«أمريكا هي الجاني».. جواد ظريف يتهم واشنطن بالتسبب في حادث مروحية رئيسي

ألقى جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، باللوم على الولايات المتحدة في حادث تحطم المروحية الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وتوفي الرئيس الإيراني عندما تحطمت المروحية التي كانت تقله في منطقة جبلية بشمال إيران وسط طقس سيء، ويرافقه أيضا وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، كما قُتل في الحادث الوفد المرافق لهما.
وكان رئيسي وأمير عبداللهيان توجها جوا إلى مقاطعة أذربيجان الشرقية لافتتاح مشروع للطاقة الكهرومائية وكانا يستقلان طائرة هليكوبتر أمريكية الصنع من طراز بيل 212، والتي اشترتها إيران قبل عام 1979.
واتهم جريف الولايات المتحدة بمقتل رئيسي وأمير عبداللهيان، وقال إنها «الجاني» في الحادث، وفقًا للموقع الإخباري الهندي firstpost.
وتابع: «إن الولايات المتحدة هي أحد الجناة وراء مأساة الأمس، بسبب عقوباتها التي تمنع إيران من شراء قطع الطيران الأساسية. وقال ظريف في مقابلة مع وسائل الإعلام الرسمية: «هذه الجرائم ستسجل في قائمة الجرائم الأمريكية ضد الشعب الإيراني».
وفي أعقاب الثورة الإسلامية، فرضت الولايات المتحدة حظرًا على الأسلحة على إيران. ومنذ ذلك الحين، تزايدت العقوبات بسبب برنامج إيران النووي. وتعني العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وشركاؤها أن إيران لم تكن قادرة على شراء طائرات متقدمة.
وكان رئيسي وأمير عبداللهيان يحلقان على متن مروحية من طراز بيل 212. ويجب أن يكون عمر المروحية 45 عامًا على الأقل لأنه تم شراؤها قبل فرض الحظر والعقوبات في عام 1979.
مروحية Bell 212
تعود مروحية Bell 212 إلى حقبة حرب فيتنام واكتسبت مكانة أسطورية من خلال التحليق بقوة فوق الغابات الكثيفة وسط إطلاق النار.
وأشارت صحيفة firstpost إلى أنه قبل الثورة الإسلامية، عندما كانت إيران تحكمها مملكة موالية للغرب، اشترت إيران عددًا من الطائرات الغربية، مثل الطائرات المقاتلة من طراز F-14 وطائرات الهليكوبتر من طراز شينوك.
توقفت مثل هذه المشتريات بعد عام 1979، واضطرت إيران إلى اللجوء إلى تفكيك الطائرات لصيانة وإصلاح أسطولها بالإضافة إلى البحث عن قطع غيار من السوق الرمادية.
وفي تقرير لها، قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن قطع الغيار اللازمة لصيانة الطائرة Bell 212 التي كان يحلق بها رئيسي كان من المستحيل تقريبًا العثور عليها بشكل قانوني.
وأضافت الصحيفة أنه «حتى بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة، فقد امتد انتظار قطع غيار طائرات Bell 212 لعدة أشهر»، كما توقف الجيش البريطاني مؤخرًا عن الطيران بأسطوله الخاص من طائرات الهليكوبتر التي تعود إلى حقبة فيتنام، والتي وصفها بأنها عفا عليها الزمن بسبب الوقت الذي استغرقه للعثور على قطع الغيار.
وأشار الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة الأمريكي، جو بارنز، في مقال لصحيفة التليجراف إلى أن الأمر كان يستغرق أسابيع للحصول على المواد المطلوبة، وفي الآونة الأخيرة كان المهندسون يضطرون في بعض الأحيان إلى الانتظار لعدة أشهر حتى تصل قطع الغيار.
وفي إشارة إلى أن مروحية رئيسي تحطمت في الجبال وسط الضباب والأمطار، قال الخبراء إن نقص المعدات الحديثة في المروحية قد يكون هو الذي أدى إلى وقوع الحادث.
وأضاف بارنز إلى أن مروحية رئيسي ربما كانت تفتقر إلى رادار الطقس أو رادار يمكنه اختراق السحب لتحديد الارتفاع. وهذا قد يجعل الطيران في الطقس السيئ أمرًا صعبًا. وفي غياب مثل هذه المعدات، سيتعين على الطيار الاعتماد بشكل كامل على صوره للتنقل في التضاريس.
وتدعم تركيا هذا السيناريو أيضًا، حيث قالت إما أن المروحية لم تكن مزودة بجهاز إرسال واستقبال أو تم إيقاف تشغيلها نظرًا لعدم صدور أي إشارة من المروحية. ولجأت السلطات الإيرانية إلى مساعدة تركيا في تحديد موقع المروحية بعد اختفائها.
وقال وزير النقل التركي عبدالقادر أورال أوغلو: «نحن نتتبع كل إشارة جوية لأن إيران جزء من المنطقة المسؤولة عنها في عمليات البحث والإنقاذ.. لكننا لم نتمكن من الحصول على أي إشارة على الإطلاق». وتابع: «لا بد أنه تم استلامها، لكن ذلك لم يحدث».