«ماكرون» يتوعد مثيرى الشغب فى فرنسا ب«إجراءات صارمة»

شُيّعت، أمس، جنازة الشاب الفرنسى ذى الأصل الجزائرى «نائل»، الذى قُتل برصاصة شرطى فرنسى، خلال تدقيق مرورى، وسط تكثيف السلطات الفرنسية للتعزيزات الأمنية فى أرجاء متفرقة من البلاد، واعتقال 1311 شخصًا، فيما توعد الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، مثيرى الشغب باتخاذ إجراءات صارمة. ويُدفن «نائل» فى مقبرة مون فاليريان بباريس، إثر قتله برصاصة فى الصدر أطلقها عليه شرطى من مسافة قريبة، ووُجهت له تهمة القتل العمد.
وتشهد عدد من المدن الفرنسية، بدءًا من العاصمة باريس مرورًا بمرسيليا وليون وتولوز وصولًا إلى استراسبورج، احتجاجات دامية تخللتها هتافات مناهضة للعنصرية والعنف الشرطى، وشابتها أعمال عنف، أصيب على إثرها 79 شرطيًا، فى موجة غضب مستمرة منذ الثلاثاء الماضى، مما يضع الرئيس «ماكرون» فى أزمة توصف بالأصعب منذ احتجاجات السترات الصفراء.
ووفقًا لوسائل إعلام فرنسية، سلطت الحادثة الضوء على أوضاع الجاليات العربية، ممن يسكنون الأحياء الشعبية وما يعانونه من تمييز.وأفاد وزير الداخلية الفرنسى، جيرالد دارمانان، أمس، باعتقال 270 محتجًا، ليرتفع عدد الموقوفين ل1311 شخصًا، لافتًا إلى إصابة 79 شرطيًا، دون أى إشارة لأعداد المصابين من صفوف المحتجين.
ويتهم المحتجون الشرطة ب«العنصرية الممنهجة»، لكنها علّلت العنف والاعتقالات بأنه ردًا على أعمال شغب قام بها المتظاهرون؛ وأحصت 31 هجومًا ضد مراكز الشرطة و11 آخر ضد ثكنات الدرك، إضافة لإضرام 2560 حريقًا على الطرقات العامة، مع نشر 45 ألف شرطى وبعض المركبات فى الشوارع.
وندد الرئيس الفرنسى، خلال اجتماع طارئ مع «الداخلية»، بما أسماه ب«الاستغلال غير المقبول» للحادثة، متوعدًا مثيرى الشغب باتخاذ إجراءات صارمة.
ومع تنامى الاحتجاجات، طالبت بريطانيا وتركيا رعاياهما فى فرنسا بتوخى الحذر، فيما دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، السلطات الفرنسية لضبط النفس، مشددًا على أهمية أن يكون استخدام الشرطة للقوة وفقًا لمبادئ عدم التمييز.