الرئيس يُطمئن المواطنين فى حفل كلية الشرطة: «إحنا بخير والأمور مستقرة»

وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى التحية لأسر الطلبة وخريجى كلية الشرطة على إعداد أبنائهم وبناتهم وتجهيزهم بشكل جيد وتقديمهم لبلدهم مصر للمشاركة فى حماية أمنها واستقرارها، قائلًا: «إن شاء الله نشوف أبناءهم فى أفضل الحالات».
وقدم السيسى خلال كلمته أثناء تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة الشكر للخريجين وطلبة الأكاديمية والقائمين على العملية التعليمية والتدريبية فى الأكاديمية على الجهد والأداء المتميز الذى تميزت به الكلية، وتابع: «كل مرة بنيجى بنطمن وبنسعد بالمستوى وانه لسه فى أفضل وجهد أفضل من كده».
وقال الرئيس إن المنطقة والعالم يمران بظروف صعبة جدًّا، وقد حرصنا فى مصر على أن تكون سياستنا متوازنة فى ظل هذا الاضطراب الخطير الموجود، وحذرنا منه موضحين أن استمراره يؤدى إلى عواقب خطيرة فى منطقتنا والعالم، ومحتاجين فى بلدنا مصر أن نكون متفهمين لذلك، ومتمسكين بثوابتنا وممارسة سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال والموضوعية، وهذا ما نسير عليه منذ سنوات».
وأكد السيسى أنه من الطبيعى أن يكون الشعب المصرى قلقًا، حيث إن التطورات التى تحدث تشكل خطورة، ويمكن أن تؤدى إلى اتساع رقعة الصراع فى المنطقة بشكل يؤثر عليها.
وتابع: «فقدنا أكثر من 50 ل60٪ من دخل قناة السويس، أى 6 مليارات دولار خلال آخر 8 شهور»، مطمئنًا المواطنين: «إحنا بخير والأمور بفضل الله مستقرة، ومن حسن لأحسن طول ما إحنا فى مصر ثابتين ومستقرين ومتحدين جميعًا، وإيدينا فى إيد بعض، ومطمئنين أننا ندير أمورنا بشكل يحفظ بلدنا ويحفظ المنطقة ما أمكن دون التورط فى أمور تؤثر على الأمن والاستقرار فى المنطقة وفى بلدنا، طول ما دمنا كمصريين متماسكين ومتحملين».
ووجه رسالة إلى المصريين: «انتبهوا جدًّا لأن الفترة الحالية وخلال الشهور الماضية حجم الكذب والإفك والافتراء والشائعات ضخم جدًّا جدًّا.. إنتم اللى واقفين دلوقتى يا مصريين».
وأضاف أن المهمة والخطر واضحان أمام المفكرين والمثقفين والإعلام، لافتًا إلى أن الكذب والشائعات التى تطلق هنا وهنا والاتهامات ليس لها أساس من الصحة، متابعًا: «بيقولوا كلام كتير مش مضبوط.. أنا صريح وصادق معاكم دائمًا.. وهفضل كده طوال ممارستى للمهمة».
وهنأ الخريجين وأسرهم، فى ختام كلمته، وطالبهم بضرورة الانتباه لأنفسهم والتعامل مع الجماهير وفق ما تعلموه من قيم، وقال إن التعامل مع الرأى العام والشعب له محاذير، لكن يجب الصبر وتطبيق كل ما تعلمه الخريجون فى الأكاديمية، ووضعه نصب أعينهم؛ حتى تستمر العلاقة القوية مع الشعب المصرى وأهله وتزيد، «وإن شاء الله يكونون موفقين دائمًا».
ووجّه نصيحة إلى طلاب وطالبات أكاديمية الشرطة بالحفاظ على لياقتهم البدنية، ووزنهم، والابتعاد عن التدخين، خاصة أن الصورة التى اعتادت الأعمال الدرامية إظهارها لضابط الشرطة أنه معتاد التدخين بشراهة: «وهذا كلام غير صحيح.. ربنا يرزقكم الصحة والتوفيق». وتابع: «أقول للخريجين خلوا بالكم من نفسكم، وتعاملوا مع أشقائكم وأبنائكم- أبناء مصر- بما يليق بما تعلمتموه من قيم».
وكان الرئيس قد شهد، أمس، الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين، وذلك بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، وكان فى استقباله المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، واللواء هانى أبوالمكارم، مساعد وزير الداخلية، رئيس أكاديمية الشرطة، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة وقيادات الأكاديمية.
كما حضر الاحتفال المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، والدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبدأت وقائع الاحتفال بعزف السلام الجمهورى، أعقبته تلاوة آيات من الذكر الحكيم.
وتضمن الاحتفال قيام طلبة الكلية من مختلف السنوات الدراسية بتقديم عروض قتالية تُظهر مهاراتهم الفائقة فى التعامل مع مختلف الأهداف، سواء فى الرماية أو الاشتباك أو المطاردات، ونماذج عملية على كيفية مواجهة الجريمة، بالإضافة إلى عدد من الفقرات الأخرى، التى تُظهر مدى استيعابهم تنفيذ البرامج العملية والتعامل مع مختلف الظروف، التى يمكن أن يتعرضوا لها أثناء أداء المهام التى يتم تكليفهم بها.
وقدم الطلاب عروض القوة بدنية والدفاع عن النفس، حيث خرجت من عمق ساحة العرض كتيبة من طلبة السنة الدراسية الأولى من القسم العام، إلى جانب خريجى كليات الحقوق، متدفقين- كسيول عارمة بأقدام راسخة- ما أحدث وقعًا متناسقًا يهز ساحة العرض، وقدم الطلاب نماذج تدربوا عليها فى خوض الاشتباك ورياضات الدفاع عن النفس، حيث أدى الطلبة تدريبًا قتاليًّا متعدد المهام، شمل مجموعة من الصدات والضربات والركلات المحكمة بدقة وتتابع؛ ما أظهر كيفية توجيههم لركلات هجومية متتالية.
وانتقل الطلبة إلى أداء بعض التمارين الرياضية فى تشكيل متناسق، حيث شكلوا بأجسادهم «ساحة الشعب»، وتوسط التشكيل مفتاح الحياة رمزًا لحياة أفضل، بينما كانت أشعة الشمس تنبعث من أقواس النصر نحو مستقبل مشرق.
كما أدى الطلبة تمارين تقوية عضلات الصدر والذراعين والكتفين، ثم انتقلوا لتشكيل اسم معهدهم العريق بأجسادهم، مُتوَّجًا بنسر الشعار، مرفرفًا بجناحيه لنشر العلم، وقدم الطلبة والطالبات عروض رياضة الباركور، حيث يبدأ العرض ببيان يتسم بالخطورة والقوة، حيث سارعت إحدى السيارات فى محاولة اقتحام أحد التمركزات الأمنية، فيما قام الطلاب بأداء سقطة هوائية عكسية خطرة من أعلى مانع الحائط مع السقطات الهوائية متدرجة ومتصاعدة الخطورة.
وعلى المسطح الأخضر، أدت مجموعة من الطلبة والطالبات من فريق رياضة الباركور سقطات هوائية من أعلى أنصال السيوف وأسِنّة الرماح والسناكى، حيث تتقدمهم طالبات الكلية فى موجة ثلاثية توحى بالاستعداد والجاهزية.
وبدَت فى الموجة الأولى سقطات أمامية تنم عن مدى اللياقة البدنية وسرعة رد الفعل فى المواقف الأمنية العصية، ويزداد الأمر خطورة بزيادة امتداد المانع فى الموجة الثانية، وفى الموجة الثالثة لياقة بدنية عالية وثقة بالنفس لا متناهية، حيث تتعاظم درجة الخطورة بالقفز من أعلى 20 طالبًا رافعى أنصال السيوف و20 طالبًا رافعى الرماح و20 طالبًا رافعى السناكى، وتزداد صعوبة الموانع بزيادة امتدادها المشتعلة بالنيران الهيكلية، كما قام عدد من الطلبة بتفادى عربة رباعية الدفع متحركة مثبت بها مانع مشتعل بالنيران الهيكلية، ثم ازداد العرض صعوبة؛ حيث قام الطلبة بأداء سقطة لاجتياز 3 و4 عربات رباعية متداخلة بامتدادات مختلفة؛ ما يُظهر أداء فنيًّا فريدًا للخريجين، ثم قام الطلبة والطالبات بأداء سقطات هوائية خطرة من أعلى حافلات متحركة، وعقب ذلك قام الطلبة من فريق رياضة الباركور بتنفيذ سقطات هوائية من أعلى الموانع الضخمة والحافلات مختلفة الأحجام والارتفاعات.
ويخضع طلبة وطلاب كلية الشرطة لبرنامج متكامل على مستوى سنوات دراستهم فى الكلية للتدريب على الأساليب الأمنية الأساسية والمتقدمة للتفاعل والمواجهة لإنفاذ القانون.
وتم خلال الحفل عرض أحد السيناريوهات الأمنية، التى تحاكى قيام بعض الخارجين عن القانون باستقلال إحدى الحافلات للقيام بعمل عدائى وكيفية سرعة التدخل لاستيقاف الحافلة وضبط الخارجين، وتعقبها مداهمة البؤرة الإجرامية.
وأظهر الطلبة من فريق رياضة «الباركور» قدراتهم باعتلاء سقف الحافلة؛ استعدادًا لضبطها ومَن بها واستيقاف الحافلة من قِبَل مجموعات الاقتحام من طلبة وطالبات الكلية بفتح ثغرة نافذة واقتحام الحافلة باستخدام الرامب المعدنى، وقام الطلبة والطالبات بالسيطرة على الحافلة؛ ما يعكس التكافؤ التدريبى للطلبة بالكلية.