بينما طالب رئيس مجلس السيادة الانتقالى في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، المجتمع الدولى بتصنيف قوات الدعم السريع المتمردة والميليشيات المتحالفة معها مجموعات إرهابية، منوها لارتكابها كل الجرائم التي تضعها في هذا التصنيف، أبدى قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتى» في ظهور نادر عبر فيديو على منصة «إكس»، استعداده لوقف إطلاق النار والدخول في عملية سياسية شاملة. ودعا البرهان، في كلمته أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إلى ضرورة التعامل الحاسم مع من يدعم هذه المجموعات، مؤكدًا أن مؤسسات الدولة الشرعية القائمة من حكومة وقوات مسلحة وأجهزة أخرى لن تسمح بانتهاك سيادة الدولة أو النيل من كرامة شعبها مهما كانت الكلفة. وقال رئيس المجلس السيادى إنه منذ الخامس عشر من إبريل المنصرم واجه الشعب السودانى حربًا مدمرة من قبل قوات الدعم السريع المتمردة والمتحالفة مع بعض الميليشيات القبلية وأخرى إقليمية ودولية، مبينًا أن هذه القوات استجلبت مرتزقة من مختلف بقاع العالم لتمارس أبشع الجرائم في حق السودانيين، وأكد أن هذه الجرائم ترقى لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأشار إلى ما قامت به هذه المجموعة المتمردة من تطهير عرقى وتهجير السكان من مناطقهم والعنف الجنسى والقتل على أساس العرق والتعذيب وكل ما يرقى إلى أن يوصف بأنه جرائم حرب في دارفور والخرطوم، وأضاف أن ما حدث بغرب دارفور في الجنينة يمثل خير شاهد على الانتهاكات الجسيمة لهذه القوات ضد المدنيين في السودان. وأوضح رئيس مجلس السيادة أنه بالرغم من أن هذه القوات فعلت كل هذه الانتهاكات فإن حكومة السودان طرقت كل السبل من أجل إيقاف هذه الحرب، إذ استجابت لكل مبادرة قدمت من الأشقاء والأصدقاء، مشيرًا إلى المبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية في جدة؛ والتى حققت تقدمًا جيدًا لولا تعنت المتمردين، بجانب مبادرة منظمة الإيجاد ومبادرة دول الجوار التي انعقدت في مصر، وجدد تأكيداته من أجل السلام، وأضاف: «ما زلنا نمد أيادينا من أجل السلام ومن أجل إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا». وناشد «البرهان» الوكالات الإقليمية والدولية والدول للإيفاء بتعهداتها لسد الفجوة الكبيرة في الغذاء والدواء والإيواء لقطاعات واسعة من الشعب السودانى تضررت جراء الحرب التي يشنها متمردو الدعم السريع بقيادة أسرة دقلو، مجددًا التأكيد على التزام السودان بدعم المرأة والطفل والقطاعات الهشة لضمان تمتعهم بكل حقوقهم وحمايتهم في ظل النزاعات القائمة حاليًا مع التأكيد على الالتزام التام بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعهد بنقل السلطة إلى الشعب السودانى بتوافق عريض وتراض وطنى، تخرج بموجبه القوات المسلحة نهائيًا من العمل السياسى ويكون تداول السلطة بالطرق الشرعية والسلمية المتمثلة في الانتخابات. وقال البرهان: «إنه لابد أن تكون هناك مرحلة انتقالية قصيرة تدار فيها الدولة بحكومة مدنية من المستقلين، يتم خلالها معالجة الأوضاع الراهنة الأمنية والاقتصادية وإعادة الإعمار، تعقبها انتخابات عامة يختار من خلالها السودانيون من يحكمهم». من جهته نشر قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو «حميدتى»، الخميس، رسالة مسجلة وجهها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث فيها عن رؤيته لوقف الحرب، التي بدأت في 15 إبريل الماضى، ومفاوضات العملية السياسية التي سبقتها، وتطورات الوضع على الأرض حاليًّا. وتحدث كذلك عن رؤية قوات الدعم السريع لحل الأزمة وإيقاف الحرب، قائلًا: «إنه يجب أن يكون البحث عن اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد مقرونًا بمبادئ الحل السياسى الشامل، الذي يعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان»، وأضاف: «ونظام الحكم يجب أن يكون ديمقراطيًّا مدنيًّا، يقوم على الانتخابات العادلة والحرة في كل مستويات الحكم».