قال الدكتور على الأعور، أستاذ العلوم السياسية وحل النزاعات الإقليمية والدولية بجامعة القدس، إن وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، يعيد طرح أهداف الصهيونية الدينية التي أعلن عنها في يونيو الماضي. وأوضح الأعور أن التسجيل الصوتي الذي اعتبر تسريبًا كان في الواقع نشرًا متعمدًا من قبل سموتريتش نفسه. وفي خطابه الأخير، أعلن سموتريتش أن عام 2025 سيكون عام ضم الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية. فيما أشار الأعور إلى أن هناك قانونًا في الكنيست الإسرائيلي يعتبر الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة أراضي متنازع عليها، مما يعني أن إسرائيل لا تملك السيادة عليها حتى وفقًا للقانون الإسرائيلي. وأضاف الأعور، ل«المصري اليوم» أن إسرائيل تخترق حتى قوانينها الخاصة بهذا الشأن. وأوضح أن نتنياهو وسموتريتش، وربما فوز ترامب في الانتخابات، قد يسهل ويساعد في عملية الضم خلال الولاية الأولى لترامب. وأشار الأعور إلى أن ترامب تمكن من تحقيق بعض خطط اليمين المتطرف، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. ومع ذلك، يعتقد الأعور أن مخططات سموتريتش في الولاية الثانية لترامب لن تتحقق، نظرًا لأن ترامب بدأ يدرك أهمية القضية الفلسطينية كجزء أساسي من الاستقرار والسلم والأمن الدوليين. واضاف الأعور، أن مخطط سموتريتش لضم الضفة الغربية يمثل معادلة جديدة وتطورًا خطيرًا في المنطقة. وأوضح الأعور أن سموتريتش أعلن في يونيو الماضي عن ضرورة إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي وتحويل الضفة الغربية إلى السيادة المدنية الإسرائيلية. وأشار إلى أن اتفاق أوسلو يقسم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: أ، ب، وج. بينما كان الحديث سابقًا يتركز على مناطق ج، أعلن سموتريتش الآن أن مشروع الضم سيشمل الضفة الغربية بالكامل. واعتبر الأعور أن هذه الخطط قد تؤدي إلى انفجار الوضع في الضفة الغربية، مما قد يشعل انتفاضة ثالثة بسبب سياسات سموتريتش والمستوطنين. وأوضح أن سياسات بن غفير في المسجد الأقصى وخطط سموتريتش في الضفة الغربية قد تؤدي إلى مرحلة جديدة من الصراع. وتساءل الأعور عما إذا كنا سنشهد انفجارًا كاملًا في الضفة الغربية أو انتفاضة عارمة لمواجهة مخطط سموتريتش وعربدة المستوطنين، أم أن ترامب في ولايته الثانية سيكون مختلفًا ويعترف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني. وقال «الاعور» أن مخطط سموتريتش لضم الضفة الغربية قد بدأ بالفعل من خلال انهيار الاقتصاد الفلسطيني ومصادرة أموال المقاصة الفلسطينية التي تقدر بمليارات الشواكل وملايين الدولارات. وأكد أن المخطط الذي بدأه سموتريتش يهدف إلى انهيار السلطة الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني. وأوضح الأعور أن سموتريتش يعتبر أن ضم الضفة الغربية سيبدأ بهذه الخطوات، حيث أن انهيار السلطة الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني سيؤدي إلى انهيار كل المؤسسات الفلسطينية ومقومات وجود السلطة. وأردف إلى أن هذه الخطط بدأت في عهد حكومة نتنياهو، وتهدف إلى تسهيل مشاريع الضم والتوسع. وأعلن سموتريتش أن عام 2025 سيكون عام ضم الضفة الغربية، لكن الأعور يعتقد أن هذا العام سيشهد أيضًا انتفاضة عارمة في الضفة الغربية، مما سيؤدي إلى انفجار الوضع هناك. وأضاف الأعور أن المرحلة القادمة قد تشهد إما اعترافًا أمريكيًا بدولة فلسطينية في عهد ترامب، أو السماح للمستوطنين بتنفيذ مخططات الضم والتوسع. وأكد أن المرحلة القادمة ستكون إما عنوانها التهدئة واستقرار الشرق الأوسط، أو انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية.