الرئيس الأمريكى يتوعد بالرد على مقتل 3 عسكريين قرب الحدود «الأردنية- السورية»

يتصاعد التوتر على الصعيد الإقليمى، بعد مقتل 3 جنود أمريكيين، وإصابة آخرين، فى هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية أمريكية، شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود السورية، فى تطور جديد يمثل الضربة القاتلة الأولى ضد قوات أمريكية بالمنطقة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة فى أكتوبر الماضى، وحمل الرئيس «جو بايدن» مسؤولية الهجوم لفصائل مدعومة من إيران، وتوعد بالرد، فيما نفت إيران ضلوعها فى الهجوم.
وأعلنت القيادة المركزية للولايات المتحدة مقتل 3 جنود أمريكيين، مساء أمس الأول، وإصابة 34 آخرين على الأقل فى هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود السورية، وبحسب أنباء فإن هذه القاعدة هى «البرج 22».
وأوضحت القيادة المركزية للولايات المتحدة أنه تم إجلاء 8 من بين المصابين إلى خارج الأردن، مشيرة إلى أن هويات القتلى ستحجب إلى حين إخطار عائلاتهم، وأن نحو 350 عسكريًا من سلاحى البر والجو الأمريكيين ينتشرون فى القاعدة، وينفذون عددًا من مهمات الدعم الأساسية، بما فى ذلك دعم قوات التحالف ضد تنظيم «داعش».
وقال «بايدن»، خلال زيارته إلى ولاية ساوث كارولينا: «كان يومنا صعبًا الليلة الماضية فى الشرق الأوسط، فقدنا 3 أرواح شجاعة، متعهدًا بأن الولايات المتحدة سترد، مضيفًا: «بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أن جماعات مسلحة متطرفة- مدعومة من إيران تنشط فى سوريا والعراق- هى من نفذته، وسنواصل التزامنا بمحاربة الإرهاب، وسنحاسب جميع المسؤولين فى الوقت المناسب والطريقة التى نختارها».
وأعلن البيت الأبيض أن «بايدن» بحث هذه التطورات مع نائبته، كامالا هاريس، ووزيرى الخارجية، أنتونى بلينكن، والدفاع لويد أوستن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، وليام بيرنز، إذ عبر «أوستن» عن شعوره بالغضب والحزن العميق لمقتل وإصابة الجنود الأمريكيين، وقال إن الميليشيات المدعومة من إيران مسؤولة عن هذه الهجمات المستمرة على القوات الأمريكية، وسنرد فى الوقت والمكان الذى نختاره.
وتعالت الأصوات داخل الكونجرس الأمريكى، مطالبة بالرد على الهجوم، إذ طالب السيناتور الجمهورى، ليندسى جراهام، بضرب إيران الآن وبقوة، وقال: «عندما تقول إدارة بايدن لا تفعلوا، فإن الإيرانيين يفعلون، فخطاب إدارة بايدن لا يلقى آذانًا صاغيةً فى إيران».
وأوضح رئيس مجلس النواب الأمريكى، مايك جونسون، عبر منصة «إكس»: «علينا أن نبعث رسالة للعالم أننا لن نتسامح مع الهجوم على قواتنا».
ودعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مايكل ماكول، إلى إعادة ضبط سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، لحماية مصالح أمنها القومى واستعادة الردع، وقال «ماكول»: إن وكلاء إيران شنوا أكثر من 150 هجومًا على القوات الأمريكية منذ أكتوبر الماضى، معتبرًا أن سياسة «بايدن» الفاشلة فى الشرق الأوسط دمرت قدرتنا على الردع ضد الخصوم فى الشرق الأوسط.
وأصدر الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، بيانا أدان فيه الهجوم، وقال إنه يمثل يومًا فظيعًا لأمريكا، الهجوم على قواتنا أمر مروع يتحمل مسؤوليته «بايدن».
وأشار «ترامب» إلى أنه قبل 3 سنوات، كانت إيران ضعيفة ومفلسة وتحت السيطرة الكاملة، وبفضل سياسة الضغط الأقصى التى اتبعتها، بالكاد يستطيع النظام الإيرانى جمع دولارين لتمويل وكلائه الإرهابيين، ثم جاء جو بايدن وأعطى إيران مليارات الدولارات، والتى استخدمها النظام لنشر سفك الدماء والمذابح فى جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأكد أن العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة، ولا يمكن لبلدنا البقاء على قيد الحياة مع بايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة.
فى سياق متصل، نفت إيران، أمس، ضلوعها فى الهجوم، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعانى، إن فصائل المقاومة فى المنطقة لا تتلقى أوامر من إيران فى قراراتها وتصرفاتها، ولا تتدخل طهران فى قراراتها- حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية.
وأضاف «كنعانى» أن إيران حذرت مرارًا وتكرارًا من خطورة توسيع نطاق الصراع فى المنطقة بسبب استمرار اعتداءات إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى ودعم الولايات المتحدة الشامل للإبادة الجماعية للفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية، موضحًا أن تكرار الاتهامات الباطلة ضد إيران هو إسقاط ومؤامرة لمن يرى أن مصلحتهم تكمن فى جر أمريكا إلى معركة جديدة فى المنطقة وتحريضها على توسيع الأزمة وتأجيجها من أجل التغطية على مشاكلهم.
وأشار إلى أن طهران تراقب التطورات فى المنطقة بيقظة، وتقع مسؤولية تداعيات الاتهامات الاستفزازية ضد إيران على عاتق أصحاب هذه الادعاءات التى لا أساس لها من الصحة.
وأعلنت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنه لا علاقة لطهران بالهجوم، وقالت البعثة: «ليس لإيران علاقة بهذه الهجمات، وإن الصراع يدور بين الجيش الأمريكى وقوات المقاومة فى المنطقة، وتارة تهاجم القوات الأمريكية المقاومة وفى بعض الأحيان تهاجم قوات المقاومة القوات الأمريكية».
على صعيد متصل، أدان المتحدث باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، فى بيان، الهجوم الذى استهدف موقعا متقدما على الحدود مع سوريا، وأدى لمقتل 3 جنود أمريكيين وجرح آخرين من القوات الأمريكية التى تتعاون مع الأردن فى مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود.
وأعرب وزير الاتصال الحكومى الأردنى عن تعازى بلاده للولايات المتحدة فى ضحايا الهجوم، وتمنياته للجرحى بالشفاء، مؤكدًا أن الأردن سيستمر فى مواجهة خطر الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية إلى الأردن، وسيتصدى بكل حزم واقتدار لكل من يحاول الاعتداء على أمن المملكة.
وتبنت «المقاومة الإسلامية فى العراق»، التى تضم عددًا من الفصائل، الهجوم، وقالت، فى بيان، إنها هاجمت عددًا من المواقع على طول الحدود الأردنية- السورية.
وأضافت: «استمرارا لنهجنا فى مقاومة قوات الاحتلال الأمريكى فى العراق والمنطقة، وردا على مجازر الكيان الصهيونى بحق أهلنا فى غزة، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية فى العراق، فجر الأحد، بطائرات مسيرة، 4 قواعد للعدو، 3 منها فى سوريا، والرابعة داخل أراضينا الفلسطينية المحتلة»، مؤكدة استمرارها فى دك معاقل الأعداء.
ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فهذه المرة الأولى التى يقتل فيها عسكريون أمريكيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة، ويفاقم الهجوم التوترات فى المنطقة، ويغذى المخاوف من توسيع نطاق الحرب إلى نزاع يشمل إيران بشكل مباشر.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، أمس، إن غارة يشتبه فى كونها إسرائيلية، ضربت منطقة السيدة زينب، جنوب العاصمة السورية دمشق، وأدت لتدمير مبنى بأكمله، إذ استهدفت إحدى المزارع فى محيط منطقة السيدة زينب، وهى معقل رئيسى لحزب الله اللبنانى والحرس الثورى الإيرانى والحشد الشعبى العراقى.
وأشار إلى أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش السورى انطلقت فى محاولة للتصدى للصواريخ، ولم يذكر المرصد وقوع خسائر بشرية، إلا أن وسائل إعلام إيرانية قالت إن شخصين قتلا وأصيب عدد آخر فى ضربات فى منطقة السيدة زينب بسوريا.