تصاعد التوتر فى منطقة الشرق الأوسط؛ إذ أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على إسرائيل، فى هجوم قالت تل أبيب إنها صدته وتوعدت بجعل طهران «تدفع ثمنه»، لتعود وتعلن طهران لاحقًا أن هجومها الصاروخى انتهى، ما لم تحدث استفزازات أخرى، فيما تعهدت تل أبيب وواشنطن، فى الوقت نفسه، بالرد، ما يصعد المخاوف من اتساع نطاق الحرب. تزامنا مع ذلك، أعلن حزب الله اللبنانى تصديه لجنود إسرائيليين حاولوا التسلل إلى بلدة لبنانية واشتبكت عناصره معهم. وأعلن المتحدث العسكرى باسم الحوثيين فى اليمن، يحيى سريع، قصف «عمق الكيان الصهيونى ب3 صواريخ مجنحة من نوع قدس 5». وقالت إيران فى وقت مبكر من يوم أمس، إن هجومها الصاروخى على إسرائيل انتهى ما لم يحدث مزيد من الاستفزازات، بعد أن أطلقت طهران، مساء أمس الأول، نحو 200 صاروخ على إسرائيل. وجاء فى بيان الحرس الثورى الإيرانى: «استهدفنا قلب الأراضى المحتلة ردا على استشهاد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والقيادى بالحرس الثورى، عباس نيلفروشان». وفى بيان آخر، قال إن المراكز الاستراتيجية داخل فلسطينالمحتلة استهدفت بواسطة صواريخ صنعت على يد أبناء إيران، خلال العملية التى أطلقت إيران عليها اسم «الوعد الصادق 2». وعلى المستوى السياسى، قال وزير الخارجية الإيرانى، عباس عراقجى، عبر منصة «إكس»: «عمليتنا انتهت ما لم يقرر النظام الإسرائيلى استدعاء المزيد من الرد، وفى هذا التصور، سيكون ردنا أشد وأقوى». فى المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إن الهجوم الصاروخى الإيرانى على إسرائيل فشل وتوعد بالرد عليه. وحذرت واشنطنطهران من أنها ستواجه عواقب وخيمة بسبب هجومها، قائلة إن الهجوم يمثل تصعيدًا كبيرًا، وفى الوقت ذاته، قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن مدمرات البحرية الأمريكية أطلقت ما يقرب من 12 صاروخًا اعتراضيًا ضد الصواريخ الإيرانية التى أطلقت باتجاه إسرائيل. وقال الرئيس الأمريكى، جو بايدن، عبر منصة إكس: «ناقشنا كيف أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة إسرائيل فى مواجهة هذه الهجمات وحماية العسكريين الأمريكيين بالمنطقة». وقال الدكتور محمد عبادى، الخبير فى الشأن الإيرانى، إن اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان والقضاء على الهيكل القيادى لحزب الله، بالإضافة إلى حالة الانتشاء التى ظهر بها نتنياهو فى خطابه للشعب الإيرانى، كانت رسائل واضحة بأن الهدف التالى هو قلب طهران ورأس المرشد الإيرانى. وأضاف «عبادى»، ل«المصرى اليوم»، أن الصمت الإيرانى على اغتيال إسماعيل هنية، والوعود الكاذبة بالرد، قادت إلى استهداف نصر الله، مؤكدا أن إيران اضطرت للرد لإعادة توازن الردع وخطوط الاشتباك مع إسرائيل.