أعلنت السلطات الفرنسية عزمها إنهاء الإعانات الحكومية الخاصة بمدرسة «ابن رشد» أكبر مدرسة ثانوية إسلامية الواقعة في مدينة ليل. ووفقا لصحيفة «لو باريزيان»، أوضحت المدينة في رسالة موجهة إلى المدرسة، «أوجه القصور الخطيرة» التي تتضمن نقص المواد المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، ومثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيًا. كما علقت السلطات على ما اعتبرته «تمثيل مفرط للأعمال الإسلامية الدينية»، كما خصّت بالذكر دورة حول الأخلاق الإسلامية قالت إنها تحتوي على جوانب تتعارض مع القيم العلمانية للجمهورية الفرنسية. «ابن رشد».. بدأت ب19 مسلمة رفضن خلع الحجاب تعود أصول المدرسة إلى عام 1994 عندما بدأ مسجد يسمى الإيمان بتعليم ما بين 17 و19 فتاة مسلمة بعد طردهن من مدرستهن لرفضهن خلع الحجاب، ولكن نشأتها الأصلية كانت عام 2003 لتكون أول مدرسة مدرسة ثانوية إسلامية خاصة في فرنسا. في عام 2008 بدأت المدرسة تلقي المعونات الحكومية بعدما كانت تعتمد على التبرعات، وفي 2013 انتقلت إلى مباني جديدة اشترتها، ثم توسعت وافتتحت مدرسة إعدادية من ثماني فصول في مبنى السابق للمدرسة الثانوية. ساعتان «دين إسلامي» أسبوعيًا البرنامج الذي يتم تدريسه هو برنامج التربية الوطنية، ولكن نظراً للخصوصية الإسلامية تتمتع مدرسة ابن رشد ببعض الخصوصيات، إذ تدرّس اللغة العربية أسبوعياً لمدة ساعتين لمن يريدها، والتعليم الديني ساعتين أسبوعيا مع ذكر أن هذه المدة أقصر مما هي عليه في بعض المؤسسات الأخرى مثل المدارس اليهودية. وتتيح المدرسة ارتداء الحجاب والجلباب لكنها تحظر النقاب، وتغلق المدرسة في عطلتي عيد الفطر والأضحى. طلاب فقراء ومهاجرون تضم المدرسة 800 طالب وطالبة، وغالباً ما يكونون من أسر فقيرة ومهاجرة. ورغم أن المؤسسة تعلن عن فتح أبوابها للجميع، إلا أن جميع الطلاب ينتمون إلى الثقافة الإسلامية. وتعتبر ثانوية ابن رشد من بين الثانويات الفرنسية المتميزة منذ اندماجها مع الدولة. في عام 2012، حققت المدرسة المركز الأول في التصنيف الوطني للمدارس الثانوية بنسبة نجاح 100% لجميع طلابها البالغ عددهم 43 طالبًا في امتحان البكالوريا، ما يُظهر أن مدرسة ابن رشد تفوقت عن المعدل المتوسط المتوقع. وفي تصنيف لاحق لمؤسة «L'Express»، احتلت المدرسة المرتبة الخامسة على مستوى فرنسا.