشاف وادي خُداع وزيارة بئر الجاهلية، بالإضافة إلى النقوش القديمة في قرية أبرق والبوابة الرومانية في قرية أبوسعفة، كما يمكن للزوار تسلق جبل الحائط في أبوسعفة في مغامرة تضيف إثارة لتجربة التخييم.
أحمد إبراهيم أحد منظمي رحلات التخييم، يصف هذه الأنشطة بأنها تجربة تعليمية لا تقتصر على السياحة فقط؛ بل تُعزز وعي المشاركين تجاه أهمية الحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية وتعرفهم على الحياة الصحراوية وتراث البدو، ما يمنحهم تجربة لا تُنسى ويجعلهم يعودون إلى حياتهم بذكريات غنية ووعي أكبر بأهمية السياحة البيئية.