في ترقب وقلق واضح يتابع طلاب الثانوية العامة والأسر المصرية المؤتمر الصحفى لوزير التربية والتعليم، محمد عبداللطيف، لإعلان تفاصيل تعديل الثانوية العامة الجديد 2025، والذي يشمل دمج بعض المواد الدراسية. ومنذ 71 عاما ماضية صدر القانون رقم 211 بشأن تنظيم التعليم الثانوى، وتقسيمه إلى مرحلتين الإعدادية والثانوية ونص على جعل مدة الدراسة الثانوية 3 سنوات يتخصص فيها الطالب، وبحسب دراسة نشرتها الدكتورة صفاء مدكوربكلية التربية جامعة طنطا، في مجلة البحث العلمى في التربية استعرضت فيها مراحل تطوير نظام الثانوية العامة في مصر، لفتت أنه في عام 1981 صدر القانون رقم 139 لسنة 1981، الذي اشترط على الطلاب الراغبين في الالتحاق بالصف الأول الثانوى أن يكونوا حاصلين على شهادة إتمام التعليم الأساسى المادة رقم 23، وأن تكون الدراسة عامة في الصف الأول ويختار التخصص بدءا من العام الثانى . وفى عهد الدكتور أحمد فتحى سرور ووفقا لوثيقة تطوير التعليم في مصر والتى صدرت عام 1987 تم إعداد مبادرة للتعليم الثانوى، أهم بنودها الفصل بين القسمين الأدبى والعلمى، وتطوير الدراسة في المدارس الثانوية بحيث تصبح مرحلة منتهية تؤهل الطلاب للعمل، ورغم وضع خطة تنفيذية للاستراتيجية إلا أنه لم يقدر لها التنفيذ بسبب التغيير الوزارى. عام 1988 صدر القرار الوزارى رقم 233، بعودة الثانوية العامة إلى نظام السنة الواحدة، فكان الصفين الأول والثانى دراسة عامة والتخصص يقع في الصف الثالث الثانوى فقط. مر عامان فقط وتم تعديل نظام الدراسة في الثانوية العامة، وأدخلت المواد الإختيارية لدراسة ميول وقدرات الطلاب، وهى المرة الأولى التي يتم فيها دراسة المستوى الرفيع للطلاب لمساعدة الطلاب على زيادة المجموع. في عام 1994 صدر القانون رقم 253، تحول نظام الدراسة في الشهادة الثانوية إلى النظام الممتد بين العامين الثانى والثالث الثانوى، وكانت الدراسة تتم بموجب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص في الصف الثانى الثانوى، ووفقا لهذا النظام كانت تحسب درجات الطالب بمتوسط ما حصل عليه من درجات في نهاية السنة الثانية والثالثة. نظام التحسين وفى العام نفسه أدخلت وزارة التربية والتعليم نظام تحسين المجموع، الذي أصبح فيه بموجب المادة رقم 29 من حق الطالب التقدم لامتحان دور ثان في شهر أغسطس، لتحسين درجاته في المواد التي يرغب فيها سواء رسب أو لم يرسب . وفشل نظام التحسين وأثار جدلا واسعا ووصفوه الخبراء بأنه نظام «الباراشوت» لأنه أرهق الأسرة المصرية ماديا ومعنويا، وحصل الطلاب على مجاميع خرافية حيث حصل المئات من الطلاب على 105%، وأصبح الطالب الحاصل على 95% فاشلا لا مكان له في كليات القمة . في سبتمبر 1997 تم إلغاء العمل بنظام التحسين بقرار من رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزورى، بينما ظلت الثانوية العامة تدرس بنظام العامين والشعبتين ( الأدبى والعلمى). وصدر القرار الوزارى رقم 88 لسنة 2012 بأن يجرى الامتحان للحصول على شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة على مرحلة واحدة في نهاية السنة الثالثة اعتبارا من العام الدراسى 2013 – 2014. استخدام التابلت في عام 2013 تم إدخال التابلت لمدارس التعليم الثانوى العام في الفصول، وكانت البداية في 6 محافظات حدودية، التي تنخفض فيها الكثافة الطلابية وبلغ عدد الأجهزة وقتها 250 ألف جهاز بتكلفة مالية 400 مليون جنيه، وبلغ متوسط سعر الجهاز الواحد 1420 جنيه وتم وضع المناهج عليها، وتعاقدت وزارة التربية والتعليم مع إحدى شركات التأمين لتتولى عمليات الصيانة إلا أنه بعد تلك الاستعدادات فشلت التجربة. مرت 6 أعوام وبدأ استخدام التالبت بداية من الصف الأول الثانوى، وتم توزيعه على الطلاب الذين أساءوا استخدامه، حيث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو لعدد من طلاب محافظة الشرقية أثناء محاولتهم توصيل التابلت بشاشة العرض داخل الفصل عن طريق البلوتوث ومشاهدة أغانى ومقاطع الرقص. اتشرت مشاهد الغش والتسريبات في الثانوية العامة في عام 2015 – 2016، واضطرت الوزارة إلى الغاء امتحان بعض المواد الدراسية وتأجيل البعض الآخر، وصدر القرار الوزارى رقم 357 لسنة 2015 بإضافة درجات السلوك والغياب في المرحلة الثانوية، ويمنح طلاب الثانوية العامة 10 درجات بواقع 7 درجات للمواظبة على الحضور، و3 درجات للانضباط السلوكى تضاف للمجوع ليصبح 420 درجة. في سبتمبر 2018 قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء العمل بنظام الثانوية العامة، وأعلنت العمل بالنظام الجديد الذي بدأ تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوى عام 2018-2019، الذي كان من اهم ملامحه الاعتماد على أنظمة التعليم القائمة على التواصل وذلك من خلال بنك المعرفة، واستخدام التابلت بهدف الانتقال بالطالب من سياسة الحفظ والتلقين إلى البحث والتفكير والفهم، ويصبح تقدير الطالب في الثانوية العامة ( ممتاز، جيد جدا، جيد، مقبول ). واليوم أعلنت وزارة التربية والتعلين إعادة هيكلة الثانوية العامة، تقليل عدد المواد الدراسية، لطلاب الصف الأول الثانوى من 10 إلى 6 مواد، حيث أن المواد الجديدة سوف تشمل اللغة العربية واللغة الإنجليزية ومادة التاريخ والرياضيات والعلوم المتكاملة والفلسفة والمنطق، حيث أن العلوم المتكاملة تشمل ضم مادتى الكيمياء والفيزياء في مادة واحدة.