آخرها فلسطين.. فنانين ساهموا بأدوار وطنية وقت الأزمات (تقرير)

الفن أداة من أدوات أي مجتمع، فهو القوة الناعمة ومقياس حضاري لمدى تقدم المجتمع وازدهاره، لا يعبر عن أزماته ومشاكله فقط بل هو مرآة لكل ما يحدث في المجتمع، كما أنه أداة قياس ورصد للظروف الاجتماعية والسياسية التي يمر بها الناس عبر العقود المختلفة، والكثيرين يتحدثون على أن الفن رسالة، وأن رسالة الفنان هامة جدًا، وعليه أن يعي خطورتها وأهميتها، والفنان رسالته ليست في العمل الفني فقط بل خارجه، وخاصة في أوقات الأزمات والحروب، داخلية كانت أو إقليمية، أو قضايا خاصة بالإرهاب أو بالقضية الفلسطينية. وفي هذا التقرير سنوضح أدوار لفنانين حملوا قضايا مجتمعهم على أكتافهم، وساهموا وساعدوا في حلها خارج عملهم الفني.
أم كلثوم والمجهود الحربي
بعد حرب 1967 قامت أم كلثوم بمجهود كبير، حيث قدمت عدة حفلات وخصصت أرباحهم للمجهود الحربي، الحفلات كانت في محافظات مصر وفي محيط الوطن العربي، وبسبب أم كلثوم انتشرت فكرة التبرع بأجر الحفلات للأعمال الخيرية.
عبدالحليم حافظ
الفنان عبدالحليم حافظ كان من أكثر الأصوات الوطنية التي عبرت عن أزمات المجتمع وهمومه، وكان صوته معبرًا عن جيل الثورة بأكمله، وبعد حرب 1967 وحتى حرب 1973 قدم العديد من الأغاني الوطنية التي ساهمت في رفع الروح المعنوية للمصريين خلال تلك السنوات العصيبة.
تحية كاريوكا
من الفنانات التي عُرفن بدورهن الوطني، الفنانة تحية كاريوكا، حيث كانت تساعد الفدائيين ضد الاحتلال الانجليزي عام 1948، كما إنها شاركت في مقاومة العدوان الثلاثي عام 1956.
عادل إمام
مع مرور السنوات، وظهور أزمات مجتمعية كبيرة، مثل الإرهاب المسلح، وخاصة في سنوات الثمانينات والتسعينات، وحدوث أكثر من عملية إرهابية في مصر، وخاصة في مدينة أسيوط، وتهديد إحدى الفرق المسرحية هناك.
لم يهتم الفنان عادل إمام بجماهيرته أو أمانه الشخصي، وذهب لأسيوط ليقدم مسرحيته هناك، ليقدم رسالة واضحة ضد الإرهاب.
ولم يكتف بذلك، فاستمر وقدم عدة أفلام تهاجم التطرف الديني، مثل الإرهابي، وطيور الظلام.
نور الشريف
الفنان نور الشريف كان من أكثر الفنانين ثقافة ووعي وإدراك لقضايا بلده ومجتمعه وجيله، ومن أبرز تلك القضايا قضية فلسطين، فبعد إغتيال ناجي العلي قدم شخصيته في فيلم سينمائي شهير، ولم يهتم بكل الجدل الذي سيثار حوله بسبب تقديم تلك الشخصية، ودفع ثمن تقديم هذا العمل وهوجم كثيرًا بسببه، لكنه كان مهتمًا وواعيًا بتلك القضية، ودفع ثمن اختياره لموقفه.
ومؤخرًا هناك دور مشرف لأغلب الفنانين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، سواء بالتبرع بأرباح حفلاتهم أو جمع التبرعات أو الأحاديث الإعلامية والمواقف المعلنة، تبرز دور ووطنية وعروبة الفنان، سواء في قضايا الداخل أو الخارج، وأنه ليس مؤدً فقط، بل مُعبر ومشارك بصدق عن هموم وقضايا بلده.