بدأت نيابة شمال الجيزة التحقيق فى الأحداث التى شهدتها منطقة المهندسين، مساء الاثنين ، بسبب جريمة قتل سائق ميكروباص، وأمرت النيابة بحبس المتهم بالقتل 4 أيام على ذمة التحقيقات ووجهت له تهمة القتل العمد، وأمرت بالتحفظ على سلاحه النارى وإرساله والمقذوف المستخرج من جسد الضحية إلى الطب الشرعى لمطابقته.وقررت النيابة أيضا تشريح جثة القتيل لبيان سبب الوفاة وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وأرسلت المتهم إلى الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليه وتبين إصابته بجرح فى كف يده، وتبين أن الضحية ضربه بمفك فى المشادة بينهما التى سبقت جريمة القتل.واستمعت النيابة لأقوال شاهدى عيان. باشر التحقيق وليد فكرى رئيس نيابة العجوزة، وهشام حاتم، مدير نيابة الحوادث، وانتقلت النيابة لمعاينة التلفيات التى حدثت فى سيارة المتهم وبعض سيارات المارة. جرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد ذكرى، المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة. ومثل المتهم محمد إبراهيم مصطفى أبوالعنيين «57 سنة»، صاحب شركة تبريد، وقال فى التحقيقات إنه فوجئ بسيارة ميكروباص تضايقه عند دوران مسجد مصطفى محمود وتوقف قائدها ونزل من سيارته وفى يده مفك. وأضاف المتهم أن سائق الميكروباص سبه بألفاظ خادشة واعتدى عليه بمفك وأصابه بجرح فى يده، وشرح بأنه دافع عن نفسه خوفا من قتله وأخرج سلاحه المرخص وأطلق رصاصة لتهويش القتيل لكنها أخطأت واستقرت فى صدره. وأضاف المتهم فى محضر الشرطة وتحقيقات النيابة أنه لم يقصد قتل المجنى عليه، وأن الرصاصة خرجت منه بطريق الخطأ. واستمعت النيابة لأقوال شاهدى عيان هما إسلام محمد رمضان، بائع شاى بميدان مصطفى محمود، ومحمد طارق عبدالله، مندوب تحصيل بإحدى الشركات. وقال الشاهدان: «سمعنا صوت مشاجرة وتوجهنا إلى هناك وحدثت مشادة كلامية بين المتهم والضحية، واعتدى القتيل بمفك على المتهم وأصابه فى كف يده وفوجئنا بالمتهم يخرج سلاحاً نارياً ويصوبه تجاه القتيل وأطلق رصاصة على صدره ونقله البعض إلى المستشفى، وسمعنا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة فى المستشفى بعد ذلك». وكشفت تحقيقات النيابة أن الأهالى تجمعوا بعد الحادث وحاولوا الاعتداء على المتهم وقام سائق ميكروباص بقيادة سيارته وتحطيم سيارة المتهم الملاكى، وأن العشرات حطموا بعض الأسوار الخشبية وألقوا بها فى منتصف الطريق ووضعوا سيارات بالعرض فى الطريق ومنعوا السير فى شارعى جامعة الدول العربية والبطل أحمد عبدالعزيز لمدة 4 ساعات متواصلة، وكذلك تحطمت بعض السيارات نتيجة الاعتداء عليها بشكل عشوائى من أقارب وأصدقاء سائق الميكروباص. كانت أجهزة الأمن فى الجيزة قد تلقت بلاغا بمقتل حاتم خالد محمد «21 سنة» فى ميدان مصطفى محمود وأن المئات قطعوا الطريق بعد الجريمة وحاولوا قتل مرتكبها وهو صاحب شركة.. واستمرت الأزمة قرابة 4 ساعات، وانتقل اللواء عابدين يوسف، مساعد الوزير لأمن الجيزة، واللواء كمال الدالى، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمود فاروق، رئيس المباحث الجنائية، والعميد محمود خليل، وتدخل نواب فى مجلس الشعب ومرشحون للشورى وأقنعوا الأهالى بأن حق الضحية لن يذهب هدرا وأن النيابة العامة ستحقق فى القضية فورا، وأنها لن تتنازل عن دم المجنى عليه وأن المتهم ليس ضابط شرطة ولا تربطه علاقة بمحمد أبوالعينين.