الدكتور دينج لونج أستاذ العلاقات الدولية ل«المصرى اليوم»: قضية فلسطين لا يمكن حلها بالقوة.. وإسرائيل لا تستطيع القضاء على «حماس»

قال أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة الدراسات الدولية فى شنغهاى، الدكتور دينج لونج، إن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها بالقوة، موضحًا أن إنهاء الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى لا يتم إلا بقبول «حل الدولتين» من أجل إقرار عملية السلام.
وأضاف فى حوار خاص ل«المصرى اليوم»، أجرته فى العاصمة الصينية بكين، أن منظمة شنغهاى ترى أن هناك ضرورة لوقف الحرب على قطاع غزة، داعيًا جميع الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار فورًا وبدء الحوار وحماية السكان المدنيين من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية خطيرة فى غزة، لافتًا إلى أن مصر دولة شريكة وقوة رئيسية فى العالم العربى والشرق الأوسط لدعم السلام.
وحول مستقبل العلاقات الصينية- الأمريكية، لفت إلى أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب لا يختلف عن الرئيس الحالى جو بايدن، فى معاداة الصين.. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى البيان الختامى لمنظمة شنغهاى بصدد الدول الأعضاء، خاصة قضية غزة؟
- منظمة شنغهاى للتعاون تعد منظمة دولية مهمة، حيث تمثل موقف الدول النامية فى منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط، والقمة عبرت عن نداء السلام من الجنوب العالمى إزاء الصراعات فى أنحاء كثيرة حول العالم، وفيما يتعلق بالحرب على غزة، المنظمة أكدت موقفها الثابت بضرورة حل الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى على أساس «حل الدولتين»، وهذا هو الموقف الثابت لمنظمة شنغهاى للتعاون، وموقف الدول النامية والرأى السائد فى العالم، وقد دعت المنظمة باستمرار إلى ضرورة تسوية النزاعات الإقليمية من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار فورًا وبدء الحوار وحماية السكان المدنيين من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية خطيرة فى غزة.
■ هل هناك تنسيق بين منظمة شنغهاى والأمم المتحدة فى هذه القضية؟
- منظمة شنغهاى للتعاون تؤيد الجهود التى تقودها الأمم المتحدة لتهدئة الوضع فى غزة فى أقرب وقت ممكن بالوسائل السلمية، وتعزيز تسوية شاملة وعادلة ودائمة لقضية فلسطين وفقًا لحل الدولتين، وذلك لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين فى منطقة الشرق الأوسط.
■ إذن كيف ترى الحل فى غزة بعد مرور أكثر من 9 أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية الإجرامية؟
- التاريخ أثبت أن قضية فلسطين لا يمكن حلها بالقوة، وتعد التسوية السياسية طريقًا وحيدًا لتحقيق السلام، وأن حل الدولتين الذى حظى بتأييد المجتمع الدولى هو السبيل الوحيد للصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، وينبغى أن تدعمه الدول المعنية والقوى الكبرى، كما يجب تحقيق وحدة فلسطينية داخلية.
■ لكن هناك رغبة حقيقية من المقاومة بوقف الحرب مقابل تعنت إسرائيل؟
- يجب على إسرائيل أن تتبنى سياسة واقعية، وتدرك أنها لا تستطيع القضاء على حماس، ناهيك عن القضاء على روح المقاومة لدى الشعب الفلسطينى، ولن يتحقق حلم إسرائيل للأمن المطلق، ويعد «الأرض مقابل السلام» وحل الدولتين سبيلًا وحيدًا أمام إسرائيل لتحقيق الأمن، والأمر الذى سيمكنها من أن تكون مقبولة ومعترفًا بها لدى الدول العربية والعالم.
■ أعود لدور مصر فى منظمة شنغهاى ووقف الحرب على غزة.
- مصر دولة شريكة فى المنظمة، وستكون عضوًا جديدًا فى منظمة شنغهاى للتعاون بما يمثل الدول الإفريقية والشرق أوسطية فى المنظمة، وهذا يدل على تمدد تأثير المنظمة إلى إفريقيا والعالم العربى، والقاهرة قوة رئيسية فى العالم العربى والشرق الأوسط، وقوة داعمة للسلام، ولطالما دعمت مصر عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية، وبذلت جهودًا كبيرة لحل الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى وتحقيق السلام وفق حل الدولتين، كما أن عضوية مصر فى منظمة شنغهاى للتعاون ستخلق حالة من الفوز المشترك للجانبين من خلال توسيع تمثيل المنظمة وزيادة تأثيرها فى شؤون الشرق الأوسط وإفريقيا.
■ ما هى خارطة الصين لحل تلك القضية؟
- الصين دعت إلى عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب من خلال العمل مع الجانب العربى لتشكيل «الأطر الخمسة للتعاون» لتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية، وهو ما أكده الرئيس الصينى شى جين بينج، بأن الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى تصاعد بقوة، وقد تسبب فى معاناة هائلة للشعب الفلسطينى، حيث يرى أهمية ضرورة وقف الحرب فى قطاع غزة، وأن العدالة يجب ألا تغيب إلى الأبد، والالتزام بحل الدولتين، وهو ما يتفق مع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى، الداعى لأطراف المجتمع الدولى الفاعلة للاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة.
حيث دعا لرفض محاولات التهجير القسرى للفلسطينيين، لذلك فالقاهرة تحمل على عاتقها حل القضية الفلسطينية، وهناك اتفاق مع بكين فى العمل على إنهاء الأزمة الإنسانية منذ 7 أكتوبر الماضى، وتدعو بكين دائمًا لضرورة وقف الحرب والانحياز للإنسانية بوقف إراقة الدماء ووقف إطلاق النار وضمان أمن منشآت الأمم المتحدة ومنع كارثة إنسانية واسعة بغزة، كما أن بكين تدين الأعمال التى تنتهك القانون الدولى، والهجمات الإسرائيلية على منشآت الأمم المتحدة فى قطاع غزة، ويجب التأكيد على مخرجات الدورة ال10 للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى- العربى فى بكين، نهاية شهر مايو الماضى.
حيث تمت إدانة العدوان الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى، ورفض تنفيذ مخططات ونوايا وأعمال التهجير القسرى للشعب الفلسطينى إلى خارج أرضه، ووقف التهجير القسرى ضد الشعب الفلسطينى، وضمان تدفق المساعدات الإغاثية إلى كامل قطاع غزة، وأن السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة لن تتحقق إلا بإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.