- السفير مهند العكلوك: إسرائيل أثبت أنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها -الجميع سيخسر في ظل عدم وجود السلام.. وأولهم الإسرائيليون - كل هذه الحرب الانتقامية في غزة مبنية على أكاذيب نتنياهو لا تزال فلسطين ترزخ تحت احتلال غاشمٍ لم يكف عن احتلاله أرضًا لا يملكها أجداده السابقون لمدة 75 سنة، بل اقترف من الجرائم بحق هذا الشعب الكثير، آخرها تلك الجرائم، التي وقعت وتقع وستقع على مدار أيام لا نعرف متى تنتهي في قطاع غزة إلى جانب ما يحدث في الضفة الغربية. وامتدت آلة القتل الإسرائيلية لتقتل ما يقرب من 2400 فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية على مدار 9 أيام متتالية من العدوان على قطاع غزة، غلى جانب تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع، لتُضاف ذلك إلى سلسة جرائم الاحتلال، الذي اعتاد أن يقتل ويسلب الحقوق دون حسيب ولا رقيب، بل يجد ظهيرًا غربيًا يوفر له الحماية من المساءلة. وحول ما يحدث من مجريات على الأرض في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، التقينا السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم بجامعة الدول العربية، وأجرينا معه الحوار التالي. -في البداية.. كيف تنظر إلى مسألة دعوات التهجير الإسرائيلية من قطاع غزة وتأثير ذلك على القضية الفلسطينية ومسألة الأمن القومي المصري؟ نحن في فلسطين عمومًا وفي قطاع غزة نحن جوار إقليمي لجمهورية مصر العربية، ونحن في فلسطين نعتبر أنفسنا جزءًا من الأمن القومي العربي والأمن القومي المصري تحديدًا، ويهمنا حماية الأمن القومي المصري وإجهاض المحاولات الإسرائيلية الممنهجة لتهجير الفلسطينيين إلى أراضٍ مصرية، ونحن نرفض هذا الموضوع بكل قوة، وشعبنا يرفض هذا الموضوع رفضًا تامًا - كيف رأيت بيان الرئاسة المصرية وما خرج من قرارات عن اجتماع مجلس الأمن المصري برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ ما جاء في بيان الرئاسة المصرية حول اجتماع السيسي في مجلس الأمن القومي موقف غير مسبوق. نحن كنا نتوقع من أشقاءنا في مصر، الذين دائمًا يهبون دفاعًا عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لوقف العدوان الإسرائيلي ولحقن دماء الشعب الفلسطيني وهذا ما توقعناه من الشقيقة مصر في كل حملات العدوان الإسرائيلي، التي جرت في السابق. نحن اليوم كنا نتوقع موقفًا قويًا واستثنائيًا من جمهورية مصر العربية وقد جاء فعلًا الموقف الاستثنائي من خلال ترؤس الرئيس السيسي لاجتماع مجلس الأمن القومي ومن خلال ما صدر من قرارات قوية، أبرزها العمل مع الشركاء الدوليين لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، ومن خلال إغاثة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم لحصار مهلك يُراد منه إبادة الشعب الفلسطيني، وجريمة الإبادة الجماعية باستهداف جماعة من الناس بقصد القضاء عليهم كليًا أو جزئيًا. كيف تابعت القرارات الصادرة عن اجتماع مجلس الأمن القومي المصري؟ أولًا أتى قرار مجلس الأمن القومي المصري برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكثيف الاتصالات من أجل إيصال المساعدات المطلوبة للشعب الفلسطيني وهذا أمر في غاية الأهمية. أيضًا لم يغفل مجلس الأمن القومي المصري الرسالة السياسية المهمة من أجل حل القضية الفلسطينية، من خلال حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملةً ومن خلال حل الدولتين، ومن خلال مبادرة السلام العربية. نسجل إعجابنا بدعوة مصر استضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تدهور الأوضاع في قطاع غزة واستمرار الجرائم الإسرائيلية هناك. نحن نشيد بهذا الموقف الشجاع والجريء والذي جاء في وقته، والذي لا يغفل العدوان أو الإغاثة أو الرسالة السياسية، وهذا الموقف جاء من رؤية حقيقية لأن إسرائيل تستهدف القضاء على القضية الفلسطينية وتستهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتستهدف حل مشاكلها على حساب دول الجوار، وأنا أتوقع أن الشعب الفلسطيني سيستقبل هذا القرار بترحاب وشعور بأن الشقيقة الكبرى اليوم تحرك بشكل فعال وقوي للدفاع عن الشعب الفلسطيني ومصلحته كيف رأيت بيان الجامعة العربية الأخير خلال اجتماع مجلس الجامعة بعد ورود تحفظات عليه بسبب إدانة الضحايا من الجانبين؟ هناك 5 دول عربية تحفظت على بيان الجامعة وهي سوريا والعراق وتونس والجزائر وليبيا، وجميع هذه الدول شرحت تحفظها أنه القرار لا يرقى إلى مستوى الحدث، وكان هناك إدانة في القرار للقتلى من الجانبين، وكلمة من الجانبين لأن تساوي بين الضحية والجلاد وبين المعتدي والمعتدى عليه وبين القائم بالاحتلال والمحتلة أراضيه، وهذا حقيقة كان يمكن تجنبها بالإشارة إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني بعدم الاعتداء على المدنيين دون أن نقول من الجانبين إذا عُقد مجلس الجامعة مرة أخرى فنتوقع أن يكون هناك أكثر فاعلية وأكثر قوة وأكثر تركيز على ما يمكن عمله من أجل وقف العدوان وإغاثة الشعب الفلسطيني. خلال حوارٍ أجريته مع الوزير مؤيد شعبان، رئيس هيئة الجدار والاستيطان، أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تطلق يد المستوطنين في الضفة الغربية من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق المصنف (ج) مستغلة الانشغال العالمي بما يحدث في غزة.. ما الحل وما موقف السلطة الفلسطينية للحيلولة دون ذلك؟ نحن لسنا بعيدين عن إعلانات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وضم أراضي التي تُصنف على أنها منطقة (ج) ونحن نشهد يوميًا خطط وممارسات إسرائيلية غير قانونية سواء كانت في الأغوار، في الحدود بين فلسطين والأردن، أو في المناطق التي تقع غرب الضفة الغربيةالمحتلة نحن نعلم بأن المنطقة (ج) تمثل نحو 60% من أراضي الضفة الغربيةالمحتلة والسيطرة عليها وضمها يشكل إنهاء لإمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا وذات سيادة على الأرض الفلسطينيةالمحتلة هذا الأمر مخالف للقانون الدولي وينسف أسس السلام، ودولة فلسطين تعمل لفضح هذه المواقف وهذا التوجه الإستراتيجي الإسرائيلي لمنع إقامة دولة فلسطينية، ونعمل من خلال شركائنا وأشقائنا وأصدقائنا قدر المستطاع لوقف ذلك، ولكن ننظر بخطورة بالغة لهذا التوجه. هل عملية طوفان الأقصى وما تبعتها من أحداث والهزة التي أحدثتها داخل المجتمع الإسرائيلي.. ستجعل فلسطين لديها القدرة الآن على فرض شروطها على طاولة المفاوضات وفرض خيار حل الدولتين؟ إذا أردنا أن نقرأ العدوان الإسرائيلي الأخير والتصعيد الذي قابله من منظور إستراتيجي فأول الخلاصات التي يمكن أن نخرج بها ان إسرائيل التي كانت تبيع أوهام السلام في المنطقة من منبر الأممالمتحدة قبل أسبوعين أو ثلاثة ظهر رئيس حكومة الاحتلال يحمل خارطة محا عنها وجود الشعب الفلسطيني وإسرائيل انهمكت على مدار العقد الماضي في بيع وهم أنها تستطيع أن تصدر الأمن والسلام والتكنولوجيا والسلاح والزراعة والطب للتغطية على إنها قوة احتلال وفصل عنصري، التصعيد الأخير كشف عن أن كل هذا وهم وأنها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها الولاياتالمتحدةالأمريكية سارعت إلى إرسال حاملات طائرات وسارعت بعض الدول الأخرى إلى إرسال طائرات وإرسال سفن حربية للدفاع عن دولة الاحتلال، فنعم هذا بالمنظور الإستراتيجي في ظل عدم وجود السلام الجميع سيخسر ولن يكسب أحد وأن جميع الشعوب ستكون مهددة، وأولها الإسرائيليون أنفسهم. ربما تأخر الوقت كثيرًا لإنجاز السلام، وهذا ما كانت تقوله القيادة الفلسطينية وأن الحرب والعدوان سيسبب خسائر للجميع. في الختام.. نحن نرى الإعلام الغربي تخلى عن برقع الحيادية، إن صح التعبير، ما الدروس المستفادة لنا كعرب من هذا الموقف الغربي المؤيد بالكامل لإسرائيل نخرج منها من هذه الحرب؟ أولًا كل هذه الحرب الانتقامية مبنية على أكاذيب.. نتنياهو الكاذب الذي تعودنا منه الكذب والافتراء يدعي أنه قطع رؤوس أطفال وهناك اغتصاب نساء وهناك مجازر ولم نر دليلًا واحدًا على ذلك حتى إن الرئيس الأمريكي تراجع عن رواية أن هناك اطفالًا قُطع رؤوسهم أو مجازر وحشية من النوع الذ يروج له نتنياهو، ولذلك علينا أن نثير تقاربًا جديدًا من الإعلام الغربي لنجعله أكثر توازنًا ليطلع على الرواية الحقيقة وليس على مجرد أكاذيب. أنا أشيد بالشباب العربي الذي يخوضون الآن معركة على وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الصورة الحقيقية عن الشعب الفلسطيني ونرى انعكاس ذلك في مسيرات في لندن والمدن الأمريكية ونرى أيضًا من خلال موقف الشعوب العربية