افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المعهد الثقافي العربي في مدينة ميلانو الإيطالية. بدأت مراسم الافتتاح بإلقاء حاكم الشارقة كلمة بمناسبة افتتاح المعهد العربي الثقافي، عبر فيها عن نجاح العلاقة التي تجمع الشارقة بجامعة القلب المقدس الكاثوليكية وإثمارها افتتاح المعهد الثقافي العربي الذي تحتضنه الجامعة في رحابها، لافتًا إلى أن العلاقة مع الجامعة منذ 7 سنوات شهدت زيارة الكثير من الطلبة والطالبات إلى الشارقة لحضور المؤتمرات والأحداث المتنوعة الثقافية والتعليمية وغيرها، وزيارة وفود من الشارقة للجامعة والمشاركة في فعالياتها وتعزيز التعاون معها. واختتم حاكم الشارقة كلمته، قائلاً: أنا الآن في بداية العمل على 5 مجلدات للقاموس اللاتيني، آمل أن يصدر هذا القاموس ليبين فيه القاموس العربي إلى اللاتيني وحتى تبرز الكلمة، ونحمي هذه الثقافة أكانت عربية أم ايطالية أم لاتينية أو أي ثقافة نحافظ عليها من العبث، وما يحدث من عبث آلمنا كثيراً فما شاهدناه في المهرجان الذي أقيم في باريس من تشويه لسيدنا المسيح عليه السلام، ولصورة نحن وغيرنا لا يقبلها، ومن هنا نحتج ونعلي صوتنا لا للعبث لنحمي لغتنا وعقائدنا وثقافتنا فهذه الخطوات مطلوبة لكل إنسان يريد أن يعيش على هذه الأرض في سلام. فيما ألقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، كلمة خلال حفل الافتتاح عبرت فيها عن سعادتها باللحظة التاريخية لافتتاح معهد الثقافة العربي في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو، مؤكدةً أن هذه المناسبة الهامة هي تجسيدٌ عمليٌ للإرادة الصادقة والرؤية الدائمة في تعزيز الحوار الثقافي والتعاون الأدبي بين الشارقة والعالم بأسره. وأضافت نحن فخورون بالتعاون مع الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس، المؤسسة التي تشاركنا قيمنا في التعليم والتبادل الثقافي والنمو الفكري، إن هذا التعاون يمثل روح الشراكة التي يسعى معهد الثقافة العربي لتعزيزها. كمال ألقت الدكتورة إيلينا بيكالي رئيسة جامعة القلب المقدس الكاثوليكية كلمة رحبت خلالها بحاكم الشارقة والوفد المرافق له في رحاب الجامعة لافتتاح المعهد الثقافي العربي، مؤكدةً أن المعهد لا يعد مركزًا ثقافيًا وتعليميًا جديدًا فقط، بل مبادرة هامة وخطوة ستعزز بشكل أكبر التعاون المثمر الذي أقامته جامعة القلب المقدس الكاثوليكية منذ فترة طويلة مع العالم العربي، وبوجه الخصوص مع إمارة الشارقة. وتناولت بيكالي خلال كلمتها اهتمام الجامعة بتعليم الثقافة واللغة العربية من خلال جهود ومبادرات عديدة منها مهرجان اللغة والثقافة العربية، الذي شهدت دوراته السبع مشاركة العديد من العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم العربي، بالإضافة إلى تنظيم دورات اللغة العربية التي ينتسب إليها كل عام أكثر من 300 طالب وطالبة. وتخلل حفل الافتتاح محاضرة شارك فيها الدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، والدكتور إغناطيوس غوتيريث أستاذ اللغة والأدب العربيين ورئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أوتونوما في مدريد، وأدارها الدكتور وائل فاروق أستاذ اللغة العربية وآدابها ودراساتها الثقافية في «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية»، وتناولت محاضرة الدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة دور المعجم التاريخي في صناعة الملكة اللغوية. بعد ذلك توجه حاكم الشارقة رفقة الحضور إلى مبنى المعهد الثقافي العربي حيث أزاح الستار عن لوحته التذكارية إيذاناً بافتتاحه رسمياً، ليطلع بعدها على معرض آثار الشارقة الدائم الذي يحمل عنوان «التراث الحضاري لإمارة الشارقة»، وتنظمه هيئة الشارقة للآثار في مبنى المعهد. وتعرض هيئة الشارقة للآثار في المعرض 83 قطعة أثرية من الكنوز الأثرية المهمة تمثل جميع الفترات الحضارية المكتشفة في إمارة الشارقة بدءًا من العصور الحجرية، مرورًا بالعصر البرونزي والعصر الحديدي، وفترة مملكة مليحة، والفترة الإسلامية حتى القرن العشرين. ويتيح هذا المعرض فرصة للتعرف على المكتشفات الأثرية وتنوعها وأهميتها في التواصل الحضاري مع العالم القديم في تلك الفترات. ويعتبر المعهد الثقافي العربي الأول من نوعه للثقافة العربية في إيطاليا، واضعاً تاريخ مبادرة دولية إماراتية تنطلق من الشارقة في عدد من بلدان العالم، تتضمن إنشاء سلسلة معاهد للثقافة العربية في عواصم المعرفة والإبداع، بهدف مد جسور التواصل والحوار وتعزيز العلاقات الثقافية بين الحضارة العربية والغربية، وإظهار حجم مساهمة العرب في النتاج العلمي والإبداعي الإنساني.