بلينكن يقر ب خلافات داخل الخارجية الأمريكية بشأن نهج إدارة بايدن تجاه العدوان على غزة (تقرير)

أقر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بوجود خلافات داخل الوزارة حول نهج إدارة الرئيس، جو بايدن، تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وذلك «في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين».
يشار إلى أنه تتزايد الأصوات المعارضة داخل الإدارة الأمريكية للدعم غير المشروط الذي تقدمه إدارة «بايدن» لإسرائيل في حربها على غزة، إذ دعا مئات من موظفي الحكومة بشكل علني وفي أحاديث خاصة إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن ما لا يقل عن ثلاث برقيات تنتقد سياسة الإدارة ارسلت عبر «قناة المعارضة» الداخلية بوزارة الخارجية، والتي تأسست خلال حرب فيتنام وتسمح للدبلوماسيين بإثارة المخاوف بشأن السياسة مع وزير الخارجية دون الكشف عن هوياتهم، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
وتركز الانتقادات على دعم بايدن الراسخ لإسرائيل في أعقاب هجمات ال7 من أكتوبر التي شنتها حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة.
وأقر بلينكن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى موظفي وزارته، بالأثر العاطفي الذي أحدثه الصراع على العاملين وكذلك بالانقسامات المحتملة داخل القيادات حول السياسة.
وقال بلينكن في الرسالة: «أعلم أن المعاناة التي سببتها هذه الأزمة بالنسبة للكثيرين منكم لها أثر كبير على المستوى الشخصي»، مضيفا: «المعاناة المصاحبة لرؤية صور يوميا للرضع والأطفال والمسنين والنساء وغيرهم من المدنيين الذين يعانون في هذه الأزمة أمر مؤلم. وأنا شخصيا أشعر بذلك».
وأوضح بلينكن في رسالته: «أعلم أيضا أن بعض الأشخاص في الوزارة قد يختلفون مع الأساليب التي نتبعها أو لديهم وجهات نظر حول ما يمكننا القيام به بشكل أفضل».
وتابع: «لقد نظمنا منتديات في واشنطن للاستماع إليكم، وشجعنا المديرين والفرق على إجراء مناقشات صريحة مع العاملين حول العالم على وجه التحديد حتى نتمكن من سماع تعليقاتكم وأفكاركم.. ولقد طلبت من قيادتنا العليا الاستمرار في القيام بذلك».
في وقت سابق، كشفت صحيفة «بوليتيكو» عن مذكرة داخلية بوزارة الخارجية الأمريكية، عبر فيها موظفون في الوزارة عن غضبهم لطريقة تعامل إدارة بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس، قائلين إنه، من بين أمور أخرى، يجب على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لانتقاد الإسرائيليين علنًا.
وأشارت المذكرة، إلى تزايد فقدان الثقة بين الدبلوماسيين الأمريكيين في نهج بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط، مضيفة أن ذلك يعكس مشاعر العديد من الدبلوماسيين، خاصة في الرتب المتوسطة والدنيا.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه «إذا اشتدت هذه الخلافات الداخلية، فقد يزيد ذلك من صعوبة صياغة السياسة تجاه المنطقة على إدارة بايدن».
كما ذكرت «سي إن إن» الأسبوع الماضي، أن مئات العاملين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وقعوا على خطاب مفتوح للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي مطلع الشهر الجاري، اتهمت مسئولة مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، سيلفيا يعقوب، الرئيس الأمريكي بالتواطؤ في إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة.