لم تتوقف أوهام مضيفة الطيران التونسية، أميرة بنت حمد، عند حد إقدامها على قتل صغيرتها، بل حاولت اللحاق بها والتخلص من حياتها تنفيذًا لما تزعم أنه «الوحي الإلهي» لكنها عاشت ما تبقى من عمرها بين 4 جدران، في حسرة وألم. ما هي قصة المضيفة التونسية؟ هي «أميرة» التي عرفت بأنها «خبيرة بعلم الطاقة»، قالت إنها كانت تعمل في دبي عام 2017، وخاضت «تجربة روحية قوية غيرت مسار حياتها بشكل جذري، خلال عملها كمضيفة طيران، جعلتها ترى وتسمع ما لا يستطيع الآخرون سماعها بعد تجليات وهواتف رفعت من طاقتها الروحية»، مدعية أنها تتلقى الأخبار عن «الأنبياء موسى وعيسى أنها مريم العذراء». سنوات مرت وانتقلت مضيفة الطيران التونسية إلى مصر للإقامة بحي التجمع الخامس، رفقة زوجها وابنتها ذات ال4 أعوام، لتستكمل الجلسات الروحانية لعلاج مرضاها، حتى جاء اليوم الذي غير مجرى حياتها مرة أخرى لكن في هذه المرة من مضيفة طيران وخبيرة في علم الطاقة والروحانيات، إلى أم فقدت صغيرتها بطريقة مأساوية وسجينة بين 4 حوائط بعد تشكيل لجنة خماسية من الطب النفسي لمعرفة ما إذا كانت مريضة نفسيًا ثم لتجلس وحيدة في محبسها يخاف الجميع من الاقتراب منها ولا أحد يعلم سرها سوى الله. حقيبة يد كانت بالقرب من مضيفة الطيران التونسية اختارتها لتنفيذ مخططها، ثم توجهت لإحضار سكين استخدمته في قطع حزام الحقيبة لتخنق به طفلتها ذات الأربعة أعوام، ولم تتركها إلا جثة هامدة، من ثم استخدمت السكين في طعن نفسها لتلحق بالطفلة، لكن العناية الإلهية أنقذتها من الموت ليسرع زوجها بنقلها إلى المستشفى. ساعات طوال وجهات التحقيق بالنيابة العامة، تجري تحقيقاتها مع مضيفة الطيران التونسية أميرة بنت حمد، كشفت خلالها عما حدث في ذلك اليوم، قبل أن تنتهي النيابة العامة من تحقيقاتها أحالت المتهمة إلى محكمة الجنايات بعد أن وجهت لها تهمة القتل رقم 12146 جنايات التجمع الاول والمفيدة برقم 1070 لسنة2023 كلي القاهرة الحديدة. وكشفت أمر الإحالة الصادر من النيابة العامة، أن المتهمة صاحبة الجنسية التونسية تدعى "أميرة.ح" تعمل مضيفة طيران، وخبيرة في علوم الطاقة والروحانيات، وأنها في يوم الواقعة أمسكت نجلتها «تارا.ع» وخنقتها باستخدام الحبل، وطوقت عنق المجني عليها به، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. وأكد أمر الإحالة، أن المتهمة حاولت التخلص من حياتها عن طريق الطعن بسلاح أبيض في الرقبة بعد إنهائها حياة ابنتها. كما شهدت الجلسة الماضية بأن هيئة المحكمة أرفقت تقرير اللجنة الخماسية الوارد من مستشفى الصحة النفسية بمحضر الجلسة، وجاء مضمون التقرير أن المتهمة لا تعانى من أي أمراض نفسية تجعلها تقبل على قتل ابنتها، وأنها تتمتع بكامل قواها العقلية، وكانت في حالة إدراك يوم الحادث. كانت المحكمة في جلسة سابقة أمرت بتشكيل لجنة خماسية من الطب النفسى لبيان سلامة القوة العقلية للمتهمة من عدمه بناءً على طلب الدفاع، وطلب دفاع المتهمة عدم الأخذ بالتقرير الوارد من اللجنة الخماسية وتشكيل لجنة سباعية من أطباء الصحة النفسية لكون موكلته غير مدركة لأفعالها. محكمة جنايات القاهرة، بعد سماع أقوال مضيفة الطيران التونسية وخبيرة علم الطاقة والروحانيات، قررت تأجيل محاكمتها لجلسة 29 مايو. مرافعة النيابة العامة في قضية المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس قال ممثل النيابة العامة إن «جريمة اليوم هي فساد في الأرض، وعندما تجردت أم من الرحمة والانسانية، اقترفتها المتهمة بنفس هادئة مطمئنة، ولم تشفع استغاثات الطفلة الصغيرة الذي لم يتجاوز عمرها عام ونصف، حيث قامت بقتلها بلف الحبل حول رقبتها وقامت بشنقها». وأضاف ممثل النيابة العامة: «يا الله أي مشهد كهذا طفلة تموت على يد أمها التي ولدتها، فليتقبلك الله يا صغيرة من الشهداء، ولنطالب نحن بالقصاص، فجئنا اليوم إلى ساحة محرابكم المقدس لا لنؤثر على عدالتكم فحشانا أن نفعل وحشاكم أن تأخذوا بذلك، جئنا اليوم بدعوة تقشعر لها الأبدان، جئنا إليكم بأب مكلوم وأم ثكلى، جئنا إلى عدالتكم لأمانة حملنا إياها مجتمعنا، أبت عن حملها الجبال، جئنا بنفس بشرية اتبعت شيطانها فضل سعيها، جئنا بجريمة قلما تحدث في مجتمعنا الإنساني لكونها بعيدة الصلة عن الإنسانية، وأن ذلك الجرم يدل على نفس شيطانية وصدق المولى حين قال«ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ». أوضح ممثل النيابة العامة «أن جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، فالنيابة العامة استجوبت المتهمة وسألتها لماذا قتلت طفلتك، فردت بالإيجابة قائلة: «قتلتها وضحيت بيها في سبيل الحياة التانية»، مشيرة إلإلى أنه في يوم الواقعة كان هناك شرط لصعودى إلى الرفيق الأعلى وهو إنى آخد بنتى معايا مسبهاش مع باباها، وكان لازم أضحّى بيها في الدنيا في سبيل إنها تعيش الحياة الثانية اللى أنا رايحالها». تفاصيل محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس وقفت المضيفة المتهمة بقتل ابنتها أمام هيئة المحكمة وقالت: «تزوجت منذ 3 سنوات، كنت من فترة خارج البلاد مع جوزي، وهناك تعرف على فتاة خبيرة في علم الروحانيات، وقالت ليا إنها تنتمي لمجموعة الماسونية، ولا بد من الانضمام للمجموعة، اتفقنا معا بعد النزول إلى مصر، تقابلنا في مكان بالقرب من الأهرامات وهناك تقابلت مع قائد المجموعة وقتها قال ليا: أنا المهدي المنتظر ولمس رأسي وعمل لي جلسة علاج روحاني». وأضافت المتهمة: «بعد جلسة العلاج الروحاني، تغيرت وبقيت خائفة من الجميع، وكان بتجيلي أفكار بأن أتخلص من حياتي، وقتها طلبت من زوجي الانفصال وسافرت إلى تونس، وبعد مرور 10 أيام عقب زوال النوبة الروحانية عني، قلت لزوجي إني تعبانة وبعاني من نوبة روحانية، وقتها فضل يقرأ قرآن كريم، ويقول لي اهدي هتبقي كويسة ولكن كنت في حالة هيستيرية». وأضاف محامي مضيفة الطيران التونسية أن «أميرة كانت مسلوبة الإرادة عن طريق الدجال الإيطالي بعد ما سيطر عليها جسديا وذهنيا لدرجة أنه عندما تقع مشكلة بين السيدة وزوجها كان الدجال وهو موجود في إيطاليا يعرف ما يحصل ويبعث لها رسالة يقول لها فيها اخفضي صوتك لا أستطيع النوم». قال دفاع المضيفة المتهمة بقتل ابنتها خنقًا، إن موكلته تزوجت منذ 3 سنوات، وكانت حياتهما تسير بلا أي مشاكل حتي رزقهما الله طفلة «تارا»، وظلت الأمور تسير بشكل طبيعي، وبعد فترة بدأت المتهمة تدخل في عالم الروحانيات، وتأخذ كورسات عبر الإنترنت، وقتها تعرفت على فتاة خبيرة في علم الروحانيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، ودار بينهما نقاشات حتي طلبت من المتهمة أن تقابلها لتعرفها على قائد المجموعة، وصفته بعالم الروحانيات. أضاف دفاع المضيفة ل «المصري اليوم»،: «بعد فترة انتقلت المتهمة بالفعل وتقابلت مع قائد المجموعة الروحانية، الذي يحمل جنسية أجنبية، تقابلا في أحد الفنادق، ودار بينهما نقاش عن عالم الروحانيات، وكيفية العلاج بالطريقة الروحانية، ومن بعدها تحولت حياتها إلى جحيم، حتي بدأ خيالها يهيئ لها بأن بعض البشر يريدون أن يؤذوها، وعندما حاولت الحديث من الشخص الأجنبي لتخبره بما يحدث معاها، وقتها رد عليها وقال: «أنا المهدى المنتظر»، ودعاها أن تتخلص من حياتها. جريمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها أوضح دفاع المضيفة المتهمة: بدأ خيالها يهيئ لها رؤية أشخاص يخبرونها ببعض الأمور التي تسببت في أرتكابها الجريمة، حينما طلب منها إنهاء حياتها وحياة ابنتها للعيش معاها في الحياة الروحانية الثانية، وأن تصعد إلى السماء، ولم يكن لها مكان وسط الأشرار في الأرض، وبعدها لم تكن في وعيها وأقدمت على إنهاء حياة ابنتها، ثم حاولت التخلص من حياتها لولا تدخل زوجها الذي أنقذها.