تواصل الاحتجاجات بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف الحرب على غزة (تقرير)

تواصلت موجة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية الداعية لوقف الحرب في قطاع غزة، رغم اعتقال الشرطة للمزيد من المتظاهرين في حرم الجامعات، وشهدت جامعة كاليفورنيا مناوشات بين محتجين داعمين لإسرائيل وآخرين داعمين للفلسطينيين، فيما رفض أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكى اقتراح رئيس مجلس النواب، مايك جونسون استدعاء، الحرس الوطنى إلى حرم الجامعات، من أجل السيطرة على الاحتجاجات المتزايدة.
وتعصف الحركة الاحتجاجية الطلابية بالجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويعارض المحتجون العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ويطالبون بوقف إطلاق النار، فضلا عن مطالبة الجامعات بوقف الاستثمار في الشركات الإسرائيلية التي تتعامل مع الجيش وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية للدولة العبرية.
ففى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، اتسع حجم المخيم المؤيد للفلسطينيين في الأيام الأخيرة، ومن ثم أصبح المتظاهرون المناهضون للحرب على غزة وللدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل، أكثر صخبا ووضوحا في الحرم الجامعى.
وفى الجامعة ذاتها، حدثت مناوشات بين المحتجين الداعمين لإسرائيل الذين أقاموا مخيما أيضا، وآخرين داعمين للفلسطينيين، على الرغم من أن الجانبين ظلا مسالمين حتى أمس الأحد، وتبادل الطرفان الهتافات والشتائم، وفى بعض الحالات اللكمات واستمرت المناوشات لبعض الوقت لكن شرطة الحرم الجامعى المسلحة بالهراوات قامت في نهاية المطاف بالفصل بين الطرفين.
وقالت نائب رئيس جامعة كاليفورنيا للاتصالات الاستراتيجية، مارى أوساكو، إن ذلك تغير عندما اخترق بعض المتظاهرين حاجزا أقامته الجامعة للفصل بين الطرفين، موضحة أن الجامعة لها تاريخ طويل في كونها مكانا للاحتجاج السلمى، ونحن نشعر بالحزن إزاء أعمال العنف التي اندلعت.
وبعد توقف الطرفين عن الهتافات عاد المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين إلى المخيم، وبدوره، قال ممثل لشرطة الحرم الجامعى، إن شرطة لوس أنجلوس، لم تشارك في قمع الاحتجاجات ولم يتم اعتقال أي شخص.
وفى جامعة فرجينيا للتقنية، جرت عملية اعتقالات في حرم الجامعة بينما كانت الشرطة تعمل على إبعاد المتظاهرين من أحد المخيمات، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، ولم تذكر الصحيفة أعداد الذين تم اعتقالهم.
وفى جامعة جنوب كاليفورنيا، ألغت الإدارة حفل التخرج الرئيسى، وقالت رئيس بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، إنها تعتقد بأن إلغاء حفل التخرج قرار كان عليهم اتخاذه، وأنهم كانوا يتوقعون وصول نحو 65 ألف شخص إلى الحرم الجامعى، ولم يشعروا أن الأمر سيكون آمنا.
في سياق متصل، دعا أعضاء هيئة التدريس في جامعات كاليفورنيا وجورجيا وتكساس، إلى بدء أو تمرير تصويتات بحجب الثقة عن قياداتهم، لكن مثل هذه الخطوة تعد مثل بمثابة توبيخات رمزية إلى حد بعيد، دون أن تكون لها القدرة على عزل القيادات.
وفى جامعة جورج واشنطن في العاصمة، أظهرت صور ومقاطع فيديو بثها صحفيون وشهود عيان عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لحظات من التوتر في المخيم المؤيد للفلسطينيين بالجامعة بعد محاولة أفراد من الشرطة اعتقال 2 من المشاركين في المخيم، الأمر الذي أعقبه تحطيم المتظاهرين للحواجز التي أقامتها الشرطة قرب المخيم.
وقال السيناتور الأمريكى عن ولاية فيرمونت، بيرنى ساندرز، ردا على ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إن الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية مدفوعة بمعاداة السامية، وإن ما تفعله حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية هو أمر غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديث.
وأضاف خلال مقابلة أجراها مع «سى إن إن»: «لقد قتلوا خلال الأشهر الستة والنصف الماضية 33 ألف فلسطينى، وأصابوا 77 ألفا، ثلثاهم من النساء والأطفال، وإن توجيه الاتهام للحكومة الإسرائيلية ليس معاداةً للسامية، بل حقيقة».
في غضون ذلك، رفض أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكى، اقتراح رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، استدعاء الحرس الوطنى إلى حرم الجامعات، من أجل السيطرة على المظاهرات المتزايدة، وقال السيناتور عن ولاية فرجينيا، تيم كين، إن إرسال الحرس الوطنى إلى الحرم الجامعى من شأنه أن يثير ذكريات مؤلمة للحقبة العنيفة للاحتجاجات في الحرم الجامعى ضد حرب فيتنام، وتحديدا في جامعة كينت.
وأوضح السيناتور الجمهورى، عن ولاية أوهايو، جيه دى فانس، وهو وواحد من العديد من المشرعين الذين عبروا عن تحفظاتهم: «لا أعرف ما إذا كنتم بحاجة إلى استدعاء الحرس الوطنى، ربما تستدعون الشرطة فقط».
إلى ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض، جون كيربى، إن الرئيس جو بايدن يعلم أن هناك مشاعر قوية للغاية بشأن الحرب في غزة، وأنه يفهم ذلك ويحترمه، ومثلما قال مرات عديدة، نحن بالتأكيد نحترم حق الاحتجاج السلمى، ويجب أن يتمتع الناس بالقدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة وجهات نظرهم علنا، ولكن يجب أن يكون الأمر سلميا.
وفى الوقت نفسه، قال «كيربي»، لشبكة «أيه بى سي»: «ندين تماما لغة معاداة السامية التي سمعناها مؤخرا، وندين بالتأكيد كل خطاب الكراهية والتهديدات بالعنف هناك».