عززت القوات الروسية دفاعاتها حول بلدة توكماك في جنوب شرق أوكرانيا ودفعت بالمزيد من الإمدادات العسكرية إضافة إلى حفر المزيد من الخنادق وبناء التحصينات المضادة للدبابات المدينة الواقعة على بعد حوالي 16 كيلومترًا من خط الاتصال الحالي، فيما يعرف بالمنطقة «58». ويأتي تأمين توكماك تزامنا مع تطويق موسكوجنوب شرقي أوكرانيا بصواريخ باليستية دقيقة التوجيه، و «إسكندر أم» و«إس300» محلي الصنع الملقب ب«باترويت موسكو» تأسيا بالصاروخ الأمريكي ورجح تقرير استخباراتي، لوزارة الدفاع البريطانية اليوم أن تلك التعزيزات تحسبات لأي تقدم من جانب القوات الأوكرانية، معتبرا أن «التحسن الدفاعي في أداء القوات الأوكرانية أقلق روسيا بشأن الاختراقات التكتيكية للخط الدفاعي الرئيسي الأول جهة الشمال (أي جهة جنوب شرق أوكرانيا).اعتبر التقرير البريطاني أنه «بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الهجوم المضاد بدأت كييف في اتخاذ زمام المبادرة في بعض أجزاء خط المواجهة وخاصة في منطقة زابوريجيا وفي محوري باخموت وفيليكا نوفوسيلكا في منطقة دونيتسك. لماذا ستصبح توكماك ستصبح محورا رئيسيا للمعارك ورجح التقرير الاستخباراتي البريطاني أن مدينة توكمالمك الواقعة على بعد 16 كيلومترًا من خط المواجهة وحوالي 60 كيلومترًا شمال شرق ميليتوبول، ستصبح «عمودًا أساسيًا » في خط الدفاع الرئيسي الثاني لروسيا مسيرا بذلك إلأى أن المدينة ستعد محورا رئيسا للمعارك الدائرة على منطقة زابوريجيا. وتعد زابورجيا ومحيطها الواقع حاليا في نطاق سيطرة القوات الروسية نقطة أساس محورية لدى موسكو وكييف؛ إذ تسعى كييف لاسترداد المنطقة فيما موسكو تستميت للحفاظ عليها. عمق استراتيجي وتمنح منطقة زابورجيا التي تحوي محطة نووية عمقا استراتيجيا لموسكو في معركتها مع أوكرانيا؛ بوقوفها عائقًا أساسيا أمام اي تقدم أوكرانيا في الجزء الجنوبي الواقع في المنطقة الرابطة بين البلدين، وذلك نظرا لأن أي اختراق أوكراني للمنطقة يزيد من احتمالات الخطر الإشعاعي لذا تند كييف بأن زابورجيا باتت بمثابة رهينة في يد الروس واداة ضغط على المجتمع الدولي ". أوكرانيا استردت 4 كيلو مترا في دونيتسك أوبلاست وزابورجيا والسبت الماضي، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، «أوكرانيا تمكنت من استرداد 4.8 كيلومتر مربع في الجزء الجنوبي من دونيتسك أوبلاست وفي زابورجيا أوبلاست خلال الأسبوع الماضي. وحسب ماليار «منذ بداية الهجوم المضاد استردت أوكرانيا نحو 256.5 كيلومترًا مربعًا من الأراضي على الجبهة الجنوبيةالشرقية التي ضمتها روسيا منذ بدء الحرب.» لكن نائبة وزير الدفاع الأوكراني أكدت في بيانها أن المعارك ليست يسيرة مشددة على أنه مع بدء الهجوم المضاد في الجنوب الشرقي فإن تقدم كل متر يكلف حياة». موسكو وكييف تسابقان الزمن لحسم الهجوم المضاد قبل حلول الشتاء ودفع هذا التقدم موسكو لتعزيز دفاعاتها في توكماك؛ إذ تأتني التعزيزات الروسية في وقت تشهد فيه الحرب الروسية - الأوكرانية تصعيدا في عدة جبهات، التي تستعر بمختلف تكتيكات الهجوم بين الطرفين؛ إذ تسابق موسكو وكييف الزمن لحسم الهجوم المضاد قبل حلول فصل الشتاء، مع بلوغ المعارك البحرية ذروة جديدة في البحر الأسود. وبينما أعلن جهاز الاستخبارات والبحرية الأوكرانية استهداف جهاز «دفاع جوي روسي» في القرم، هاجمت القوات الروسية خمسة زوارق أوكرانية، وصعدت هجماتها في جبهات متعددة في دينبرو وخيروسون ومدينة كريفوي، ذلك وسط تكثيف الحراك السياسي للطرفين مع حلفائهما، في ظل تزويد واشنطنأوكرانيا ب1.25 مليار دولار عبر برنامج للبنك الدولي، إضافة إلى 24.5 مليون دولار قدمتها كندا اليوم لدعم الدفاع الجوي لكييف في ظل محاولات غربية لتمكينها في قطاع الطاقة النووية من أجل تقليل اعتمادها على موسكو، تزامنا مع تعاون بوتين عسكريا مع جبهات عدة، وإعلان موسكو سحب النخب الروسية 50 مليار دولار من أصولهم في الأسواق الأوروبية «غير الصديقة». موسكو تطوق الحدود الأوكرانية بصواريخ «إسكندر» دقيقة التوجيه وتعدد موسكو جبهات هجماتها على الأراضي الأوكرانية منذ نهاية الأسبوع الماضي. كما تطوق الحدود الأوكرانية بصواريخ «إسكندر» البالستية التكتيكية القصيرة المدى، وكذلك «إس 300»، الملقبة ب«باتريوت روسيا»، تأسيا بصاروخ باتريوت الأميركي. وتحتدم المعارك بين الجانبين وسط تحذيرات استخباراتية أمريكية للجانب الأوكراني من أن عدم حسم هجوم الربيع المضاد قبل انتهاء أكتوبر قد يفضي لإحباطه، ولا سيما مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيعيق بطبيعة الحال الدعم اللوجستي، ويبطئ العمليات القتالية.