كشفت بطريركية الروم الأرثوذوكس في مدينة القدس، من خلال تعميم رسمي حقيقة تقييد الاحتفالات بأسبوع الآلام وعيد القيامة المجيد، لهذا العام واقتصارها على الصلوات والشعائر الدينية. وقال أديب جودة الحسينى، حامل مفتاح كنيسة القيامة وختم قبر المقدس الفلسطيني، إن قرار البطريركية، يأتى فى إطار ما تواجه مدينة غزة الجريحة من أعمال قتل وخراب ودمار من جانب قوات الاحتلال الاسرائيلى، والظروف الراهنة والصعبة التي تشهدها الاراضي المقدسة. وأضاف ل«المصرى اليوم»، الخميس، أن البطريركية أكدت على أنه سيتم تسليم النور المقدس على ابواب الكنائس بدون شعائر احتفالية خارجه عن الشعائر الدينية ، مشيراً الى أن التعميم حول شعائر عيد القيامة،جاء بمناسبة اقتراب اسبوع الالام والذي يعتبر الاسبوع الاقدس في الحياة المسيحية. وأشار الى أن البطريركية أكدت في تعميمها عن حزنها العميق والذي يسود الأراضي المقدسة وعن اهمية البطريركية بمشاركة ضحايا الحرب الامهم وتخصيص الوقت الكافي للصلاة والتأمل في المعنى الروحي لأسبوع الالام وعيد القيامة، واختتمت التعميم بآية من الكتاب المقدس، "قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا"، داعياً الله بأن يعم السلام ارض السلام. وقال كريم كمال، الباحث فى الشأن القبطى، رئيس الاتحاد العام لاقباط من اجل الوطن، أن قرار بطريركية القدس والأردن وسائر أعمال فلسطين للروم الأرثوذكس، بإلغاء كافة مظاهر الاحتفال بعيد القيامة المجيد وقصر الاحتفال علي الشعائر الدينية، صائب ومدروس ويراعى المشاعر للفلسطينيين فى غزة. واضاف كمال، ل«المصرى اليوم»، أنه وفقاً للقرار سيتم تسلم البطريركية النور المقدس علي أبواب كنيسة القيامة دون أي مظاهر احتفال، وهي سابقة لم تحدث من قبل في إعلان واضح من البطريركية بالتضامن الكامل مع شعبها وما يحدث في الأراضي المقدسة. وتابع: «كان فى السابق والمعتاد فيما يتعلق بتسليم النور المقدس، ان أعجوبة النور المقدس تجري في موعد الاحتفال بعيد القيامة المجيد حسب التقويم الشرقي حيث يظهر النور الذي يستمر لا يحرق لمدة 33 دقيقة هي عمر السيد المسيح علي الارض، وجرت العادة ان تدخل الوفود إلى كنيسة القيامة يتقدمها موكب بطريرك القدس للروم الأورثوذكس في ظل مظاهر احتفالية ضخمة علي الدفوف وإطلاق الألعاب النارية ويعقب ظهور النور ايضا نفس المظاهر الاحتفالية ولكن هذا العام تم إلغاء كافة المظاهر والاكتفاء بتسليم النور علي أبواب كنيسة القيامة». وأوضح أننا على أبواب عيد القيامة المجيد، نعلم تضامنا ايضا مع الفلسطينيين في الأراضي المقدسة وخصوصاً في قطاع غزة ونناشد المجتمع الدولي التدخل لإنهاء نزيف الدم المستمر منذ شهور في غزة، وهو وضع لا يجب أن يستمر ويتعارض مع تعاليم كل الكتب المقدسة حيث من غير المقبول استمرار معنا اهل غزة بهذا الشكل الذي يتعارض مع كل القيم الإنسانية.
