أكد مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول، السفير، مهند العكلوك، أن ما قبل 7 أكتوبر، عندما أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصي، ليس كما بعد هذا اليوم، مضيفا أن دولة فلسطين ستستغل التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني من دماء 10 آلاف شهيد في أعقاب عملية «طوفان الأقصى» لحلحلة الجمود السياسي التي تعانيه القضية الفلسطينية منذ75 عاما مع دفع ملف المصالحة الوطنية في إطار التوحد للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال. وكشف خلال حوار ل«المصري اليوم» أجندة دولة فلسطين خلال قمة جامعة الدول العربية على مستوى الزعماء والمقرر انعقادها في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، مؤكدا أنها لن تكتفي بالدعوة لوقف إطلاق النار إنما ستعمل لدفع حل سياسي مستدام للقضية مع إجراءات قانونية تضمن عدم إفلات الاحتلال من العقاب. وتطرقنا في حوارنا مع العلوك إلى عدة ملفات، بينها احتمالات اتساع نطاق الصراع في الإقليم ومدى فعالية قرارات جامعة الدول العربية أمام مساندة واشنطن لتل أبيب وتجاهل المجتمع الدولي لجرائم حرب يرتكبها الاحتلال في غزة وهل ثمة وسائل ضغط حقيقة في جعبة العرب لمواجهة تل أبيب قبل أن تدفع بالمنطقة إلى حافة هاوية وإلى نص الحوار: *ما أجندتكم في قمة الجامعة هل تتطرق لحل سياسي مستدام للقضية الفلسطينية؟ المطلب الأول على أجندة القمة العربية هو دعوة مجلس الأمن لتولي مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين وإصدار قرار ملزم للاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على غزة، ثم إغاثة سكانها بشكل فوري وعاجل مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كاف ومستدام، لكننا لن نكتفي بمطلب وقف إطلاق النار بل سننطرق لحل سياسى مستدام ودائم للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وأن ينال الشعب الفلسطينى كامل حقوقه، بما في ذلك حق تقرير المصير، وتجسيد استقلال دولته على أرضه وعاصمتها القدس، وحق العودة، وإنهاء نظام الفصل العنصرى. وتتضمن أجندة القمة أيضا عدم إفلات إسرائيل من العقاب، وحث المحكمة الجنائية الدولية على استئناف التحقيق ومساءلة الاحتلال، مع دعوة العالم لعقد مؤتمر دولى ثانٍ للسلام، يفضي ل حلحلة الجمود السياسي وإيجاد حل للقضية وضمان إقرار هذا الحل عبر خارطة طريق وجدول زمنى محدد، بما يليق بالتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطينى، ودماء ما يقرب من 10 آلاف شهيد. *هل تستثمرون مكتسبات «طوفان الأقصى» لحلحلة الجمود السياسي الذي تشهده القضية منذ 75 عاما؟ وهل تسهم دماء الفلسطينيين في دفع ملف المصالحة؟ بكل تأكيد؛ ما بعد 7 أكتوبر لن يكون كما قبلها؛ فالتضحيات العظيمة وغير المسبوقة التي قدمها الشعب الفلسطيني بدماء ما يزيد على 10 آلاف شهيد-حتى اللحظة- استثمارها سيكون بانطلاق جهد سياسي يمكن هذا الشعب من نيل حريته واستقلاله، وفي سبيل ذلك سنطلب من الأشقاء العرب إطلاق مؤتمر سياسي دولي يفضي لعملية سلام جادة ذات مصداقية ولها بجدول زمني يفضي إلى إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني مع ضمان عدم إفلات إسرائيل من العقاب. أيضا بالطبع ستسهم في حلحلة ملف المصالحة الوطنية حال توفرت الإرادة لذلك. وعلى جميع الفصائل الآن التوحد والانضواء تحت منظمة التحرير والاستفادة من والاستثمار في مكتسباتها؛ لدينا 100 بعثة دبلوماسية، ولدينا اعتراف دولي. *ما مساعي السلطة لرفع العدوان عن غزة؟ دولة فلسطين تواصل اتصالاتها مع العالم لوقف العدوان فكل يوم يكلفنا فقدان 150 طفلا و350 شهيدا وفقدان العشرات تحت الأنقاض، ونحن نواصل اتصالاتنا في جميع الاتجاهات ونسعى لوقف العدوان قبيل انعقاد قمة جامعة الدول العربية * يشهد وصول المساعدات لمستحقيها في غزة-خاصة شمالي القطاع- تعقيدات بسبب فرض الاحتلال سطوته عليها ما رؤيتكم للحل؟ وكيف تواجهون مخططات التهجير؟ نسعى الآن لإيجاد حل لتمرير المساعدات إلى مستحقيها هناك جهود كبيرة لكنها غير كافية في الظروف العادية يحتاج القطاع 500 شاحنة مستهلكات فيما لم يمر إلى القطاع سوى 300 شاحنة منذ بدء الحرب على غزة.لذا نطمح في مزيد من الضغط على الاحتلال . إسرائيل ألقت 24 ألف طن متفجرات على غزة-أي مايعادل قنبلتين نوويتين لتكرر سيناريو النزوح القسري عامي 1947 و1948 حين هجرت حوالي مليون فلسطيني بفعل إرهاب العصابات الصهيونيةواليوم أجبرت مليون و400 ألف فلسطيني على النزوح قسرا من شمال غزة لوسطها وجنوبها، الذي بات يعيش فيبه 2300 مواطنا في الكيلو المربع الواحد لكن سكان غزة متنبهون وباقون داخل بلادهم أكدت الدولة الفلسطينية أن التهجير خط أحمر وأنه لا يمكن تكرار النكبة، وقد تنبهت القيادتي المصرية والأردنية لسيناريو التهجير ودعمتنا ونثمن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن القومي المصري *هل تقود الجامعة العربية تحركات لإدانة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية؟ شكل مجلس الجامعة المنعقد على مستوى الوزراء في جدة مايو الماضي لجنة قانونية لدعم تحركات فلسطين؛ وما ما يجري الآن في صلب مهام هذه اللجنة اللأربعة، والتي تتضمن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وعقد مؤتمر دولي للسلام، وحشد التأييد للاعتراف مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين وحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، لذا نعد ملفاتنا الآن لتقديمها للجنة وفق مهامها الأربعة ونآمل أن تكون مخرجاتها على قدر يليق بما تشهده فلسطين من جرائم؛ وسنجتمع لإعداد ملفات لنقديمها للجنائية الدولية والعدل الدولية وغيرها من المنظمات المعنية. اجتمعت اللجنة مرتين مرتين افتراضيا وحضوريا ودرست مهامها ويجرى الإعداد لرفع قضايا أمام الجنائية الدولية ومحكمة العدل كما أن وزراء الخارجية العرب أوصوا عبر اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان بوضع إسرائيل وجيشها على قائمة اللائحة السوداءلقائمة العار من منتهكي حقوق الأطفال. ونحن بصدد التوجه لمجلس حقوق الإنسان في جنيف بملفات تمكن لجنة التحقيق المستمرة المنبثقة عنه بالتحقيق في جرائم. الاحتلال بحق شعبنا. **ماذا تنتظرون من القمة الرئاسية بعدما وصفت مخرجات قمة الجامعة على مستوى الوزراء سابع ايام العدوان أنها لا ترتقي لمستوى مايحدث في غزة؟ فلسطين لا تتدخل بالقرارات السيادية للدول العربية الشقيقة لكنها تقرع جرس إنذار بأن خطر هذا الكيان يطالنا جميعانحن وسط أمة عربية بها 22 دولة عربية تحتضن 400 مليون عربي في ظل ظهير عالمي كتلته 2 مليار مسلم حول العالم، فلذلك الأمر متروك لأشقائنا لاستخدام وسائل قوتهم وأوراق الضغط الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية من أجل حماية القضية المركزيةو استخدام وسائل ضغط حقيقية. *منذ النكبة وحتى الطوفان ما القرارات ا ما القررارات التي صدرت عن الجامعة ومثلثت إنجازا لفلسطين أو دفعت قضيتها للأمام؟ أسست الجامعة العربية أسست عام 45 قبل النكبة بثلاث أعوام وكان العرب يرون كواليس النكبة وأنها قادمة، عبر الهجرة المنظمة التي رعاها الاستعمار البريطاني، القضية الفلسطينيةعلى طاولة الجامعة منذ 78 عام لكنها مع الأسف الواجب الذي لم تتمكنم من انجازه بعد. أنا لا أحمل الجامعة كمنظومة المسؤولية ولكن نحن نتحدث عن دول عربية تستطيع أن تضع إرادتها من خلال هذه المنظومة العربية المشتركة نحو موقف حقيقي وليس دعما نظريا فحسب لكن الجامعة العربية استطاعت أن تتقدم خطوات يمكن أن نسميها إنجازات بسيطة بينها التصدي مرة لعضوية إسرائيل بمجلس الأمن، ومنع انخراط ها في قمم عربية افريقية برفض منحهاصفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، إضافة لدعم قرارات فلسطين في الأممالمتحدة، بين مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، واليونسكو فهناك 14 دولة عربية قدموا مرافعات مكتوبة لمحكمة العدل الدولية يوليو الماضي نحو عدم قانونية الاحتلال، لكن تلك الخطوات لم تعيد الحق الفلسطيني لذا نأمل في هذا الظرف رفع مستوى العمل العربي لتقديم حل جاد للقضية. *هل سقطت القضية من قائمة أولويات المنطقة العربية ومن المسؤول؟ هُمشت بالطبع، عبر كما أسهم ربط العلاقات الثنائية بين الدول العربية والاحتلال والذي جاء قبل إقامة الدولة الفلسطينية بالمخالفة لمبادرة السلام العربية عززتهميشها بإقامة 4 بلدان علاقات اقتصادية وسياسية وأمنية مع الاحتلال مما أضعف موقنا ودفعهم لتبني لهجة مغايرة في تناولهم لفلسطين *حدثني عن الدور المصري في دعم القضية ودورها القطاع ورفع المعاناةعن سكانه؟ مصرظهيرنا وأحد مصادر قوتنا على مدار تاريخ قضيتنا؛ منذ اللحظة لم تتواني منذ اللحظة الأولى عن دعم غزة بدءا من الضغط لفتح المعابر وصولا إلى استقبالها بعض الحرجى من حاملي الجنسيات المزدوجة من معبر رفح لكننا نؤمن بقوة مصر كدولة لها صوت مؤثر على الصعيد الدولي وأيضا كدولة قادرة بالضغط على الاحتلال لذا ننتظر منها المزيد من الدعم هي قادرة على ذلك ولن تتتوانى عنه *بين الاحتلال والانقسام وغياب الدور العربي. من المسؤول عنالانسداد السياسي التي تعانيه القضية؟ الانقسام الفلسطيني هو أسوأ ما حصل للقضية الفلسطينية بعد الاحتلال وقد اصابها في مقتل وآمل أن تدفعنا تلك اللحظات الفارقة لإنهائه. *هل تتناول قمة الزعماء العرب حلحلة ملف المصالحة لتعضيد مواجهة هذا العدوان؟ بالطبع نآمل دعم الأشقاء العرب لكن الدور الأكبر على إرادة الفصائل في التوحد التاريخ سيحاسب الجميع، والرهان هنا على الشعب الفلسطيني الأشبه باسطورة طائر الفينيق الضحية التي لا تموت هذا الشعب موحد الصفو أقوى من الانقسام بوعيه يأن العدو واحد والأرض واحدة والهدف واحد وهو من يبقى هذه القضية على قيد الحياة. *كيف تستثمرون سياسيا موقف موسكو التي استضافت وفدا من حماس، والصين التي رفضت وصفها بالمنظمة الإرهابية في مواجهة الموقف الأمريكي؟ نثمن موقف روسيا الاتحادية وموقف الصين والمواقف التي ذكرتها لك من دول أمريكا اللاتينية، وخروج تظاهرات في 40 دولة ونسعى للاستفادة من هذه المواقف، فلدينا 800 قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة وأكثر من ألف قرار ما بين جمعية عامة ومؤسسات رؤيتنا واضحة لكل العالم وهي تجسيد استقلال دولة فلسطين بأنه ليس هناك سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بإقامة دولتنا لكن ما يعيقنا أن هناك قوى ترى بعين واحدة وبمعايير مزدوجة وتثتني الشعب الفلسطيني من الحماية التي توفرها لأوكرانيا مثلا كما تستنى الاحتلال من الالتزام بالقانون الدولي *انطلاقا من ازدواجية معاييرها.. هل تتشارك الولايات المسؤولية عن دماء أبرياء غزة؟ بالطبع أمريكا منحت الضوء الأخضر لتلت أبيب لإبادة غزة؛الولاياتالمتحدة ومعها يعض يلدان الغرب التي تحن لماضيها الاستعماري تدعم إسرائيل بكل قوة بالسلاح وبالمواقف السياسية تحت عنوان زائف وهو الدفاع عن النفس فيما القانون القانون الدولي لا يتيح للمحتل للمعتدي ارتكاب جرائم الإبادة ونظام الفصل العنصري الحق بالدفاع عن النفس هو حق للشعب الفلسطيني فيما واشنطن منحته حصرا للاحتلال. *هل تتوقعون اتساع رقعة الصراع إقليميا مع دخول أطرافا من العراق واليمن ولبنان على خط الأزمة؟ كل الاحتمالات مفتوحة الآن في ظل مواصلة الاحتلال إجرامه؛ نحن لسنا مسؤولون عن تدخل أطراف في النزاع لكننا نؤكد على أنه لا يجب أن يظل الشعب الفلسطيني وحيدا فريسة لحالة القتل والدمار والفتك الوحشية الإسرائيلية، بل أن ذبك ينذر بتفجير الوضع الأمني في المنطقة. *القضية الفلسطينية في مفترق طرق اليوم.. ماذا لو تركت غزة وحيدة؟ الشعب الفلسطيني، يقتل ويحرق ويولد من رماده.طأسطورة طائر الفينيق نحن نراهن على صمود شعبنا لكن حال تركت غزة وحدها فالكارثة ستحل على دول الجوار وعلى الأمة العربية كاملة. نحن نتمسك بمقولة تاريخية بأن الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول لمنطقة؛ فالرؤية الصهيونية العنصرية والتوسعية خطيرة جدا علينا جميعا وهزيمة الشعب الفلسطيني ستعود بكوارث على المنطقة وعلى الأمة العربية. نعول على شعبنا وعلى الرأي العام عالمي الجارف الذي أصبح ينبذ إسرائيل ويعتبرها رمزا للعنصرية وعلى العرب استغلال ذلك الأن وليس لاحقا. *أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة وصف طوفان الأقصى بأنها نتاج طبيعي للظلم التاريخي لفلسطين، في حين دانت بلدانا عربية استهداف المدنيين من الجانبين.. ما تعليقك؟ نحن مع تطبيق القانون الدولي الإنساني، يعني اتفاقية جنيف الرابعة يعني حماية المدنيين زمن النزاعات المسلحة أو تحت الاحتلال، لكمن العالم أجمع يركد ورائها حين يتعلق الامر بإسرائيل ويتجاهلها حين ياعلق بالفلسطينيين؛ لذا علينا نحن العرب أن نتنبه من أجل معايير موحدة خارج السياق الغربي الذي يتذرع بمعاداة السامية كتهمة لكل من ينتقد جرائم اسرائيل. *على من تقع مسؤولية وقف العدوان؟ إسرائيل مسؤولة عن العدوان وبالتالي وقفه، لكننا نحمل أشقائنا العرب خاصة الذين علاقات مع إسرائيل.مسؤولية الاتصال الفعال واستخدام الأدوات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية الفعالة لوقف هذا العدوان، لا نحملهم المسؤولية عن هل يؤثر التجاذب السياسي بين أطراف في الأقليم على قرارات القمة مع دخول الحوثي وحزب الله على خط الصراع؟ البلدان العربية موقفها جيد ونحن لسنا مسؤولون عن دخو لمنظمات أو فصائل مقاومة على خط الصراع، لذا آمل أن تكون قرارات القمة على قدر مستوى المجازر أو أن يقول العرب صراحة أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية مركزية. أن مصالحنا. أصبحت تتناقض معها. *هل تعول فلسطين على المنظمات لدولية أم انها فقدت مصداقبته أمام صمتها عن ذبح غزة؟ تلك المنظمات انكشفت عورتها لكننا سنواصل وضعها أمام مسؤولاتها سنتوجه للمدعى العام للجنائية الدوليةالذي زار مصر قبل أيام ووصف ما يحدث في غزة بأنه جهنم على الأرض لوضع الجنائية الدولية مسؤولياتها وتجرم الاحتلال الذي دمر 200 ألف وحدة سكنية واستهدف المدارس واباد الأطفال واستهدف 52 مسجدا و3 كنائس.