أعلن مسؤلون بالجيش الأمريكي مُطلعين على عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدء الأخير في ضخ مياه البحر في قطاع غزة لإغراق الأنفاق التي تمتلكها حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وفقًا لصحيفة «The Wall Street Journal». وتأتي خطوة إغراق الأنفاق بالمياه من البحر الأبيض المتوسط، والتي تُعتبر مرحلة مبكرة، كجزء من جهد مكثف لتدمير البنية التحتية تحت الأرض التي دعمت عمليات الحركة، وهي مجرد واحدة من عدة تقنيات يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لمحاولة تطهير الأنفاق وتدميرها. وفي الوقت الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إن نظام حماس الواسع تحت الأرض كان أساسيًا لعملياتها في ساحة المعركة، وإن نظام الأنفاق تستخدمه «حماس» لمناورة المقاتلين عبر ساحة المعركة وتخزين صواريخ وذخائر الحركة، ويمكن قادة الحركة من قيادة قواتهم والسيطرة عليها، رفض متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي التعليق على الأمر، قائلًا إن «عمليات الأنفاق أمر سري». من جانبه، قال مسؤولون أمريكيون إن إغراق الأنفاق الذي من المرجح أن يستغرق أسابيع بدأ في الوقت الذي أضافت فيه إسرائيل مضختين أخريين إلى المضخات الخمس التي تم تركيبها الشهر الماضي وأجرت بعض الاختبارات الأولية. فيما أعرب بعض المسؤولين في إدارة بايدن عن قلقهم من أن استخدام مياه البحر قد لا يكون فعالًا ويمكن أن يعرض إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر، على الجانب الآخر أوضح مسؤولين أمريكيين آخرين أن هذه التقنية قد تساعد في تدمير أجزاء من شبكة الأنفاق. وقدر المحللون العسكريون أن الاحتلال الإسرائيلي لم يدمر معظم شبكة الأنفاق هذه وأن هناك حاجة إلى مجموعة متنوعة من التقنيات لتدمير أو إتلاف النظام تحت الأرض، فبالإضافة إلى مياه البحر، سعى جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مهاجمة الشبكة بالغارات الجوية والمتفجرات السائلة، وإرسال الروبوتات والطائرات بدون طيار. وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يكثف عملياته تحت الأرض في شمال غزة وتحت مدينة خان يونس الجنوبية أحد آخر معاقل حماس، إذ لا تزال «المتاهة» الموجودة تحت الأرض واحدة من التحديات الرئيسية التي يواجهها الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق هدفه المتمثل في تدمير القدرات العسكرية ل«حماس» في كل من المناطق التي تسيطر عليها فوق الأرض وتلك التي لم تعمل فيها حتى الآن. وفي حديثه من خان يونس يوم أمس الاثنين، قال رئيس أركان جيش الحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، «إننا نعمل على تعميق سيطرتنا على شمال غزة وتغلغلنا في القطاع الجنوبي، وكذلك تعميق النشاط تحت الأرض»، إذ يسيطر الاحتلال الإسرائيل على حوالي 40% من القطاع الساحلي فوق سطح الأرض، وفقًا لمحللين عسكريين، الذين يقولون إن أنفاق حماس تشكل العائق الأكبر. وقال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين: «القضية الإقليمية ليست هي القضية، المشكلة هي أن حماس تعمل تحت الأرض»، من جانبه صرحت ميري إيسين، وهي عقيد متقاعد في المخابرات العسكرية الإسرائيلية:«حتى في المناطق التي استولت عليها إسرائيل لا يزال «المسرح» تحت الأرض يشكل التحدي. وحاصرت قوات الاحتلال إسرائيلية جباليا في شمال غزة وحي الشجاعية بمدينة غزة، حيث تقول إن حماس تحتفظ ببعض من أشرس مقاتليها، وفي تصريحات له مساء أمس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن شمال غزة وصل إلى «نقطة الانهيار» وأن حماس «على وشك الانهيار» هناك. يأتي ذلك في الوقت الذي أفاد به المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري ل «حماس»، أبوعبيدة، يوم الأحد الماضي، إن مقاتلي الحركة تمكنوا من صد قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع. وكان الاحتلال الإسرائيلي، اضطر إلى استخدام الروبوتات والطائرات بدون طيار لاستكشاف الأنفاق تحت غزة واستخدمت المتفجرات السائلة والغارات الجوية لتدميرها، من بين أساليب أخرى. ويقول محللون عسكريون إسرائيليون إن السيطرة على خان يونس ستحاصر مقاتلي حماس المتبقين فوق الأرض بين مواقع الاحتلال الإسرائيليي في شمال وجنوب غزة وكذلك بين منطقة خان يونس ومنطقة الحدود المصرية، ويأمل الاحتلال الإسرائيلي أن يؤدي موقف حماس القتالي الذي وصفوه ب «الضعيف» ومقتل حوالي نصف قادة الكتائب في الحركة إلى دفع المقاتلين من المستوى الأدنى إلى الاستسلام بشكل جماعي. كذلك يوضح محللون عسكريون أن حماس يمكن أن تمنع هذه النتيجة من خلال الصمود تحت غزة حتى تضطر الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف إطلاق النار، إما عن طريق الضغط الدولي أو في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.