«بيل جيتس البريطاني».. من هو مايك لينش الملياردير المفقود بعد غرق اليخت «بايزي»؟

في ظروف مشابهة لغرق«تيتان»، غرق اليخت الفاخر «بايزيان»، قبالة سواحل جزيرة صقلية الإيطالية، والذي كان يستقله أثرياء أبرزهم، مايك لينش، والذي لا يزال هو وابنته من بين المفقودين في الحادث، مليونير البرمجيات، حيث وصفته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أنه أحد الأمثلة القليلة لرجل أعمال بريطاني نجح في إنشاء شركة تكنولوجيا عالمية.
ووفقا لهذا فقد تم تشبيهه بأنه «بيل جيتس البريطاني»، إضافة إلى أن أن نجاحه ساهمه في تقلده مناصب رفيعة بينها المستشار العلمي، ل«ديفيد كاميرون» رئيس الوزراء السابق، ومديرا غير تنفيذي ل(BBC)، فضلا عن حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية.
وقبل أقل من 3 أشهر من وقوع الحادث الذي فقد فيه «لينش»، تمت تبرئة الرجل البالغ من العمر 59 عاما من 15 تهمة احتيال واجهها في الولايات المتحدة بشأن شراء شركة «هيوليت باكارد» والتي تعرف اختصارا ب(HP) العملاقة في وادي السيليكون ل«شركته أوتونومي» مقابل 11.1 مليار دولار في عام 2011، وهي القضية التي كان يخشى أن تنتهي بوفاته في السجن بسبب حالة رئوية.
قال لينش لصحيفة «صنداي تايمز»، الشهر الماضي: «أعاني من مشكلات صحية مختلفة كانت لتجعل من الصعب للغاية على البقاء على قيد الحياة، لو سارت الأمور في الاتجاه الخاطئ، لكان ذلك بمثابة نهاية الحياة كما أعرفها بأي معنى من المعاني».
ولد لينش في أيرلندا، ونشأ بالقرب من تشيلمسفورد في إسيكس، حيث كانت والدته ممرضة وكان والده رجل إطفاء.
ودرس الفيزياء والرياضيات والكيمياء الحيوية في جامعة «كامبريدج»، وتخصص في التعرف على ما يسمى «الأنماط التكيفية»، ووفقا للصحيفة البريطاتية فإن إطروحة الدكتوراه الخاصة به تعد واحدة من أكثر الأبحاث قراءة في مكتبة الجامعة.
ويقال إنه وزوجته أنجيلا باكاريس، التي ورد أنقذت من حادث اليخت، تبلغ ثروتهما 500 مليون جنيه إسترليني في قائمة الأثرياء التي نشرتها صحيفة (صنداي تايمز) هذا العام، ولدى والثنائي ابنتان، احدهما من بين المفقودين في اليخت.
وفيما يتعلق بأعماله، فقد أنشأ شركة (Autonomy ) في مجال التكنولوجيا في عام 1996، وقد استخدمت برامجها لتحليل كميات هائلة من البيانات، وكانت جزئيا مدينة بفعاليتها للاستدلال (البايزي)، وهي نظرية إحصائية وضعها الإحصائي والفيلسوف ووزير المشيخية، توماس بايز في القرن ال18.
ويشار إلى أن اليخت الفاخر الذي غرق قبالة سواحل صقلية أثناء عاصفة عنيفة في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، يحمل اسم «بايزيان».
وحققت شركة (أوتونومي) نجاحًا تجاريًا فوريًا تقريبًا، تم طرح أسهم الشركة في بروكسل عام 1998، وكان النمو السريع المقترن بطفرة (الدوت كوم ) سببًا في انتقالها إلى بورصة لندن، حيث انضمت أوتونومي إلى مؤشر (FTSE 100) لأفضل الشركات المدرجة في المملكة المتحدة.
وقد أدت إنتصارات وإنجازات لينش إلى تعيينه مستشارًا علميًا لديفيد كاميرون عندما كان رئيسًا للوزراء، ومديرًا غير تنفيذي لهيئة الإذاعة البريطانية(BBC)، فضلًا عن حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 2006 لخدماته للمؤسسات.
وبدأت مشاكل لينش، عندما أثارت شركته (أوتونومي) إعجاب شركة -إتش بي- (HP ) بما يكفي لدفع أكثر من 11 مليار دولار أمريكي للشركة في عام 2011، ولم يستغرق الأمر سوى عام واحد حتى تتمكن شركة الحوسبة العملاقة الأمريكية من تحمل خسارة قدرها 8.8 مليار دولار أمريكي عند استحواذها عليها، قائلة إنها اكتشفت «مخالفات محاسبية خطيرة» في الشركة البريطانية.
وكان لينش مشاركًا بشكل فعال في الدفاع عن سمعته منذ ذلك الحين حيث نفى مزاعم ارتكاب مخالفات طول الوقت.
وحُكم على سوشوفان حسين، المدير المالي السابق لشركة أوتونومي، بالسجن لمدة 5 سنوات في الولايات المتحدة بعد إدانته في عام 2018 بالاحتيال فيما يتعلق بصفقة HP .
في عام 2022، خسر لينش قضية احتيال مدنية رفعتها شركة HP في المملكة المتحدة، حيث قيل إن رجل الأعمال مارس سيطرته على حسين وأنه من غير المعقول أن مؤسس شركة (Autonomy) لم يكن على علم بالممارسات الاحتيالية المزعومة التي حدثت في شركته.
وكان من المقرر أن يصدر القاضي هيلديارد، قاضي المحكمة العليا في القضية، حكمه بشأن مطالبة شركة (HP) بتعويضات قيمتها 4 مليارات دولار، وقال إن المبلغ الذي يعتزم منحه سيكون أقل كثيرًا، فيما أشار لينش إلى أنه يعتزم الاستئناف ضد الحكم.
ويقال إن لينش كان يضع بصمته الشخصية على الشركات التي أدارها، فقد أثر ميله إلى جيمس بوند، أن غرف الاجتماعات كانت تحمل أسماء أعداء بوند، مثل الدكتور «نو وجولدفينجر»، بل إن أوتونومي كان بها حوض سمك (البيرانا) في الأتريوم، في إشارة إلى فيلم (007 You Only Live Twice).
ومنذ تبرئته في الولايات المتحدة، قال إنه يعتزم معالجة الخلل الذي شعر به في معاهدة تسليم المجرمين بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وقال: «لا بد أن يكون من الخطأ أن يتمتع المدعي العام الأمريكي، بسلطة أكبر على مواطن بريطاني يعيش في إنجلترا مقارنة بسلطة الشرطة البريطانية.