عمليات نهب وتظاهرات في شوارع فرنسا.. ماذا حدث منذ مقتل «نائل»؟

تتصدر مشاهد العنف والتخريب التي تتعرض لها شوارع فرنسا محركات البحث وذلك على خلفية مقتل الجزائري نائل برصاصة من أحد ضباط الشرطة في بلدة نانتير خارج باريس، مساء الثلاثاء.
الشاب نائل ذو ال17 عامًا هو من عائلة جزائرية مغربية وقد تعرض لإطلاق نار من قبل ضابط شرطة خلال عملية توقف مروري لتشعل وفاته الغضب والمناشدات بوقف التفرقة العنصرية.
في الجنازة، اصطف عدة مئات من الأشخاص لدخول مسجد نانتير الكبير ووقف متطوعون يرتدون سترات صفراء حراسة، بينما كان البعض يشاهدون الجانب الآخر من الشارع، خوفًا من أي تحركات من قبل الشرطة الفرنسية.
أدى إطلاق النار على نائل إلى إعادة إشعال شكاوى طويلة الأمد من عنف الشرطة المتكرر وتعاملها بنوع من العنصرية.
شوارع فرنسا تشتعل بعد مقتل شاب مراهق
قال المدعي العام في نانتير، مساء الخميس الماضي إن نائل معروف للشرطة بإخفاقه سابقًا في الامتثال لأوامر إيقاف المرور وكان يقود سيارة مستأجرة بشكل غير قانوني، فيما نفى إيمانويل ماكرون رئيس البلاد، وجود عنصرية منهجية في طرق تطبيق وإنفاذ القانون الفرنسي.
وشهدت البلاد موجة من الاضطرابات، حيث أشعل مثيرو الشغب النيران في 2000 سيارة منذ بدء الاضطرابات وعلى اثر ذلك، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانين مساء أمس السبت إن أكثر من 200 ضابط شرطة أصيبوا بجانب أن متوسط عمر المعتقلين هو 17 عامًا فقط، فيما قال وزير العدل إريك دوبون موريتي إن 30٪ من المحتجزين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
وقال وزير المالية برونو لو مير إن أكثر من 700 متجر ومطعم وفروع بنكية تعرضت للنهب وأحيانًا حتى الحرق منذ بدء الاضطرابات.
في مرسيليا، إحدى المدن الفرنسية تم القبض على 80 شخصًا يوم الجمعة، وكانت أكبر نقطة اشتعال هناك حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخاضت معارك في الشوارع مع الشباب حول وسط المدينة في وقت متأخر من الليل.
آثار العنف خلال الاحتجاجات على مقتل مراهق فى فرنسا
وفي ليون، ثالث أكبر مدينة في فرنسا، نشرت الشرطة ناقلات جنود مدرعة وطائرة هليكوبتر لحماية الشوارع ومنع أي أعمال عنف.
على أثر الاضطرابات قررت عدد من الجهات إلغاء فاعليتها، حيث قال المدير الإبداعي هيدي سليمان على موقع الصور الشهير انستغرام إنه تم إلغاء فعاليات من بينها حفلتان موسيقيتان في استاد فرنسا في ضواحي باريس، بينما ألغت دار الأزياء سيلين المملوكة لشركة lfmh عرض الأزياء الرجالي الخاص لعام 2024.
من جانبها حثت الحكومة الفرنسية شركات التواصل الاجتماعي على إزالة المواد التحريضية المتواجدة على كافة المنصات الاجتماعية.
مع قلة الاضطرابات مساء السبت، تم نشر عشرات الآلاف من رجال الشرطة في جميع أنحاء البلاد ونزل نحو 45 ألف شرطي في الشوارع مع وحدات النخبة المتخصصة وعربات مدرعة وطائرات هليكوبتر لتعزيز أكبر ثلاث مدن وهي باريس وليون ومرسيليا.
ومن جانبه أجل الرئيس الفرنسي زيارته المرتقبة لألمانيا والتي كان مقرر لها اليوم الأحد.
اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين فى فرنسا - صورة أرشيفية
وفي باريس، عززت الشرطة الإجراءات الأمنية في شارع الشانزليزيه التاريخي بعد دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي للتجمع هناك، فيما وضعت العديد من واجهات العلامات التجارية تجهيزات خاصة بها لمنع الأضرار التي قد تتعرض لها أو أي عمليات نهب.
فيما أعلنت السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد حظر المظاهرات، وأمرت وسائل النقل العام بوقف العمل في المساء، وفرض بعضها حظر تجول ليلاً.