في صورة تعكس، معرفته بما سيواجهه من غضب عارم وانتقادات لاذعة، تأخر بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمدة 3 ساعات ونصف للتعليق على إعلان العثورعلى جثث 6 أسرى إسرائيليين في نفق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث ظهر في مقطع مصور، يتملص فيه من مسؤوليته عن مقتل مواطنيه ويحمل حركة حماس المسؤولية وهو ما نفته الحركة، مرجعة سبب وفاتهم إلى قصف إسرائيلي. ولم تمنع ادعاءات نتنياهو السيل الجارف من الانتقادات داخل الأوساط الإسرائيلية والتي تمثلت في عائلات الأسرى، وأحزاب المعارضة، بل وصلت لأعضاء حكومته فضلا عن الاحتجاجات التي عمت الشوارع والدعوات للعصيان المدني وإضراب شامل والتي شهدت استجابة واسعة من قبل العديد من القطاعات الإسرائيلية، أبرزها اتحاد نقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت)، في خطوة لم يشهدها الإسرائيليون منذ عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر بل منذ إعلان بنيامين نتنياهو عن التعديلات القضائية والتي أطلقها في مطلع 2023. عائلات الأسرى: تحمل مسؤولية إخفاقاتك ووجه منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة خطاب لرئيس حكومة الاحتلال بتحمل مسؤولية إفشال صفقة التبادل مع والإهمال ومقتل المحتجزين، مطالبين إياه بالتوقف عن إلقاء اللوم على الجميع وتحمل مسؤولية إخفاقاته، مؤكدين على أن حركة حماس ليست وحدها المسؤولة عن إفشال الصفقة انتقادات من داخل حكومته: (وحشي وجبان ) ونقل موقع «والا» عن يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي قوله، إن نتنياهو قرر إنقاذ الائتلاف الحكومي بدلا من «المختطفين»، مؤكدا أنه «سيختلق أي عذر لتأخير إبرام الصفقة حتى يموت الجميع». وطالب الوزير مجلس الوزراء السياسي والأمني «التراجع فورا عن قرار البقاء في محور فيلادلفيا»، قائلا إن «الأوان قد فات على المختطفين الذين قتلوا لكن يجب إعادة الذين ما زالوا في الأسر». واندلعت مواجهة حادة غير مسبوق بين جالانت ونتنياهو، الخميس الماضي، بعد مناقشة الكابينت إبقاء السيطرة على محور صلاح الدين ( فيلادلفيا) بغزة ومعارضة جالانت الشديدة لهذا القرار كونه يعيق التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى. من جهتها، نقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن ديفيد برنيع، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) في اجتماع مع عائلات الأسرى أنه يفضل الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم لإعادة «المختطفين». وقال ديفيد برنيع إنه «ليست هناك حاجة لمحوري فيلادلفيا ونتساريم على المستوى العملياتي»، متهما نتنياهو بالعمل على تأخير صفقة الأسرى حتى موتهم جميعا، بحسب ما نقلته صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية. ونقل إعلام إسرائيلي عن مسؤولين داخل حكومة الاحتلال (لم يذكر اسمهم) مهاجمتهم لرئيس الوزراء، حيث قال مسؤول كبير إن نتنياهو يحبط التوصل إلى صفقة، كي لا تسقط حكومته، فيما وصف آخر نتنياهوب«الفاسد» و«المغرور» و«الجبان» وبأن هذه الصفات معروفة عنه لدى الجميع، معقبا أن الفترة الأخيرة كشفت أنه «عديم الإنسانية بدرجة وحشية». أحزاب المعارضة الإسرائيلية: حكومة الموت وقال بيني جانتس، زعيم «معسكر الدولة» نتنياهو «خائف ومتردد ويلعب على الوقت لاعتبارات سياسية بدلا من إنقاذ المختطفين»، مؤكدا على أن الأولوية لنتنياهو يجب أن تكون حماية المحتجزين لا ائتلافه الذي يسيطر عليه «المتطرفون»، معقبا: «المختطفين» يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار». ودعا الإسرائيليين للخروج إلى الشارع، مضيفا أن الوقت حان لاستبدال حكومة «الفشل المطلق». من جانبه، وصف يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية حكومة نتنياهو ب«حكومة الموت»، متهما إياها بأنها قررت عدم إنقاذ المحتجزين، داعيا نقابات العمال والسلطات المحلية إلى إغلاق الاقتصاد. ونقلت«يديعوت أحرونوت» عن مسؤول كبير بالحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق حتى لا تنهار الحكومة، مضيفا أنه في غضون شهر «لن يبقى أي رهينة على قيد الحياة في غزة». النقابات العمالية: الاتفاق أهم من أي شيء وأعلن اتحاد نقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت) عن إضراب شامل غدا في المرافق العمالية والاقتصادية في إسرائيل، يشمل وزارات الدفاع والداخلية والمالية والاقتصاد والصحة والتعليم. وأشار الاتحاد النقابي إلى تعطيل مطار «بن غوريون» غدا مع توقف شركات الطيران الرئيسية عن تسيير رحلاتها وأعلن أرنون بار دافيد رئيس الهستدروت، إغلاق الاقتصاد بأكمله غدا (الإثنين) ليوم واحد، وذلك على خلفية العثور على جثث ال6 أسرى و«تأخير الصفقة» لأسباب سياسية«، وفقا لما نقلته صحيفة»يديعوت أحرونوت«الإسرائيلية. وقال بار دافيد في بيان، له إنه «لم يعد من الممكن الوقوف مكتوف الأيدي، نحن بحاجة للتوصل إلى اتفاق، اتفاق أكثر أهمية من أي شيء آخر». وتابع رئيس الهستدروت: «لقد تحدثت مع العديد من الأشخاص في السياسة الإسرائيلية، ومع الأشخاص في أنظمتنا الأمنية، الصفقة لا تتقدم لاعتبارات سياسية وهذا لا يمكن قبوله، ويجب وقف التخلي عن المختطفين والنازحين والاقتصاد المنهار». وأضاف :«ولذلك فإن قراري هو أنه اعتبارًا من الساعة 06:00 صباحًا سيدخل الاقتصاد الإسرائيلي بأكمله في إضراب كامل، وسنصدر إعلانًا منظمًا حول من يتم استبعاده ومن لا يتم استبعاده، وأنا أقول حاليًا إضرابًا كاملًا وكاملًا، الآن غدًا». وقال بار دافيد أيضًا: «أدعو شعب إسرائيل إلى النزول إلى الشوارع الليلة وغدًا لمغادرة أماكن العمل، وأدعو جميع المنظمات الاقتصادية للانضمام إلى الإضراب». وانضمت للإضراب والاحتجاجات غدا بلديات 4 مدن كبرى هي تل أبيب وجفعاتيم و«هود هشارون» و«كفار سابا».