هل سيدخل حسن نصرالله الحرب؟.. رسائل خطاب ال90 دقيقة: «الأيام بيننا» (فيديو)

لنحو 90 دقيقة، تحدت حسن نصر الله، الأمين العام ل«حزب الله» في لبنان، في كلمة كانت مقررة سلفًا، لإحياء ذكرى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي اغتالته الولايات المتحدة قبل 4 سنوات.
خطاب نصر الله اكتسب أهمية إضافية، إذ يأتي بعد ساعات من اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في بيروت، أمس، الأمر الذي أشعل التكهنات حول ما سيقوله أمين «حزب الله» الذي خاض حربًا ضارية ضد إسرائيل عام 2006.
حزب الله والحوثيون.. لا أحد يعطينا أوامر
بدأ حسن نصر الله الخطاب بالثناء على سيرة قاسم سليماني، قائلا: «اليوم نرى أنهم يلاحقونه حتى ضريحه»، في إشارة إلى تفجيري كرمان في إيران اللذين خلّفا أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى جاءوا لإحياء ذكرى الجنرال الإيراني.
ولفت نصر الله إلى أن «كل ما يحصل اليوم في غزة هو وليد عمل بالحد الأدنى ل20 عاما»، موضحا: «محور المقاومة يلتقي على مفاهيم ورؤية استراتيجية واضحة، لكن كل حركة مقاومة حيث هي تقرر هذا الموقف أم غيره حسب رؤيتها الوطنية وانسجامًا مع الرؤية الاستراتيجية ولا يأمر أحد أحدا. نتشاور ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ولكن كل طرف يأخذ القرار الذي يراه مناسبا».
وتابع: «عندما نرى حجم النتائج والإنجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا إليها ما يمكن أن يتحقق لاحقًا عندها سندرك وسنزداد تسليمًا ورضا بحجم التضحيات في كل الساحات»، مشيرًا إلى أن «حركات المقاومة قامت بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية لكن كانت الخطوة النوعية هو التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة إلى أبعد الحدود».
وواصل: «التجلي الأهم لمحور المقاومة والتحدي الأخطر كان في هذه الأشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى»، وذكر أن «الصمود الأسطوري في اليمن وسوريا هذه كلها من بركات هذا المحور وهذا النهج وهذه الثقافة».
تداعيات «طوفان الأقصى»
استطرد حسن نصرالله في الحديث عن عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة حماس وفصائل المقاومة 7 أكتوبر الماضي ضد إسرائيل.
قال: «أمام هول ما جرى في غزة انقلب السحر على الساحر، فاستطلاعات الرأي الأمريكية تقول إن أكثر من 50 بالمئة من الشباب الأمريكي يقولون إنه يجب تفكيك دولة إسرائيل وإعادة كل أرض فلسطين للشعب الفلسطيني».
ورأى أن «من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها سقوط صورة إسرائيل في العالم وارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفسطيني وعلى مستوى الأمة، وإعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل أنحاء العالم عن حلول»، معتبرا أن «عملية طوفان الأقصى أثبتت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه».
وأكمل: «طوفان الأقصى وما بعده وجّه ضربة قاصمة لمسار التطبيع، وشعب الكيان الصهيوني انعدمت ثقته بالجيش الإسرائيلي، وبالتالي طوفان الأقصى وضع إسرائيل على طريق الزوال الذي سنشهده جميعا إن شاء الله ولن يستطيع أن يحميها أحد. وهذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك، الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم. وطوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمر الصورة الأمريكية التي تم الترويج لها وقدمها بأبشع حقائها لأن اليوم الذي يقتل في غزة هو الأمريكي ويمنع وقف الحرب على غزة».
هل ننتظر حربًا شاملة؟
ارتفعت نبرة حسن نصر الله هنا، معلنًا أن «المقاومة في لبنان اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للإقدام. وإذا فكر العدو في أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف».
وهدّد: «من يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة وإذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط».
وعن جريمة اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري، قال نصرالله: «هذه الجريمة لن تبقى دون رد وعقاب، وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي».
وتابع نصرالله: «نتوجه بالتبريك والتعزية بالشهيد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورفاقه الذين استشهدوا بالأمس في عدوان إسرائيلي فاضح على الضاحية الجنوبية لبيروت، أتوجه إلى الأخ إسماعيل هنية وكل إخوانه في حماس والقسام والشعب الفلسطيني».
وأضاف: «الشيخ صالح أمضى عمره في الجهاد والمقاومة والعمل والقتال والأسر والهجرة وختم الله سبحانه بهذه الشهادة العظيمة».