تجدد الاشتباكات بين طرفى الصراع فى السودان ومعارك عنيفة فى «نيالا»

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، يومًا جديدًا من التوترات بين قوات الجيش السودانى، بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير ب«حميدتى»، في حين تجددت التوترات في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتى تمثلت في اشتباكات بينهما بالأسلحة الخفيفة والثقيلة.
واندلعت اشتباكات في أم درمان، رافقتها غارات جوية للجيش السودانى في عدة مواقع، فضلًا عن الاشتباكات المتواصلة بين الطرفين المتصارعين خلال الأيام الماضية، باستخدام سلاح الطيران والمدفعية الثقيلة، مما بث الرعب والخوف بين السكان بعد وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وسط المدنيين، الأمر الذي تسبب في موجة نزوح جديدة قد تفوق ما حدث في بداية الحرب.
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالى في السودان، مالك عقار، في تصريحات صحفية، أن أي مبادرة لنشر قوات في السودان وجعل الخرطوم منطقة منزوعة السلاح سيتم اعتبارها مبادرة احتلالية، مشيرًا إلى أنه بحث مع عدة دول ومنظمات كيفية حل الأزمة السودانية.
وقال: «لدى روسيا علاقة جيدة مع السودان دون أي مطامع، مُرحبًا بأى مبادرة أو نوايا روسية لحل الأزمة السودانية، فروسيا من الدول القليلة التي لم تسحب سفيرها من السودان بسبب الأزمة»، متابعًا: «لدينا بعض التحفظات على الدولة الكينية التي ترأس مبادرة إيجاد»، معتبرًا أن القيادة الكينية لديها بعض المصالح الاستثمارية وهى غير محايدة في الأزمة السودانية.
وأضاف أن مبادرة جدة تنقصها آلية التنفيذ، منوهًا إلى أن جميع الحروب تنتهى على طاولة المفاوضات، ويجب على المجتمع الدولى إيجاد حل للأزمة السودانية، وأولويتنا وقف الحرب ومراقبتها وتأمين المساعدات اللازمة.
إلى ذلك، اتهم المتحدث الرسمى لنقابة أطباء السودان، الدكتور محمد عبدالله، قوات الدعم السريع باغتيال أحد أفراد الأطقم الطبية، على خلفية شن اعتداء موسع على مستشفى الشهداء في مدينة بحرى والتعدى بالضرب على الأطباء والكوادر الصحية والمرضى وإحراق معمل المشفى من القوات العسكرية للدعم السريع السبت الماضى.
وأشار إلى إخلاء المستشفى بالكامل وخروجه من الخدمة بصورة كاملة، موضحًا أن المواطن السودانى البرىء يدفع ثمن هذه الحرب: «للأسف كل يوم تخرج مستشفيات مدن كاملة من الخدمة، المراكز القريبة صغيرة ولا يستطيع المرضى الوصول إليها، إذ خرج نحو 80% من إجمالى عدد المستشفيات من الخدمة داخل مناطق النزاع».
وناشد الأطراف المتنازعة ضرورة التدخل لوقف الحرب ومنع معاناة الشعب السودانى، مؤكدًا رفض النقابة الانحياز لطرف ضد الآخر في الحرب، مشيرًا إلى حرص النقابة على تسجيل الوقائع لاسيما جرائم الاعتداءات على المستشفيات، نحن مع أهلنا في السودان، وليس مع طرف بعينه.
واتهمت وزارة الصحة الاتحادية بالسودان قوات الدعم السريع بالاعتداء على مستشفى الشهداء، مؤكدة إدانتها للاعتداء على المؤسسات الصحية وعلى الكوادر الصحية، نأمل في أن يتم الالتزام التام بتجنيب المؤسسات الصحية والكوادر الطبية المعالجة أي اعتداء أو تهجم أو قتل أو ترويع».
ونفت قوات الدعم السريع اقتحام قواتها مستشفى الشهداء بالدروشاب في مدينة بحرى والتعدى على الأطباء المتواجدين بالمستشفى، معتبرة أن ما تردد في هذا الشأن معلومات مضللة وكاذبة لا تمت للحقيقة بصلة.
وقالت إن المستشفى محتل تمامًا من قبل قوات الجيش السودانى يستغلونه لعلاج جرحاهم المتواجدين داخله، مطالبة أي جهة تريد التأكد من هذه الحقائق بالذهاب إلى المستشفى والوقوف على الوضع بدلًا من إطلاق الاتهامات جزافًا بغرض التشهير بقوات الدعم السريع.
وفيما يتعلق بأوضاع التعليم في السودان، أدت الحرب إلى إغلاق الجامعات ومؤسسات التعليم في البلاد بشكل عام، وسط أنباء عن ضياع مئات الآلاف من الملفات والوثائق الأكاديمية في عدد كبير من المؤسسات التي تعرضت لأعمال نهب وحرق وتدمير، وفقًا لتقرير نشره موقع «سكاى نيوز عربية».
ووفق التقرير، فقدت جامعات كبيرة، مثل جامعة الخرطوم، تصنيفاتها الأكاديمية المتقدمة بسبب الدمار الكبير الذي لحق بمؤسسات التعليم العالى خلال العقود الثلاثة الماضية، مما أفقدها فرص تحويل طلابها إلى جامعات أخرى خارج السودان.
وأشار إلى أن مئات الآلاف من الطلاب أيضًا تواجههم مشكلة كبيرة في الحصول على أي مستندات أو وثائق تثبت تسجيلهم في الجامعات التي كانوا يدرسون بها، كما تعرض العديد من منشآت الجامعات، من مكتبات ومعامل وغيرها، لدمار كبير تقدر خسائره بأكثر من 3 مليارات دولار، وفق مصادر محلية.
ولفت التقرير إلى أنه رغم تأكيد بعض الجامعات سلامة وثائق وسجلات طلابها، فإن أكثر من 60% من الجامعات والمعاهد والكليات العليا المتخصصة الحكومية والأهلية، البالغ عددها نحو 280 مؤسسة تعليمية، تعرضت للتخريب خلال الحرب.