كشف تسريب صوتي تفاصيل اجتماع لمجلس وزراء الحرب حضره بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مع الرهائن الذي تم الإفراج عنهم من قبل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ضمن صفقة تبادل الأسرى، وأقارب أولئك الذين ما زالوا محتجزين. وواجه نتنياهو خلال الاجتماع، انتقادات لاذعة من قبل الرهائن المفرج عنهم وأقارب الآخرين، إذ عبروا عن شعورهم بأن حكومتهم تخلت عنهم خلال أسابيع أسرهم في غزة. التسجيل الذي حصلت عليه وسائل إعلام تابعة للاحتلال الإسرائيلي وقامت بنشره، نوه إلى أن الاجتماع شهد هتاف عددًا منهم بكلمة «عار» على نتنياهو، فيما اتهمت واحدة منهم الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات جوية بالقرب من المكان الذي كانت تُحتجز به هي وآخرون، إذ قالت: «الشعور الذي كان لدينا هناك هو أن لا أحد يفعل أي شيء لنا». وأضافت الرهينة المُفرج عنها: «الحقيقة هي أنني كنت في مخبأ تعرض للقصف، وكان لا بد من تهريبنا إلى الخارج وجرحنا، هذا إلى جانب المروحية التي أطلقت النار علينا في الطريق إلى غزة»، منوهة إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ليس لديها أي معلومات على الإطلاق حول موقع الرهائن، وهذا بالنظر إلى أن مكان احتجازهم تعرض للقصف خلال قصف جيش الاحتلال في شمال غزة. كما اتهمت الرهينة التي لا يزال زوجها في الأسر، نتنياهو والحكومة بالتخلي عن الأسرى الذكور في غزة، قائلة إنهم يعانون بقدر معاناة النساء، اللواتي تم إطلاق سراح الجزء الأكبر منهن، مضيفة أنه قبل انفصالهما، كان زوجها يضرب نفسه كل يوم مما تسبب له في النزيف، لأن الظروف في غزة كانت أكثر من اللازم بالنسبة له. وفي نهاية المطاف، اتهمت هي والعائلات الأخرى نتنياهو بوضع السياسة على حساب رفاهية ما يقدر بنحو 137 شخصًا محتجزين في غزة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس في الأسبوع الماضي، موضحة:«أنت تضع السياسة فوق عودة المخطوفين»، زاعمة أن الفوز في الحرب أهم بالنسبة له من حرية شعبه. وسرد رهائن سابقون آخرون المصاعب التي عانوا منها في ظل احتازهم من «حماس» والخوف من الغارات الجوية المستمرة في غزة، والتي دمرت وألحقت أضرارًا بحوالي 60٪ من المباني والبنية التحتية للقطاع الفلسطيني. يقول أحد سكان كيبوتس نير عوز الذي تم إطلاق سراحه لمجلس الحرب:«كنا في أنفاق خائفين من آلا تكون حماس بل إسرائيل، هي التي ستقتلنا، وبعد ذلك سيقولون إن حماس قتلتك»، كما وأضاف الرهائن السابقون وأقارب الذين ما زالوا في الأسر أن الوقت ينفد بالنسبة للرهائن العالقين في غزة لأن الحرب تهدد باستهلاك القطاع بأكمله. من جانبه، حاول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، أن يؤكد لهم أن حكومته تبذل كل ما في وسعها لتحديد مكان الرهائن في غزة وتحريرهم، مدعيًا أن القوة هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، إذ قال خلال حديثه عن المفاوضات:«حتى بدأنا الغزو البري، لم يكن هناك شيء، لا شيء، صفر»، منوهًا أن حماس هي التي خرقت وقف إطلاق النار المؤقت عندما رفضت إطلاق سراح الأسيرات المتبقيات وفقًا للاتفاق، الذي ساعدت الولاياتالمتحدة وقطر في التوسط فيه. هذا في الوقت الذي صرح به من حضروا الاجتماع لوسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي، بأنهم غير راضين عن الجلسة، موضحين أن مخاوفهم لم تًسمع وأن رد نتنياهو كان مقتضبًا، وبدا منفصلًا عن المحادثات. يُذكر أنه في يوم الجمعة 24 من شهر نوفمبر الماضي، وقعت هدنة مؤقتة بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والاحتلال الإسرائيلي، كان من المفترض أن يتم سريانها لمدة 4 أيام فقط، قبل أن يتم مدها لتستمر لمدة 7 أيام، تم بموجب هذه الهدنة إبرام صفقة تبادل عددًا من الأسرى فلسطنيين بسجون الاحتلال مقابل عددًا من الرهائن المحتجزين لدى «حماس».