بعد عدوان إسرائيلي استمر ليومين، انسحبت قوات الاحتلال من مخيم نور شمس شرقي طولكرم في الضفة الغربيةالمحتلة؛ مخلفة دمارًا واسعًا في البنى التحتية والشوارع والمنازل، بحسب وسائل إعلام فلسطينية. ووفق سكان محليون فإن الاحتلال ترك المخيم مدمرا بسبب انتهاكاته المريعة، التي تمثلت في استخدام طفلة ذات ال10 سنوات كدرع بشري، وإحراق منازل ومنع السكان من إخمادها، وصولا لانتهاك حرمة الميت وعرض جثامين الموتى على المعتقلين الفلسطينيين بينهم قائد كتيبة طولكرم، التابعة لسرايا القدس، أبوشجاع، وقول جنود الاحتلال «قتلنا لكم أبوشجاع». وشن الاحتلال عملية عسكرية ضد شمال الضفة الغربيةالمحتلة، الأربعاء الماضي، شملت محافظات طولكرم وجنين وطوباس، حيث وصف الإعلام الإسرائيلي العملية العسكرية بأنها الأوسع منذ عملية «السور الواقي» عام 2002. وقال شاهد عيان وأحد سكان مخيم نور شمس، لوكالة «سند» الفلسطينية، إن الاحتلال استخدم طفلة بعمر 10 سنوات ك «درع بشري»، وأجبروها على التقدم أمامهم وطرق أبواب المنازل وفتحها في حارة المنشية قبل أن يقتحموها، واستمر ذلك لساعتين. ونوه إلى اقتحام الاحتلال بعض البيوت وجمع أفرادها بغرفة واحدة دون السماح لهم بالحركة أو تناول الطعام والشراب، إلى جانب تحطيمه محتويات المنازل واعتقال شباب منها، إضافة لإشعال النيران في مباني منازل. وأشار إلى أن أحد البيوت التي أشعل الاحتلال النار فيها كان بجانبه محل لبيع أسطوانات غاز الطبخ، ومنازل مأهولة بالسكان، والنيران امتدت للمنازل المجاورة؛ وتمت السيطرة على النيران قبل وصولها لمحل الغاز وتجنب كارثة حقيقية. وأضاف: نتيجة لهذا الحريق أصيب بعض المواطنين بعمارة مجاورة بالاختناق، والاحتلال رفض السماح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالدخول لإخلائهم، معقبا أن بعض الشبان تطوعوا لإخماد الحريق والسيطرة عليه بشكل جزئي، وعندما حاولوا إخلاء سكان العمارة تعرضوا لإطلاق نار من قبل قناصة الاحتلال. ووفقا ل«سند» فقد أجبرت قوات الاحتلال بعض العائلات على إخلاء منازلها والتوجه إلى الشارع الرئيسي قرب مخيم نور شمس؛ قبل أن تمنعهم الآليات من التقدم قرب الشارع الرئيسي وتُعيدهم مرة أخرى لداخل المخيم. وقال سكان محليون في مخيم نور شمس إن قوات الاحتلال فجّرت عددًا من المنازل داخل المخيم دون إخلاء المواطنين من المنازل المجاورة لها. وأوضح السكان أنه في حارة العيادة بالمخيم، فجر جنود الاحتلال منزل الشهيد عبدالجبار صباغ (الدحروكي)، دون إخلاء المنزل المجاور له، ما أدى لاندلاع النيران في فناء المنزل؛ قبل أن يتمكن الأهالي من السيطرة عليها وسط خطر خروجهم على الساحة بسبب تواجد القناصة». واعتقلت قوات الاحتلال، خلال الاقتحام، عددًا من الشبان واعتدت عليهم بالضرب المبرح، حيث أكدت مصادر ل«سند» أن العديد من الشبان أفرج عنهم ونقلوا لطواقم الإسعاف نتيجة ما تعرضوا له من أذى وتعذيب. وأشارت إلى أن بعض الشبان نقلوا لمعسكر «تسانيعوز» الإسرائيلي، وعرضو عليهم جثامين الشهداء المحتجزة، من ضمنهم قائد كتيبة طولكرم الشهيد محمد جابر (أبوشجاع)، حيث قالوا جنود الاحتلال: «قتلنا لكم أبوشجاع». وبعد محاولات الاحتلال اغتياله أكثر من مرة، استشهد، أمس الخميس، قائد كتيبة طولكرم محمد جابر المعروف ب«أبوشجاع»، وعدد من رفاقه واحتجز الاحتلال جثامينهم. وقال أحد الشبان إنه عقب اعتقاله من قبل قوات الاحتلال اعتدى عليه جنود الاحتلال بالضرب المبرح لأنه قال إنه من فلسطين، وحاول الضابط الإسرائيلي إجباره على القول إنه من «إسرائيل». تشهد الضفة الغربيةالمحتلة تصاعدًا في عمليات الاقتحام الإسرائيلية منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل 10 أشهر في 7 أكتوبر، ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، نتج عن هذه الاعتداءات أكثر من 667 شهيدًا وأكثر من 5600 جريح.