الأفارقة يختتمون قمة المناخ الأولى مطالبين بتمويل عادل وخفض الديون ودفع التحول الأخضر بالقارة

اختتم الزعماء الأفارقة، اليوم في العاصمة الكينية نيروبي، مباحثات القمة المناخية الأولى التي استضافها مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات، وناقشت القمة الإمكانات الواعدة في القارة والتحديات الهائلة التي تواجه بلدانها، مطالبة البلدان الكبرى بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار والوفاء بتعهداتهم بتقديم 100 مليار دولار دعم سنوي لقضايا المناخ، وسط دعوات لتخفيف أعباء الديون الأفريقية وتمويل عادل لدعم الحلول المستدامة في القارة الأكثر عرضة للخطر والأقل حماية ودعم التحول الأخضر والانتقال للطاقة النظيفة في بلدانها بما يؤهلها لاتباع مسارات تنموية منخفضة الكربون، في ظل انتقادات وجهتها منظمات بيئية ل«الحلول الزائفة» وغير المستدامة التي تروج لها بلدان الشمال للتهرب من مسؤوليتها التاريخية عن الانبعاثات وبينها «سوق الكربون» وتأكيد تلك المنظمات على ضرورة إبعاد قضايا المناخ عن المنظور الاستعماري المترسخ في أذهان القوى الكبرى تجاه القارة.
3 ملفات كبرى في ختام مباحثات نيروبي
وألقى الرئيس الكيني، بولا تينوبو، بالإنابة عن نظرائه الأفارقة البيان الختامي للقمة التي يرعاها الاتحاد الأفريقي ظهر اليوم الأربعاء، مطالبا البلدان الكبرى بتحمل مسؤوبتها التاريخية عن الانعاثات، والوفاء بتعهداتها بتقديم 100 مليار دولار دعم سنوى لتمويل التخفيف والتكيف.
وطالب البيان بتسريع الجهود الرامية لخفض الانبعاثات واتباع استراتيجة خفض تدريجي للفحم والوقود الأحفوري، مشددا على ضرورة تفعيل صندوق تعويض الخسائر والأضرار المتفق عليها في COP27 وضحخ ضخ استثمارات تؤهل القارة لتحفيز النمو الأخضر المستدام مما يمكن بلدانها من تحقيق وضع مستقر لمتوسط الدخل بحلول عام 2050.
تدفقات التمويل المناخي للقارة لا تتجاوز 11% من اجتياجاتها
وسبق البيان الختامي، للقمة التي تهدف صياغة رؤية أفريقية قبيل انطلاق مؤتمر المناخ COP28 في المقبل نوفمبر كلمة بولا تينوبو، رئيس نيجيريا كبرى البلدان الأفريقية التي القاها بالإنابة وزير نيجيريا للشؤون البيئية، إزياك سالاكو، مؤكدا أن تدفقات التمويل المناخي السنوية لأفريقيا لا تتعدى سوى 11% من احتياجاتها للإيفاء بمساهماتها المناخية ناهيك عن ما تحتاجه القارة من تمويلات لتفعيل آليات التخفيف والتكيف، أو امتلاك نظم الإنذار المبكر لحماية شعوبها ومواردها.
ولفت الوزير النيجيري، إلى أن بلاده-وحدها تحتاح17.7 مليار دولار للوفاء بمساهاماتها الوطنية المحددة 2030 في مثال واضح على الأعباء الاقتصادية وتقويض فرص النمو التي تواجه بلدان القارة وسط غياب واضح لمعايير العدالة المناخية في ظل تهرب بلدان الشمال من مسؤوليتها التاريخية ن الانبعاثات.
وطالب رئيس الدولة المضيفة بضرورة تخفيف الديون إصلاح الهياكل المالية العالمية التي جعلت أفريقيا تدفع نحو خمسة أضعاف ما تدفعه الدول الأخرى للاقتراض إذ تحتضن القارة التي تضم 56 دولة 30 دولة مضمن االبلدان الأكثر مديونية في العالم، فيما مواردها مهدرة، مؤكدا أن مخاطر المناتخ تلتهم15% من الناتج الإجمالي للقارة وتقوضنموها.
ودعا الرئيس الكيني، «تفعيل ضريبة الكربون» العالمية، واعتبر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى أن تسعير الكربون أداة مهمة لتسريع التحول إلى للصفر كربون في أفريقيا، فيما ذكر مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري أن واشنطن لم تحدد موقفها من المقترح، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو.
تصاعد نبرة الاستياء من الحلول الزائفة والتهرب من المسؤولية التاريخية
وتصاعد نبرة الاستياء من تهرب بلدان شمال العالم من مسؤوليتها التاريخية تجاه الانبعاثات بل وترويجها للحلول الزائفة وغير المستدامة في ظل استمرار استنزافها لموارد القارة؛ ونقلت وكالة«أسوشيتد برس» عن الناشطة البيئية الأفريقية، بريسيلا أتشاكبا، مؤسسة برنامج البيئة النسائية ومقره نيجيريا، قولها أن الدعوات لإنشاء سوق للكربون ما هي إلا ترويج لحلول الزائفة مؤكدة تفرضها بلدان الشمال قسرا للتهرب من مسؤليتها التاريخية عن الانبعاثات» مطالبة ب«إبعاد قضايا المناخ عن المنظور الاستعماري المترسخ في أذهان الغرب تجاه أفريقيا؛ نظرا لمركزية قضية المناخ وما تشكله من تهديد جماعي على العالم».
من جهته، طالب رئيس البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير«أفريكسوم بنك»، بنديكت أوراما البنك الدولي وبلدان الشمال العالمي بالكف عن الشعارات وتنفيذ إجراءات فاعلة لحشد التمويلات اللازمة للحلول مستدامة وتحسين الحلول القائمة على الطبيعة كالزراعة المبتكرة المواكبة للتغيرات المناخية ومشروعات إمدادات وإدارة المياه المستدامة بها، والتحول للطاقة النظيفة وتطوير الصناعات الخضراء.
وأكد بنديكيت، أن«أفريكسونم بنك» لديه العديد من المبادرات، التي يقوضها شح التمويلات؛ موضحًا «مليار دولار أمريكي يتحصل عليها البنك لا تكفي لسد احتياجات دولة أفريقية واحدة.
أفريقيا في الخطوط الأمامية لمخاطر المناخ
وتقف أفريقيا في الخطوط الأمامية للأزمة العالمية المتفاقمة، إذ تحتضن 17 من إجمالي 20 دولة هل الأكثر تضررا من مخاطر المناخ، وسط أزمة ديون تثقل كاهلها فيما لا تتلقى سوى 11% مما تحتاجه للوفاء بمساهماتها الوطنية، إضافة لافتقارها لامتلاك أنظمة الإنذار المبكر مما يجعل مخاطر المناخي تلتهم 15% من ناتجها الإجمالي سنويا، رغم أن إسهامها بالانبعاثات لا يتجاوز 4%.
القارة السمراء بين الفرص الواعدة والتحديات الهائلة
وتحظى أفريقيا بإمكانات طبيعية تؤهلها لتوليد الطاقة النظيفة مباشرة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضي، لكنها لا تحظى سوى ب3% فقط من استثمارات الطاقة النظيفة بالعالم، كما أنها موطنًا ل40 % من الاحتياطياتي العالمي من الكوبالت والمنغنيز والبلاتين، الضرورية للبطاريات والهيدروجين ورغم ذلك تحتضن ثلثي جياع العالم و17 دولة من إجمالي 20 هي الأكثر عرضة لمخاطر المناخ في ظل غياب وسائل التنبؤ والإنذر المبكر التي تحوز17 مركز إنذار مقارنة ب360 في أوروبا .
وتحول التحديات الاقتصادية لأفريقيا دون وفائها بالمساهمات المحددة وطنيا ببلوغ2030 كما لا تمكنها أعباء الديون من التنية اللازمة للعمل المناخي على صعيدي التخفيف والتكيف، عالميًا، لم تفِ الدول الكبرى بعد بالتزامها بتوفير 100 مليار دولار سنوياً لتمويل المشاريع المناخية للدول الفقيرة بحلول العام 2020.
الطبيعة هي أكبر حلفاء أفريقيا في معركتها مع المناخ
واعتبر تقرير الأمم المتحدة الصادر أمس، تزامنًا مع القمة، أن الطبيعة هي أكبر حلفاء أن أفريقيا في معركتها مع لاسيما- في ظل حيازتها لمعظم الأراضي الصالحة للزراعة ما يؤهلها لإطعام العالم ونفسها، مع 25 % من التنوع البيولوجي العالمي، و10 في %من المياه العذبة الداخلية المتجددة، وأكبر احتياطي من الكوبالت والماس والبلاتين واليورانيوم.