في حضرة نفيسة العلوم.. إقبال كبير من محبي آل البيت علي مسجد وضريح السيدة (صور)

وصلت أعمال التطوير إلى مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بحضور السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة، وعدد من القيادات الدينية والشعبية.
يأتي ذلك ضمن حركة تطوير بدأت بتوجيهات رئاسية، شوملت من مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، بالقاهرة، بتكلفة بلغت 150 مليون جنيه، ومسجد عمرو بن العاص بتكلفة نحو 180 مليون جنيه.
وشملت خطة تطوير مسجد السيدة نفيسة مصلي الرجال والساحة الداخلية للمسجد وضريح ومقام السيدة نفيسة، لكن لم يشمل التطوير مصلي النساء والذي بقى على حالة قبل أعمال التطوير.
كما شملت أعمال التطوير ترميم وطلاء واجهات العقارات المجاورة للمسجد، وزيادة المساحات الخضراء أمام مسجد السيدة نفيسة، وكذلك رصف وتجميل الأرضيات والأرصفة ورفع كفاءة الإضاءة، المحيطة بميدان المسجد، بالإضافة إلى تطوير الأضرحة والمزارات الموجودة على طول شارع الإشراف المجاور لمسجد السيدة نفيسة، ومنها مسجد السيدة رقية، وضريح محمد الأنور، مرورًا بقبة الأشراف، ومقام السيد جوهر، ومقام سيدي الحناوي.
وقال الدكتور خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة، إن افتتاح مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها يأتي في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالمساجد مبنى ومعنى على وجه العموم والاهتمام بالمساجد التاريخية ومساجد ال البيت على وجه الخصوص.
واضاف في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: «مسجد السيدة نفيسة تحفة وأيقونة معمارية فريدة من نوعها»، مهنئا الشعب المصري على عودة فتح أبواب مسجد السيدة نفيسة للمريدين ومحبي آل البيت.
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
وقال الدكتور محمد طه رمضان، إمام مسجد السيدة نفيسة، إنه جرى تطوير المسجد والضريح ومقام السيدة نفيسة، كما شمل التطوير ساحات المسجد بالإضافة إلى المبنى القديم من المسجد الأثري والساحات الخارجية المحيطة بالمسجد والطرق المؤدية إليه.
وأضاف ل«المصري اليوم» أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر قرارا تاريخيا بتطوير مساجد ومقامات آل البيت الثلاثة: مسجد سيدنا الحسين ومسجد السيدة نفيسة وقريبا الانتهاء من تطوير وافتتاح مسجد السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها.
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
وتولت شركة المقاولون العرب أعمال تطوير تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وذلك بدعم من طائفة البهرة، وهي صاحبة جهود مقدرة في المشاركة بترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، ومنها مسجد سيدنا الحسين، ومسجد ومقام السيدة نفيسة، والسيدة زينب، فضلًا عن الأنشطة الخيري في مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق «تحيا مصر».
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
وشهدت البوابة الخارجية لضريح ومقام السيدة نفيسة إقبالًا كبيرًا من المريدين ومحبو آل البيت، في انتظار فتح الباب لزيارة المقام. ويقع مسجد وضريح السيدة نفيسة رضي الله عنها في نطاق حي الخليفة، بالمنطقة المسماة قديمًا «درب السباع»، وبالقرب من مسجد وضريح الإمام على زين العابدين رضي الله عنه.
وأعلنت وزارة الأوقاف في بيان لها، افتتاح مسجد السيدة نفيسة رسميًا اليوم الثلاثاء 8 أغسطس 2023، على أن يكون موعد فتحه للجمهور يوم الخميس 10 أغسطس 2023.
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبي طالب (ربيع الأول 145 ه- رمضان 208 ه)، من سيدات أهل البيت، اُشتهرت رضى الله تعالى عنها بالعبادة والزهد. وُلدت السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 ه، وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب، وقيل أن أمها أم ولد، وأن زينب أم إخوتها.
انتقل بها والدها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس ب«نفيسة العلم» قبل أن تصل لسن الزواج. تقدّم الكثيرون للزواج من نفيسة لدينها وعبادتها، إلى أن قبل أباها بتزويجها بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب، وتمّ الزواج في رجب 161 ه، فأنجبت له القاسم وأم كلثوم.
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
افتتاح مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
وفي سنة 193 ه، رحلت نفيسة مع أسرتها إلى مصر، مروا في طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش، ووصلت السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها وأرضاها إلى القاهرة في 26 رمضان 193 ه، ورحّب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، فخرجت عليهم قائلة: «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى»، ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل والي مصر آنذاك السري بن الحكم وقال لها: «يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه»، فوهبها دارًا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع. فرضيت وبقيت.
ولمَّا وفد الشافعي إلى مصر سنة 198 ه، توثقت صلته بالسيدة نفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء. وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204 ه، وصلّت عليه إنفاذًا لوصيته.