ملحمة رومانية في الأولمبياد.. قصة محارب «الجنف» الذي حصد ذهبية السباحة

وسط الأزمات التي تواجه دورة الألعاب الأولمبية، خرجت قصة ملحمة سيذكرها التاريخ وتعتبر قصة ملهمة للنشء أن الإصرار وتحدى المرض قد يولد بطل في أكبرحدث رياضى يشهده العالم بطلها السباح الرومانى دافيد بوبوفيتشي الذي حصد ذهبية 200 متر حرة ليعوض سنوات التعب التي لازمته في بداية حياتة ليرسم لوحة مشرقة لبلاده .
تبدأ قصة البطل «بوبوفيتشي» صاحب ال19 عاما عندما كان في الرابعة من عمره عندما إصطحبتة أسرتة إلى حمام السباحة للعلاج وليس لصناعة بطل للمستقبل، لأنه عانى من انحراف في العمود الفقري، أو ما يعرف بالمصطلح الطبي بالجنف( إنحناء العمود الفقرى ) لكن بعد 15 عامًا دخل التاريخ كأوّل سباح روماني يحرز ذهبية في الألعاب الأولمبية.
فرحة البطل الرومانى بالذهبية اختلطت بالدموع وعبر عن إحساسة في تصريحات عقب التتويج ورفع علم بلاده قائلا: إنه شيء تاريخي، أوّل ذهبية للبلادي في منافسات الرجال، وأشعر بسعادة كبيرة ولم يكن بإمكاني تحقيق ذلك لو لم تقف بلدى خلفي ومعي .
وبعد سباق مثير جدًا تغيّرت فيه الصدارة أكثر من مرّة، وصل السباح إلى المركز الأول بزمن 1:44.72 دقيقة، متقدمًا بفارق 0.02 ثانية فقط على صاحب الفضية البريطاني ماثيو ريتشاردز، و0.07 ثانية على الأمريكي لوك هونسن، الذي نال البرونزية.
وسبق لبوبوفيتشي أن شارك قبل ثلاثة أعوام في أوليمبياد طوكيو، حيث خاض سباقات 50 و100 و200 م حرة، لكنه لم يفز بأي ميدالية قبل أن يعوّض لاحقًا في بطولة العالم بودابست 2022 حين أحرز ثنائية 100 و200 حرة.
الزمن الذي حققه البطل الرومانى في «لا ديفانس أرينا» بالعاصمة الفرنسية، بعيد إلى حد ما عن أفضل رقم شخصي له وقدره 1:42.97 ثانية حققه في صيف 2022 خلال بطولة أوروبا في روما حين بات ثالث أسرع سباح في تاريخ هذا السباق بعد صاحب الرقم القياسي الألماني بول بيدرمان «1:42.00 حققه عام 2009»، والأسطورة الأمريكي مايكل فيلبس «1:42.96 خلال أوليمبياد بكين عام 2008»
لكن ما حققه بوبوفيتشي في أحواض باريس كان كافيًا بالتأكيد لتدوين اسمه في السجل الأولمبي، على أمل تحقيق الثنائية والفوز بسباق 100 م حرة التي يبدأ تصفياته اليوم الثلاثاء.
مشوار البطل
بدأ بوبوفيتشي طريقه نحو النجومية حين كان في الرابعة عشرة من عمره، خلال مشاركته في ثلاثة سباقات في الأوليمبياد الأوروبي للشباب، حيث فاز في 100 م حرة مع رقم قياسي للبطولة 49.82 ثانية، كما نال فصيتي 50 م حرة و200 م حرة.
وفي بطولة بلاده عام 2020، أعطى لمحة واضحة عما يمكن أن يصل إليه حين سجل 49.26 ثانية في 100 م حرة، متفوقًا بعمر السادسة عشرة على الرقم الذي سجله البطل الأولمبي والعالمي الأمريكي كايليب دريسل حين كان في عمره «49.28 ث».
واصل مشواره الصعودي في العام التالي خلال بطولة أوروبا للشباب حين أحرز ثلاثية 50 و100 و200 م حرة، محطمًا أيضًا الرقم القياسي العالمي للشباب خلال سباق التتابع 4 مرات 100 م حرة بتسجيله 47.56 ثانية، ليتفوق على رقم الروسي أندري ميناكوف «47.57 عام 2020».
تلك كانت مشاركته الأخيرة قبل خوض تجربته الأوليمبية الأولى قبل ثلاثة أعوام في طوكيو، حيث تأهل إلى نهائي سباقي 200 و100 م حرة، لكنه فشل في الصعود إلى منصة التتويج بعدما حل رابعًا في الأول بفارق 0.02 ثانية فقط عن صاحب البرونزية، فيما جاء سابعًا في الثاني.
لكن في 2022 كان العام الذي صعدت فيه إلى النجومية في عالم السباحة في بلادي. داخل أحواض بودابست حين توج بطلًا للعالم في 200 و100 م حرة.