عرضت مصر، خلال مشاركتها فى مؤتمر باريس الدولى حول دعم السودان ودول الجوار، مقترحات ومبادرات إنسانية للتعامل مع الأزمة، والتخفيف من تداعياتها على الشعب السودانى، كإقامة مستودعات إغاثية قريبة من الحدود مع السودان، للتدخل فى حالة حدوث أزمات، وإرسال فرق طبية للعمل بالمستشفيات السودانية وإمدادها بالأجهزة الطبية والأدوية، وفرق طبية أخرى متنقلة فى أنحاء الدولة. وقالت وزارة الخارجية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أمس، إن السفير حمدى لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية ترأس وفد مصر خلال المؤتمر الذى استضافته باريس على مدار اليومين الماضيين، حيث استعرض أهم الأهداف والمحددات المصرية لجهود حل الأزمة. وأوضح «لوزا»، خلال كلمته، أن المحددات المصرية لحل الأزمة تشمل التنسيق والتكامل بين مبادرات ومسارات الوساطة المختلفة، وتكثيف العمل على تحقيق وقف إطلاق النار مع بحث الصيغة المطلوبة والمسار الأمثل الذى يضمن سيادة ووحدة وسلامة أراضي السودان، ويحافظ على مؤسسات الدولة الشرعية من الانهيار، وخلق أرضية مشتركة تمكن القوى المدنية السودانية من صياغة رؤية توافقية والبدء فى عملية سياسية شاملة، إلى جانب تنفيذ الدول المانحة لتعهداتها التى أعلنتها خلال مؤتمر الإغاثة الإنسانية، جنيف العام الماضى، والعمل المشترك على اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لوقف الدعم العسكرى المقدم للأطراف السودانية المتحاربة. في سياق آخر، كشفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمصر تضاعف عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لديها 5 أضعاف ليصل إلى 300 ألف شخص، وهو ما يمثل أكثر من 52٪ من إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في البلاد، كما ينتظر 250 ألف سوداني آخرين التسجيل لدى المفوضية فى مصر، منذ إبريل 2023. وقالت مفوضية شؤون اللاجئين، فى بيان أمس، إنه من المتوقع زيادة الطلب على التسجيل بشكل مستمر خلال الأشهر ال 6 المقبلة، مع عدم وجود آفاق فورية لسلام مستدام فى الأفق، منوهة بأن الحرب فى السودان أجبرت، حتى الوقت الحالى، أكثر من 1.7 مليون شخص على الفرار إلى البلدان المجاورة، بما فى ذلك مصر. إلى ذلك، جددت الأممالمتحدة فى مصر وشركاؤها، نداءها للحصول على 175.1 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للاجئين السودانيين الذين فروا إلى مصر منذ منتصف إبريل 2023، وأشارت إلى أن الحكومة المصرية تعمل على ضمان حصول الأفراد الذين أجبروا على الفرار على خدمات الرعاية الصحية الأساسية والتعليم على قدم المساواة مع المواطنين المصريين، ومع ذلك، فإن بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل وتعزيز سبل كسب رزق للمجتمعات المضيفة والمجتمع السودانى فى مصر، أمر بالغ الأهمية. وتعهد المجتمعون فى مؤتمر باريس حول السودان بتقديم مساعدات إنسانية تزيد على مليارى يورو لدعم المدنيين فى السودان، وقال الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون: «يمكن أن نعلن أنه سيتم فى المجمل تعبئة أكثر من مليارَى يورو»، لافتًا إلى أن الالتزامات التي سُجّلت قبل المؤتمر بلغت 190 مليون يورو فقط. وستساهم دول الاتحاد الأوروبى في 900 مليون يورو من التعهدات الإجمالية التى تبلغ حصة فرنسا فيها 110 ملايين، حيث أضاف «ماكرون»: «سيسمح هذا الدعم بالاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحا فى قطاعات الأمن الغذائى والتغذوى والصحة والمياه والصرف الصحى والتعليم وحماية الأكثر ضعفا». من جانبه، حذر فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، من احتمالية تصاعد العنف.
