الخطوط الأمامية للحرب تستعر: كييف تسترد 8 قرى.. وتحذير روسي من «خطر إشعاعي» محتمل

استعرت المواجهات بين الجانبين الروسي والأوكراني، اليوم، على الخطوط الأمامية للحرب التي أتمت شهرها ال16 دون ظهور بادرة لإنهائها، وبينما تحدثت القوات الأوكرانية عن استرداد 8 قرى منذ بدءها الهجوم المضاد، شن الجانب الروسي هجوما متعدد الجبهات بدءًا من ليمان وباخموت (وسط) مرورا بأفدييفكا ومارينكا، ثم وصولا ل«تافريا» جنوب شرق، وسط تحذيرات «الناتو» لأوكرانيا من مغبة الانخراط في مباحثات سلام وصفها بالمتعجلة وغير المتأنية.
ويأتي ذلك في ظل حديث وزارة الدفاع الألمانية، في بيان مساء أمس، عن سقوط خسائر بشرية فادحة من الجانبين مع استعار المعارك، وسط اتهامات وجهتها موسكو اليوم، لكييف بمواصلة تصنيع «قنبلة نووية إشعاعية» ستشكل خطرا على أوروبا الشرقية حال جرى استخدامها في الحرب.
ميدانيا؛ نفذت القوات الأوكرانية عمليات هجومية مضادة جنوب غربي أوريكيف، ونقلت صحيفة «كييف اندبندنت»عن نائبة وزير الدفاع الأوكراني، جانا ماليار، قولها أن القوات الأوكرانية تمكنت- منذ بدئها الهجوم المضاد مطلع الشهر الجاري- من استرداد 8قرى سيطرة عليها روسيا منذ بدء الحرب.
وأعلنت مليار، اليوم في بيان رسمي، استعادة قرية بياتيخاتكي الواقعة على بعد 22 كيلومترًا إلى الغرب من بلدة أوريكيف على خط المواجهة مع القوات الروسية.
في المقابل كثفت القوات الروسية هجومها باتجاهات متعددة في ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا، وشنت هجوما شرسا جنوب شرقي «تافريا».
وأكد عمدة ميليتوبول، التابعة للسيطرة الروسية، إيفان فيدوروف، احتدام المعارك في عدة جبهات لافتًا إلى أن أن موسكو تعيد نشر قواتها ومعداتها جنوبي خيرسون أوبلاست إلى جنوب شرق زابوريجيا أوبلاست حيث الهجوم المضاد الأوكراني.
و أعلن حاكم منطقة بيلجورود الروسية، أمس، إن 7 مدنيين؛ بينهم طفل، أصيبوا في قصف أوكراني على بلدة فالويكي الواقعة ضمن المنطقة الحدودية.
وقال الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف عبر «تلجرام» إن 5 مبان متعددة الطوابق و4 منازل تضررت، مع اشتعال النار في مبنى واحد.
ومن جهة أخرى قال رئيس جمهورية القرم الموالي لروسيا، سيرجي أكسيونوف، إن نظام الدفاع الجوي الروسي أسقط مسيرتين أوكرانيتين كانتا تحلقان على ارتفاع منخفض ليلة أمس في شمالي شبه الجزيرة.
واتهمت روسيا القوات الأوكرانية بالتخطيط لتصنيع «قنبلة نووية قذرة»نقلت وكالة تاس الروسية عن مدير المخابرات الخارجية في الاتحاد الروسي، سيرجي ناريشكين، قوله إن معلومات استخباراتية أ:دت أن كييف تعمل على تصنيع قنبلة نووية تتضمن موادا مشعة في محطة «روفنو» للطاقة النووية، محذرا من مغبة استخدامها في الحرب وما سيخلفه ذلك من عواقب وخيمة على حياة وصحة جميع السكان والنظام البيئي لأوروبا الشرقية وصولا لدول الاتحاد الأوروبي والبلدان المشاطئة للبحر الأسود.
بينما أكدت وزارة الدفاع البريطانية في بيانها المسائي، أمس أن الجانين تكبدا خسائر بشرية فادحة في الجنوب، توصف بأنها أعلى معدل للخسائر منذ ذروة المعارك في باخموت في مارس الماضي.
وحول فرص إحلال السلام، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج إن السلام في أوكرانيا لا يعني تجميد الحرب الروسية ووقف إطلاق النار فحسب بل حذر أوكرانيا من مغبة الانخراط في مباحثات سلام وصفها ب«المُتعجلة وغير المتأنية» وذلك تعليقا على مبادرة طرحها الزعماء الأفارقة لإنهاء الحرب الدائرة منذ 16 شهرا متواصلة.
وأعتبر «ستلونبرج»، في حوار لصحيفة Welt am Sonntag الألمانية، أن أوكرانيا وحدها هي من يمكنها «تحديد الشروط المقبولة للسلام».
وفي المقابل اعتبر وزير الخارجية الرلوسي، سيرجي لافروف أن المواجهة مع الغرب فتحت لبلاده فرصا جديدة مؤكدًا أن ثمة فرصا للتعاون مع جبهات جديدة خارجة عن السيطرة الأوروبية، على حد وصفه.
واتهم لافروف خلال اجتماع لجنة التعاون الدولي ودعم المواطنين بالخارج التابعة للمجلس الاستشاري الأعلى لحزب «روسيا الموحدة»، اليوم، الولايات المتحدة، ب«محاولة تقويض استقرار المشهد السياسي الداخلي» في روسيا، قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل 2024.
واختتم لافروف كلمته بأن بلاده: «لن تنخرط في آليات ومخططات تخدم مصالح الآخرين إنما ستصوغ للياتها المستقلة الرامية لتيسير مهمة تعزيز بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب»