«الدحدوح» ل«المصري اليوم»: جرائم الاحتلال لن تُثنينا عن «واجبنا المقدس»

لا يعرف رفاهة الحزن، يلملم الرجل آلامه ويمضى «راسخًا كجبل، متجذرًا كتاريخ بلاده، أبيًا كحجارتها، وملهمًا كحلم التحرر»، مواصلًا نقل الحقيقة للعالم، هكذا أصبح، وائل الدحدوح، رمزًا أيقونيًا لطواقم الصحافة الفلسطينية، وأبطالها الذين يعملون والموت صوب أعينهم.
قتل الاحتلال نجله البكر «حمزة»، صديقه الأقرب، فى استهداف عمدى، لكنه كما عهدناه كان مقاومًا واجه الإجرام بالعودة إلى الشاشات، متمسكًا بأن يكون جسرًا لتمرير الحقيقة للعالم، حتى منحته نقابة الصحفيين المصرية جائزتها لحرية الصحافة، إجلالًا لصموده الاستثنائى، ومواصلته واجبه المهنى رغم أن الموت دائمًا على مسافة قريبة.
فى تصريحاته ل«المصرى اليوم» أكد «الدحدوح» أن ما دفعه من ثمن باهظ باستشهاد 13 من أفراد عائلته لن يثنيه عن مواصلة واجبه الإنسانى والمهنى تجاه غزة، مؤكدًا أنه «سيظل حاملًا هذه الرسالة الإنسانية النبيلة طالما ينبض فيه عرق وتدب فيه حياة».
بثبات أكد «الدحدوح»: «سنمضى فى هذا الطريق الذى اخترناه، وارتوى من دمائنا ودماء أحبائنا، الذين ضحوا أيضًا من أجل هذا الطريق ومن أجل هذا الوطن، نحن ماضون بحول الله مهما كلفنا ذلك من أثمان باهظة».
واسترسل الرجل متناولًا علاقته ب«حمزة»، نجله البكر وصديقه الأقرب، قبل أن يؤكد أنه سيسعى لمقاضاة قاتليه، قائلًا: «ستكون هناك شكوى لدى محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، وقد بدأنا فى اتخاذ المسار القانونى اللازم بمعرفة مستشارى شبكة الجزيرة القانونيين على غرار ما حدث فى ملف الزميلة شيرين أبوعاقلة».
وأعرب «الدحدوح» عن امتنانه للتضامن الشعبى، مقدرًا منحه جائزة حرية الصحافة من قبل نقابة الصحفيين المصرية: «هكذا لفتات طيبة تعيننا على مواصلة السعى، وتمدنا بأحبال الصبر وجسور الاحتساب، وتدفعنا لمواصلة السير واحتمال ما نكابده وما نتجرعه من ألم».
حول تقديس الحقيقة واحترام الواجب المهنى، أكد «الدحدوح» أنه لن ينقطع عن تسليم الراية لدوائره بدءًا من أولاده أو أقاربه فى العائلة، مرورًا بزملاء الميدان، وصولًا لصغار غزة حتى يتواصل هذا الواجب الإنسانى دون انقطاع، على أن يكون الجميع خُدامًا للقضية الفلسطينية وللواقع الإعلامى الفلسطينى، متعهدًا ب«ألا ينقطع الصوت».
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلى سيارة كانت تُقل فريقًا صحفيًا، ما أدى لاستشهاد حمزة الدحدوح، نجل مراسل الجزيرة المخضرم، وزميله مصطفى ثريا، فى خان يونس، فى جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجل إسرائيل الإجرامى. وضجت منصات التواصل بمقطع وثق مشاهد استخراج جثمانى الزميلين الصحفيين من سيارتهما التى تفحمت، متداولة مشاهد وداع مدير مكتب الجزيرة ومراسلها فى غزة، وائل الدحدوح، لابنه «حمزة»، خاصة أنه عاود الظهور على الشاشات بعد ساعتين، كما فعل قبل أسابيع عقب فقدانه 12 شهيدًا من عائلته فى قصف إسرائيلى على منزل نزحوا إليه وسط قطاع غزة فى مخيم النصيرات، فى 26 أكتوبر الماضى.